الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مثل شعبي ألهمه وسردها على أصوات القصف.. محمد النعاس يكشف كواليس روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد»

الروائي الليبي محمد
الروائي الليبي محمد النعاس وروايته خبز على طاولة الخال ميلاد

توج الكاتب الليبي “محمد النعاس” بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الخامسة عشر لعام 2022، بفوز رواته “خبز على طاولة الخال ميلاد” الصادرة عن دار نشر “راشم”، إذ تمكن من كتابتها بلغة عربية حديثة بسيطة، بالإضافة إلى تتبع مسار الشخصية وهي تتلعثم لتقول هويتها المبتورة الخائفة للتصورات الاجتماعية السائدة في قريتها، وما هذه القرية إلا الواقع.

وعن روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد» قال النعاس أن الإلهام جاء في شتاء ٢٠١٨، من مَثَلٍ شعبيٍّ ليبيٍّ سَمِعْتُه مرارًا يقول "عائلة وخالها ميلاد"، تخيّلت في لحظةٍ تجلّي قصّة ذلك الخال وعائلته، بدأت كتابتها حالًا واستمررتُ في كتابتها شهرًا ثمّ توقّفتُ.

وتابع في حواره عبر موقع الجائزة العالمية للرواية العربية حوارا، بعد ترشيحه للقائمة القصيرة للجائزة والتي ضمت ستة روايات،: "شعرت بالفشل في فك اللغز الذي يحيط بالشخصية وقصّتها، ثمّ عاودتُ التجربة مرّةً أخرى في أواخر ديسمبر 2019 بأسلوبٍ مختلف، ولكنّي لم أتخطّ الصفحتين حتّى توقّفت مُجدَّدًا، كنتُ أدري أنّ هناك شيئًا ناقصًا في الرواية، كانت لديّ المعرفة التاريخية، غير أنّي لم أكن أملك المكوّن المعرفيّ الثاني المتعلّق بصناعة "الخبز". 

ويضيف: “في عام 2020 شهد العالم جائحةً عالميّةً تزامنت مع توقّفي عن العمل وعزمي على ألّا أعمل خارج الأدب والكتابة، فبدأتُ أتعلّم تقنيات صناعة الخبز ودراسة الجوانب النظريّة لذلك، كنت أضحّي يوميًّا بما يقارب كيلوجرامًا من الدقيق وساعاتٍ من التجربة والانتظار والكتابة، وأنا أدوّن ملاحظاتي، وعندما تطوّرتْ مهاراتي في صناعة الخبز، صرتُ مطمئنًا لكتابة الرواية. ولم يدم الأمر طويلًا هذه المرّة فقد بدأتُ كتابةَ أوّل سطر في أبريل 2020”.

كانت القصّة تتشكّل أمامه من دون جهدٍ كبير، وكان يغيب فيها وفي عوالمها كامل اليوم من دون أيّ شعور بما يحدث في العالم الخارجيّ.

عند سؤاله “هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟”، أجاب: "استغرقتني مرحلة الكتابة الفعلية أشهرًا ستة، دخلتُ بعدها في مراحل طويلة من إعادة الكتابة والتحرير، كنتُ أعمل عليها يوميًا لأكثر من اثنتيْ عشرة ساعة، وأنا أقيم في شقّتي بتاجوراء، الضاحية الشرقية لمدينة طرابلس، تحت انقطاع الكهرباء المتكرّر ساعات وساعات، وتحت أصوات المدافع والقصف وأخبار الموت من المرض والحرب، وهكذا كانت الرواية عالمي وملاذي، كما كانت حصني من الدخول إلى مرحلة الجنون.

لم تنتشر الرواية وتصل إلى الجمهور بشكل واسع، لكنّ وصولها إلى القائمة الطويلة، أسهم في صدور ثلاث طبعات لها في ظرفٍ وجيز (طبعة جزائريّة بالاشتراك مع دار ضمّة، وطبعة مصريّة، وطبعة ثالثة في الإمارات)، وقال: “لذلك أنا متفائل بأنّها ستجد صدًى طيّبًا لدى القرّاء بعد أن أشاد بها بعض النقّاد على أعمدة الصحف العربيّة ومواقع التواصل”.