الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل سيكون المغرب بديلا عن روسيا في صادرات الغاز لأوروبا؟ خبير يجيب

خط أنابيب الغاز المغربي
خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري

تحديات متعددة فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على العالم أجمع، خاصة فيما يتعلق بامتدادات النفط.

الأزمة الروسية الأوكرانية صعبتها أزمة اقتصادية كبيرة نتجت عن العقوبات التي فرضت بحق صادرات النفط الروسية والتي أثرت على واردات النفط في بعض الدول.

واتجهت بعض الدول، خاصة الدول الأوروبية، للبحث عن طرق بديلة، ومسارات جديدة لتزويدها بالغاز بديلا من الغاز الروسي.

والبعض تحدث عن أن الغاز الأفريقي يلعب دورا قويا وبديلا عن الغاز الروسي، وكانت أولى الخطوات والتحركات والأفكار المطروحة أو الطرق البديلة هو "خط الغاز المغربي النيجيري".

خط الغاز المغربي النيجيري

خط الغاز المغربي النيجيري

خط الغاز المغربي النيجيري هو مشروع لإنشاء خط أنابيب غاز من نيجيريا إلى المغرب ومن ثم إلى أوروبا، فهو أنبوب غاز سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب، وسيمر هذا الأنبوب بكل من بنين وتوجو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.

وسيتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وصولاً إلى أوروبا خلال الـ 25 سنة القادمة.

وأعلن عن مشروع أنبوب الغاز في ديسمبر 2016 بمناسبة زيارة لملك المغرب إلى أبوجا، حيث التقى محمد بخاري، في تحسن ملفت للعلاقات بين البلدين. 

وتم إطلاق دراسة الجدوى في مايو 2017، وكان المغرب الذي يخوض منذ سنوات حملة دبلوماسية في القارة، عاد في يناير 2017 إلى الاتحاد الأفريقي واستعاد علاقات كانت باردة مع دول ناطقة بالإنجليزية على غرار نيجيريا.

اتجاه المغرب إلى الطاقة المتجددة 

في هذا الصدد، قال الدكتور أمين صوصي علوي، الباحث في الشأن المغربي، إن الغاز المغربي لن يكون بديلا عن الغاز الروسي، لأن المغرب يبحث عن تنويع مصادر الطاقة ويرغب في تنويع الشركات في هذا المجال.

وأوضح علوي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المغرب في تصاعد اقتصادي متزايد ويحتاج إلى موارد ودعم من قبل الدول المتقدمة تكنولوجيا في التنقيب، لأن المغرب قام باكتشافات كبيرة في مجال الطاقة في السنوات الأخيرة، وكذلك اتجه إلى الطاقة المتجددة وبالتالي يحتاج إلى شركات من دول العالم، خاصة الشركات التي لديها خبرة في مجال الطاقة المتجددة، ولا شك أن روسيا من الدول المتقدمة للغاية في هذا المجال.

وأضاف: “لقد تم الاتفاق بين المغرب وروسيا في عدة مراحل، وكان أهمها خلال زيارة الملك محمد السادس بن الحسن عام 2016 إلى روسيا، وخلال هذه الزيارة كانت توجد لجنة مغربية روسية حكومية لتعزيز الشراكة وعقد اتفاقيات في مجالات مختلفة، وكان على رأسها مجال الطاقة الذي حظي باهتمام خاص”.

وأكد أن “المغرب يتجه إلى الطاقات المتجددة والطاقة النظيفة، وروسيا لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، وبالفعل تم الاتفاق على عدة مشاريع تخص تحلية المياه واستغلال الطاقة في السدود، وبلا شك التنقيب على الغاز في الأراضي المغربية”.

الدكتور أمين صوصي علوي، الباحث في الشأن المغربي

أهداف مشروع المغرب النيجيري 

وأشار إلى أن “مشروع المغرب النيجيري هو لتعزيز المغرب في مجال الطاقة وليس بديلا لأي جهة أخرى، لأن مصادر الطاقة تتأثر كثيرا بالأحداث اللوجستية السياسية والأزمات، فبالتالي تعدد المصادر هو حماية للأمن القومي، ولا شك أن الاعتماد على مصدر واحد للطاقة يحكم بالهشاشة على القرارات السيادية”.

ونوه إلى أنه لا يمكن التخلي عن شراكات مع دول قوية مثل روسيا، وإنما هذا المشروع النيجيري المغربي هو مشروع أفريقي في الأساس لتقوية التعاون في مجال الطاقة بين الدول الأفريقية، خاصة دول غرب أفريقيا.

ولفت إلى أن "هذا المشروع لدعم دول أفريقيا التي تعاني من الهشاشة ومن ضعف موارد الطاقة، والمغرب لديه خبرة في هذا المجال، خاصة في الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية تحديدا، بالإضافة إلى المشروع الضخم الخاص بالغاز الذي تم بالتعاون حوله لإنتاج الغاز ولتوزيعه على العديد من الدول ويمر على عدد كبير من الدول الأفريقية للاستفادة من هذا الخط وتقوية البنية التحتية الأفريقية.

واختتم: “وهذا يعزز أمن الدول لأن الطاقة من الأساسيات في مجال الأمن، وبالتالي دخول هذا الخط في السنوات الأخيرة حيز التنفيذ سيجعل للمغرب فرصة أكبر للتركيز على مشاريع أخرى مع روسيا مع دعم بقية المجالات، خاصة في مجال التنقيب على الغاز داخل المغرب، وبلا شك التعاون على مستوى الغاز لن يتوقف، فقد شاهدنا الدول الكبرى لديها عدة مصادر ولا تكتفي بمصدر واحد”.

خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري