فاز الكاتب والروائي محمد النعاس، بجائزة البوكر العربية؛ وهو بذلك يعد أول ليبي يفوز بجائزة "البوكر العربية"، وهي أكبر جائزة أدبية في العالم العربي عن روايته "خبز على طاولة الخال ميلاد". وتم الإعلان عن فوز النعاس بالجائزة في مراسم جرت بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
وفازت الرواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" للكاتب الليبي الشاب محمد النعاس بالجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بـ "البوكر العربية" في دورتها الخامسة عشرة، واختارت لجنة التحكيم الرواية من بين قائمة ضمت روايات "ماكيت القاهرة" للمصري طارق إمام و"يوميات روز" للإماراتية ريم الكمالي و"الخط الأبيض من الليل" للكويتي خالد النصر الله و"أسير البرتغاليين" للمغربي محسن الوكيلي و"دلشاد" للعمانية بشري خلفان.
تبلغ قيمة الجائزة 50 ألف دولار إضافة إلى ترجمة الرواية للغة الإنجليزية، وذلك بخلاف عشرة آلاف دولار كانت قد حصلت عليها كل رواية وصلت للقائمة القصيرة.
وقال الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت رئيس لجنة التحكيم "لقد قامت الرواية المتوجة على استعادة تجربة شخصية في ضرب من الاعترافات التي نظم السرد المتقن المشوق فوضى تفاصيلها ليقدم نقدا دقيقا عميقا للتصورات السائدة عن الرجولة والأنوثة وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة وتأثيرهما النفسي والاجتماعي".
وجاء الإعلان عن الفائزة بالجائزة المرموقة عربيا في مجال الرواية خلال حفل أقيم في دولة الإمارات عشية انطلاق الدورة 31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أفكار قاتلة
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: "تسرد رواية خبز على طاولة الخال ميلاد قصة حياة شخصيتها الرئيسة، ميلاد، في علاقاتها التي تتقاطع، بتوتّر جندري، مع محيطها الاجتماعي بكل توقّعاته المتوارثة في المجتمع الليبي في النصف الثاني من القرن العشرين. يطل علينا ميلاد من ثنايا السرد، متقمّصًا دور الراوي العليم؛ ليدخلنا في عوالمه الباطنة التي يتخمر فيها الخبز، نابضًا بحياة تجعل منه شخصية رئيسة، في النص الروائي، إلى جانب ميلاد. ومما يميز هذا النص الروائي الماتع الجرأة في السرد، والاقتصاد فيه، والانفتاح على مسارات من القص لا توصد الأبواب، وتدفّق اللغة التي تنساب الفصحى في عروقها بألق لا مبالغة فيه؛ للتعبير عن خبايا الروح والجسد بلا تكلّف أو ابتذال. تعلن خبز على طاولة الخال ميلاد عن ميلاد روائي عربي واعد، لينضم إلى كوكبة الكتاب الشبّان الذين قدّمتهم "البوكر العربية" إلى القارئ العربي، في وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج، وفي مهاجر هذا القارئ في شتّى أصقاع المعمورة".
"خبز على طاولة الخال ميلاد" رواية فريدة من نوعها، وتقع أحداثها في ليبيا. في مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت. يظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله. تعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم "الجندر" وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة.
والنعاس، المولود في عام 1991، الصحفي وكاتب القصة القصيرة، هو أصغر كاتب على الإطلاق يفوز بهذه الجائزة. و"خبز على طاولة الخال ميلاد" هي أول رواية للنعاس وتتطرق لمعاني الرجولة.
وغاب النعاس المولود في 1991 وحاصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس عن حفل إعلان الجائزة وتسلمها نيابة عنه الناشر صالح الحماد.