يقوم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بجولة في القارة الآسيوية تستمر حتي 24 مايو الجاري، قال عنها المحللون إنها تأتي لتأكيد طموحات الولايات المتحدة في المنطقة، حيث قام الرئيس الأمريكي بأولي زياراته، أمس السبت، إلى كوريا الجنوبية والتقي بالرئيس الكوري الجديد يون سوك يول.
زيارة بايدن لكوريا الجنوبية
وكان رئيس كوريا الجنوبية المنتخب حديثًا، يون سوك يول، أعلن للصحفيين الجمعة أن زيارة بايدن فرصة لتعزيز العلاقات بين سيول وواشنطن وجعلها أكثر شمولية.
وكتب سوك يول عبر صفحته على تويتر قبل ساعات من وصول بايدن، "أنا مقتنع بأن التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والذي يهدف إلى التمسك بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، سيتعزز في المستقبل".
ومن جانبه، قال أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك ساليفان، أن الولايات المتحدة تريد تأكيد صورة ما يمكن أن يكون عليه العالم إذا اجتمعت الديمقراطيات والمجتمعات المنفتحة لإملاء قواعد العمل وفق حس القيادة الأمريكي.
وتابع: "نعتبر أن هذه الرسالة ستصل إلى بكين، لكنها ليست رسالة سلبية وليست موجهة إلى دولة واحدة".
بايدن يذهب إلى اليابان
ومع انتهاء زيارة بايدن إلى كوريا الجنوبية، ذهب الرئيس الأمريكي في محطته الثانية إلى اليابان والتي من المقرر أن تستضيف قادة التحالف الاستراتيجي لدول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، المعروف باسم "كواد" (الرباعية)، وهي مجموعة تضم أستراليا والهند واليابان.
ووفقا لتقارير صحفية، فإن جولة الرئيس الأمريكية الآسيوية تركز على 5 ملفات بارزة بينها تسريع وتيرة التقارب بين الحليفين، ودفع سول للانضمام إلى كواد، والتطورات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتشديد العقوبات على روسيا.
تعميق العلاقات السياسية والعسكرية
ومن جانبه، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لآسيا تهدف إلى مناقشة فرص تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بصفة خاصة مع الدولة الحليفة لواشنطن في آسيا، إلى جانب محاولات استمالة الهند للتوجهات الأمريكية بالمنطقة، بعدما كانت على مدار عقود طويلة تتمتع بالحياد في صراعات الدول العظمى والكبرى.
وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المباحثات التي أجرها أو التي سيجريها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الزيارة، تتضمن مساعي لتقريب وجهات النظر بين الحليفين الآسيويين الرئيسيين لواشنطن، وهما كوريا الجنوبية واليابان في ظل تصاعد التوتر مع الصين وكوريا الشمالية، وستتناول المحادثات العلاقات التجارية أيضا وزيادة المرونة في سلسلة التوريد العالمية.
وتابع: "كما أن الجولة تحمل تحذيرات أمريكية من اعتزام كوريا الشمالية إجراء تجربة نووية بالتزامن مع الزيارة حيث تظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية أن كوريا الشمالية أكملت الاستعدادات لإطلاقها، بالإضافة إلى سلسلة تجارب أجرتها بيونج يانج لأسلحة مخالفة للعقوبات خلال العام الجاري، ما يزيد من مخاوف كوريا الجنوبية التي أرادت واشنطن إرسال رسالة طمأنة لها من خلال زيارة بايدن.
الوقوف في وجه الصين
وأكد الباحث في الشؤون الدولية، أن الإدارة الأمريكية تضع منطقة آسيا والمحيط الهادئ في صلب سياستها الخارجية والدفاعية من أجل الحد من صعود الصين التي تتهمها واشنطن بأنها تريد السيطرة على الطرق التجارية الدولية، كما أن الهند ودولا عدة تخشى أن تقلص واشنطن اهتمامها بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشار إبراهيم إلى أن الزيارة تهدف أيضا إلى دفع كوريا الجنوبية للانضمام إلى التحالف الاستراتيجي لدول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، المعروف باسم "كواد"، وهي مجموعة تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، لمواجهة توسع نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الحشد لمواجهة روسيا
ولفت إبراهيم إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية أصبحت تحظى بأولوية كبيرة في كافة مباحثات الولايات المتحدة الأمريكية مع كافة دول العالم بهدف الحشد سياسيا واقتصاديا وعسكريا إذا أمكن ضد روسيا، مشيراإلى أن تشديد العقوبات على موسكو سيكون على طاولة الزيارة وتوسيع سبل دعم أوكرانيا سواء عسكريا أو اقتصاديا أو إنسانيا.
وأوضح أن واشنطن تحاول إثناء الهند عن موقفها من الأزمة الروسية الأوكرانية من خلال استغلال التوتر بينها وبين الصين، وذلك بهدف دعم أوكرانيا وتضييق الخناق على موسكو فيما يتعلق بمواقف الدول التي لا تتوافق كليا مع السياسية الغربية، وأيضا مواجهة الصين التي يتوسع نفوذها في المنطقة إلى جانب مساندتها اقتصاديا لروسيا ما يقلل من تأثير العقوبات الغربية عليها.