الزيادة السكانية تأكل الأخضر واليابس.. لماذا تراجع إنتاج مصر من الأسماك؟

الزيادة السكانية تأكل الأخضر واليابس، وتضغط على موارد الدولة وما تملكه من مقدرات وموارد، ومهما عملت الدولة جاهدة على توفير احتياجات المواطن فسوف تواجه بحجر عثرة يتمثل في الزيادة السكانية.

تراجع إنتاج مصر من الأسماك 

فرغم الطفرة التي حققتها الدولة خلال السنوات الماضية في الإنتاج السمكي؛ إلا أن الزيادة السكانية تقوض كل جهود الدولة وتضغط على مواردها وتأكل كل فرص النجاح.

وتراجع إنتاج مصر من الأسماك بنسبة 1.4% خلال عام، بحسب ما كشف عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في نشرته السنوية لإحصاءات الإنتاج السمكي.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في أحدث إحصاءٍ له، إن إجمالي كمية الإنتاج السمكي بلغت 2.01 مليون طن في عام 2020 مقارنة بـ2.03 مليون طن في العام السابق له، بنسبة تراجع بلغت 1.4 بالمئة.

ورصدت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تطور الإنتاج السمكي عام 2020، حيث بلغت كمية الإنتاج السمكى بالمصايد الطبيعية "المياه البحرية والبحيرات والمياه العذبة" 418.6 ألف طن عام 2020 مقابل 397 ألف طن عام 2019 بزيادة بلغت 5.5%.

وبحسب نشرة "الإحصاء" قبل أيام، فإن النسبة الأكبر من إنتاج الأسماك تُستخرج من المزارع السمكية بنحو 78.9% و11.8% للبحيرات، و5% فقط للبحار و4% لنهر النيل.

• بلغ إجمـالي كمية الإنـتاج الـســمكى 2.01 ملـيون طـن عام 2020 مقابل 2.03 ملـيون طن عـام 2019 بنســبة انخفــاض قدرها 1.4%.
• احتلت المزارع السمكية المرتبة الأولى من حيث الإنـتاج فـقد بلـغت نـسبته 78.9٪ يلـيه الإنـتـاج بالبحيرات بنـسبة 11.8٪، ثم الإنـتـاج بالميــاه البحـريـة بنسبة 5٪، فالمياه العـذبة بنـسبة 4٪ وأخيراً حقول الأرز بنسبة 0.3٪ من إجمالى الإنتاج السمكي.
• بلغ إنتاج الأسماك بالمزارع السمكية وحقول الأرز 1.59 مليـون طن عام 2020 مقابل 1.64 مليـون طـن عام 2019 بنسـبة انخفاض قدرها 3٪ عن العام الســابق.
• تحتل المرتبة الأولى فى الإنتـاج السـمكي مجموعة الأسماك العظميـة "بلطى ، بـورى ، دنيس ، قـاروص ، موسى ، مرجـان" بنسبة 98.1٪، يليها القشريات "جمبري، كابوريا ،.." بنسبة 0.8٪ ثم الأصناف الأخرى بنسـبة 0٫7٪ يليها الـرئويات "قواقع ومحار" بنسبة 0.3٪ ثم الرخويات "سبيط" بنسبة 0.1٪ من إجمالي الإنتاج السمكي.
• بلغ إنتاج الأسماك بالمشروعات القومية الجديدة "للاستزاع السمكي" – بركة غليون – بمحافظة كفر الشيخ من الأسماك البحرية 200 طن – من الأسماك المياه العذبة 2000 طن.
• - بلغ إنتاج الجمبري 1140 طن، وبلغ الإنتاج من الزريعة بالمزارع السمكية ببركة غليون من الدنيس 0.3 مليون زريعة ومن القاروص 3 مليون زريعة و من الجمبري 530 مليون زريعة.

ارتفاع معدلات التضخم بمصر

وبلغت معدلات التضخم في مصر، مارس الماضي، مستوى قياسي هو الأول منذ 34 شهراً، بتسجيله 12.1% على مستوى الجمهورية، و10.5% على أساس سنوي، نتيجة لزيادة الحبوب والأعلاف واللحوم والدواجن، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

ووفق وزارة الزراعة، فإن مصر لديها 90% من الاكتفاء الذاتي من الأسماك، وتعد السادسة عالمياً في الاستزراع السمكي، فيما يظل نصيب المواطن من الأسماك، أقل من المستوى العالمي، حيث يبلغ سنويا 18 كيلو غرام، بينما النسبة العالمية 20 كيلو بحسب جهاز الإحصاء المصري.

ومن جانبه قال صلاح مصيلحي، رئيس هيئة الثروة السمكية، إنه ليس هناك تراجع في إنتاج الأسماك، بل هناك تراجع في المساحة المستزرعة في الاستصلاح السمكي؛ لأن هناك 30 ألف فدان في محافظة كفرالشيخ تم تجفيفهم أوتهجيرهم وتحويلهم لأراضي زراعية وتحويلهم إلى هيئة التعمير، مضيفا: "30 ألف ألف نسبة ليست قليلة فأثرت على إنتاج الأسماك في مصر".

وأضاف مصيلحي، أن السبب وراء تراجع المساحة المستزرعة، أنه أحيانا تكون المياه ضعيفة أو لأسباب أخرى فيجففها صاحب الأرض ويحولها من استزراع سمكي لزراعة ثم يبني عليها مباني وانشاءات وتعديات، ولكن عندما يقل الماء من المكان الخاص بمزرعة الأسماك أو الحوض السمكي يتخذ صاحب الأرض الإجراءات ليحولها لهيئة التعمير بدلا من أن تكون تابعة لهيئة الثروة السمكية، كما أنه بدلا من أن يدفع إيجار 4 أو 5 ألاف لهيئة الثروة السمكية، يدفع حوالي  700 أو 1000 جنيه إيجار فقط لهيئة المباني.

وأكد مصيلحي، أن هناك مساحة محددة من الاستزراع السمكي العذب أو المالح تزرع، مضيفا نزيد من الإنتاج عام بعد عام من التطور والتكنولوجيا الجديدة فمنذ 35 عاما كان إنتاج مصر من الأسماك 35 ألف طن منهم 80% من المصائد و20% من المزارع، ولكن الأن إنتاج مصر السمكي 2 مليون طن منهم 80% من المزارع و20% من المصائد وهذا دليل على أن اإانتاج السمكي زاد بطفرة كبيرة جدا بسبب التكثيف وزيادة الاستزراع وإدخال نظم وتكنولوجيا جديدة في الاستزراع بالإضافة إلى تدوير المياه وزيادة الكثافة، لافتا أن "الأراضي التي قلت من مساحة الأراضي السمكية هي استثناء ولها ظروف خاصة حيث قلت بها المياه وأنها ظروف خاصة وليست سمة عامة".