الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم ترحيبها بزيارته.. لماذا تفضل اليابان إرجاع اتفاقية أوباما على إعلان بايدن؟

كيشيدا وبايدن
كيشيدا وبايدن

رحب رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا باتفاق الرئيس الأمريكي جو بايدن التجاري الجديد الذي وقعه مع 12 دولة، تمثل ما يزيد على ثلث الاقتصاد العالمي، لكن اليابان تفضل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ على الشراكة الجديدة، وذلك لما تتضمنه الاتفاقية القديمة التي تركتها أمريكا منفردة من تسهيلات ومزايا أكبر، وفق ما ذكرت صحف دولية.

قال كيشيدا، إنه لا يزال يأمل في أن يعيد بايدن النظر في موقف الولايات المتحدة ويعيدها إلى اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي دشنه الرئيس الأسبق باراك أوباما، وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب، كعادته في الانسحاب من الاتفاقات التي لم تتواءم معه، والتي يرى أنه لم يكسب منها بشكل ضخم.

وقالها كيشيدا صراحة رغم ترحيبه ببايدن وتوقيعه على الاتفاق الجديد معه: "نعتقد أنه من المرغوب فيه أن تعود الولايات المتحدة إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ".

ودشن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفاقا تجاريا جديدا مع 12 دولة من منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أمس الاثنين، بهدف تعزيز اقتصادات هذه الدول، مهدئًا بذلك من مخاوف الأمريكيين بشأن ارتفاع التضخم، قائلًا إنه "سيكون عبئًا" عليهم، ثم تتحسن الأمور.

اعترف بايدن، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بعد إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بأن الاقتصاد الأمريكي يعاني من "مشاكل" لكنه قال إنها "أقل أهمية من بقية العالم"، أي أن الولايات المتحدة تعاني لكن بأقل من غيرها في دول عدة.

وأضاف: " سيستغرق الأمر بعض الوقت". 

وكانت الدول التي انضمت إلى الولايات المتحدة في الاتفاقية هي: أستراليا وبروناي والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا ونيوزيلندا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، وهم  إلى جانب الولايات المتحدة، يمثلون 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وقالت الدول في بيان مشترك إن الاتفاقية ستساعدهم بشكل جماعي على "إعداد اقتصاداتنا للمستقبل" بعد تداعيات الوباء والحرب في أوكرانيا.

وانضم إلى بايدن وكيشيدا في حفل الإطلاق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بينما ظهر ممثلون من البلدان الأخرى بالفيديو.

وقال البيت الأبيض إن إطار العمل للإتفاق مع دول المحيطين، سيساعد الولايات المتحدة والاقتصادات الآسيوية على العمل بشكل أوثق في قضايا تشمل سلاسل التوريد والتجارة الرقمية والطاقة النظيفة وحماية العمال وجهود مكافحة الفساد. 

لكن لا تزال تفاصيل الاتفاق بحاجة إلى التفاوض بين الدول الأعضاء، ما يجعل من الصعب على الإدارة أن تقول كيف ستفي هذه الاتفاقية بوعد مساعدة العمال والشركات الأمريكية مع تلبية الاحتياجات العالمية أيضًا.

ويقول النقاد إن إطار العمل به أوجه قصور كبيرة، لا تقدم حوافز للشركاء المحتملين عن طريق خفض التعريفات أو تزويد الموقعين بإمكانية وصول أكبر إلى الأسواق الأمريكية.

 قد لا تجعل هذه القيود إطار عمل الولايات المتحدة بديلاً جذابًا للشراكة عبر المحيط الهادئ، التي مضت قدمًا بدون الولايات المتحدة بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب منها.

 وتسعى الصين، الشريك التجاري الأكبر للكثيرين في المنطقة، أيضًا للانضمام إلى الشراكة عبر المحيط الهادئ.

وعلق ماثيو جودمان، المدير السابق لشئون الاقتصاد الدولي في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "أعتقد أن الكثير من الشركاء سوف ينظرون إلى تلك القائمة ويقولون: هذه قائمة جيدة  في قضاياها. لكنه قد يسألون أيضًا.. هل ستجني دولهم أي فوائد ملموسة من المشاركة في هذا الإطار؟".

استضاف كيشيدا رسميًا بايدن في قصر أكاساكا.

وتولى رئيس الوزراء الياباني منصبه في الخريف الماضي ويتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وبناء علاقة شخصية مع بايدن.

 أنهى الزعيمان يومهما بالعشاء في مطعم كوشيوان الشهير في طوكيو على أرض حديقة يابانية.

قال كيشيدا في اجتماعهما إنه "مسرور للغاية" لاستقبال بايدن في طوكيو في أول رحلة آسيوية خلال رئاسته، فكيشيدا، قاد إلى جانب بايدن، موقفًا متشددًا ضد روسيا بشأن غزوها لأوكرانيا ، قائلاً إن العدوان "يقوض أساس النظام العالمي".

وصف بايدن، الذي يقوم بزيارة تستغرق خمسة أيام إلى كوريا الجنوبية واليابان، التحالف الأمريكي الياباني بأنه "حجر الزاوية للسلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ" وشكر اليابان على "قيادتها القوية" والوقوف أمام روسيا.