الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملايين المصريين في جيوب المستريح !!

فتحي حسين
فتحي حسين

لا حديث في هذه الأيام يعلو علي حوارات وحكايات النصب علي المواطنين تحت زعم توظيف الأموال بواسطة شخص ما أطلق عليه الإعلام "المستريح" وهو نصاب محترف يركز شباكه دومًا علي الطماعين من المواطنين الذين يريدون الحصول علي فائدة وميزات كبيرة بشكل غير شرعي ويسعي إلى المستريح سعيًا ويجلب معه عشرات من أصدقائه وأقاربه لكي يحصلون علي نفس الميزات.

ولكن تأتي الرياح دومًا بما لا تشتهي السفن ويفاجأ الجميع بأنهم أصبحوا ضحايا لهذا الشخص الملعون النصاب، والذي جمع ملايين في أسوان والشرقية والمنصورة والجيزة والقاهرة ومحافظات اخرى، وكله في غيبة عن الدولة بالرغم من توفير فرص استثمار مضمونة مثل شهادة ذات الفائدة الـ18% المتاحة في البنوك إلا أن المواطنين الطماعين يذهبون الي الحل الاسهل ويعطون أموالهم للمستريح!

بالرغم من وجود تاريخ أسود خاص بتوظيف الأموال كما في شركات الصفدي والريان والهدي وغيرها والتي قامت بتوظيف الأموال وكانت النتائج غير جيدة تماما إلا أن بعض المواطنين لا يتعلم من هذا !

ربما الإحباط الشديد الذى تعانى منه شريحة كبيرة من الناس الذين يمتلكون مدخرات فى البنوك ويفشلون فى استثمارها فى مشروعات يجهلونها أو لا يعرفون ما هى المشروعات المربحة فى الوقت الحالى إلا أنهم يلجأون طواعية إلى شخص أطلق عليه الإعلام مؤخرا لفظ «المستريح» وهذا الشخص «المستريح» يلجأ إليه الضحايا دون أن يعلموا أنه نصاب ولا يملك من المال الذى يعمل به سوى مالهم هم فقط، ومن أجل ذلك يعمل لنفسه دعاية كبيرة بين الفئات الأكثر احتياجا للمال كراتب شهرى أو أرباح كما يطلق عليها هذا المستريح، ثم بعد فترة وجيزة يذوب فى الحياة تماما مثل قطع الملح الذى يذوب بمجرد وضعه فى الطعام! كما أن التعاطف مع الضحايا لا ينفى وجود درجات من الطمع، يستغلها النصاب أو المستريح وهو يداعب غريزة الربح السهل!

والمستريح له قدرة عالية على النصب بذكاء خارق حتى يقنع الضحايا بقدرته على توفير عائد شهرى لا توفره البنوك فى أول كل شهر ويعطى للضحايا مبالغ كبيرة فى الأشهر الأولى لبث الطمأنينة فى قلوبهم أولا ثم يبدأ فى المماطلة معهم لشهور متسلحًا فى تبريراته لهم بالأكاذيب والأعذار الواهية التى سرعان ما يصدقها الضحايا، إلا أنهم يلجأون فى النهاية إلى مباحث الأموال العامة يستغيثون بها عندما يهرب هذا المستريح، والذى غالبا ما يمتلك شركة عقارات أو مكان لبيع الأراضى أو تسهيل سفر الطلاب إلى الخارج للدراسة أو أشياء أخرى للنصب بارع فيها لا محالة.

والغريب أن المستريح على دراية كاملة بالقانون خاصة فيما يتعلق بإيصال الأمانة الذى ربما يعطيه للضحايا لبث الطمأنينة فى قلوبهم بأن أموالهم فى الحفظ والصون، ولكن حقيقة الأمر فهذا الإيصال للأمانة مع عدد كبير من الضحايا وهو يعنى أن الأموال محفوظة ولكنها غير متاحة الآن وتستمر هذه الموضوعات لسنوات طويلة حتى يستثمر المستريح الأموال ويأتى بالأضعاف ثم يتوجه للمحكمة من أجل تسديد هذه الأموال دون أن يدفع لهم أرباحا عن الأرباح لسنوات، وعندئذ تكون قيمة الأموال انخفضت فعليا بفعل انخفاض سعر أو قيمة الجنيه فى السوق الاقتصادية بالمقارنة بقيمتها عندما استولى عليها قبل ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه.! 

وتستمر القصة بتفاصيلها، فلا النصاب يتوقف ولا المنصوب عليهم يتعظون، الأمر كله مثير وكل يوم نقرأ فى الصحف عن ضحايا جدد للمستريحين فى قنا وسوهاج والفيوم والمنوفية والقاهرة والإسكندرية! والنصابون لا يحتاجون إلى أكثر من مكاتب وشركات وهمية وإنما يحتاجون لدعاية بسيطة بين بيئتهم الصغيرة دون تكليف مادى وكل منهم يطلع بحكاية للنصب على الآخرين، بعض المستريحين يدعى العمل فى كروت الشحن أو تجارة الحبوب أو الأرانب، ولو ادعوا الاستثمار فى الهواء فسيجدون من يصدقهم أو من هو على استعداد لتصديقهم، ويسلم فلوسه بكل أريحية.