الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجربة سيدنا محمد وحيلة سيدنا يوسف.. كيف يُفكر السيسي في حلول أزمة الغذاء ؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

لم يعُد العالم في الوقت الحاضر يملك رفاهية الوقت من أجل التغلب على أزمة غذاء خانقة، تقترب من الوصول لذروتها مع كل يوم إضافي لاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الرابع دون توقعات لتوقيت محدد لانتهائها.

روسيا وأوكرانيا تمثلان ثُقلًا في التجارة العالمية فيما يختص بالطاقة والغذاء على وجه التحديد، حيث أن الدولتين المتصارعتان في الوقت الحالي يساهمان فيما مجموعه بنحو 1.8 تريليونات دولار من قيمة التجارة الزراعية العالمية ، حسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو".

وتزيد صادرات القمح والذرة من أوكرانيا إلى كل العالم، ما بزيد عن ثلث الغنتاج العالمي من المحصولين، وهو الامر الذي تخوفت منه الفاو وشبهته بـ شبح الجوع.

مصر أكبر مستورد للقمح في العالم 

في مصر تتخذ الأزمة بُعدًا وشكلًا آخر عن كل دول العالم، بسبب ارتباط الشعب المصري بعادات غذائية تتمحور حول رغيف الخبز كسلعة أساسية لا يمكن التنازل أو الاستغناء عنها على مائدة المصريين.

وتتكبد الدولة المصرية تكاليف باهظة من أجل دعم رغيف الخبز للمواطن، ضمن منظومة التموين بحيث يصل الى المواطن بأقل سعر للعملة المتداولة 5 قروش للرغيف ( الجنيه = 100 قرش ).

وتستهلك مصر من القمح سنويًا مقدار 9.600 مليون طن، بحسب بيانات الشركة القابضة للصوامع، بينما بلغت كمية واردات مصر من القمح 6,1 مليون طن خلال الـ 11 شهرًا الأولى من عام 2021 مقابل 11,8 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2020، بنسبة انخفاض قدرها 48,4%، وبواقع 2.4 مليار دولار خلال 11 شهراً.

ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تصدرت روسيا قائمة أعلى 10 دول استوردت مصر منها القمح خلال الـ11 شهرا الأولى من عام 2021، حيث سجلت قيمة واردات مصر منها نحو 1.2 مليار دولار وبكمية بلغت 4.2 مليون طن لتستحوذ على 69.4% من إجمالي واردات مصر من القمح.

وجاءت أوكرانيا في المرتبة الثانية بقيمة 649.4 مليون دولار، وبكمية بلغت 651.4 ألف طن مستحوذة على 10.7% من إجمالي واردات القمح المصري.

وبذلك يكون إجمالي واردات مصر من القمح من روسيا وأوكرانيا تمثل أكثر من 80 % من إجمالي واردات مصر من كل دول العالم.

ما الحل ؟

يتفق خبراء الزراعة والاقتصاد أن مصر يجب أن تتخذ خطوات حقيقية نحو تعظيم الانتاج المحلي خاصة من القمح والذرة.

وبدأت الدولة المصرية في تحقيق ذلك من خلال تهيئة مساحات كبيرة من الأراضي للزراعة ووقف التمدد العمراني على الأراضي الزراعية، وتدشين مشروع المليون ونصف فدان من أجل تعظيم الحاصلات الزراعية في مصر.

وعلى مستوى الحلول قصيرة المدى، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن وزير التموين المصري قوله في إبريل الماضي إن مصر لديها مخزون استراتيجي من القمح يكفي حتى نهاير يناير.

وأضاف: "لدينا مخزون استراتيجي حتى نهاية يناير كاحتياطي استراتيجي من القمح، بمعنى لدينا أكثر من ستة شهور إلى تسعة أشهر".

لكن الحل الأشمل لمواجهة تلك الأزمة تمثل في مشروع مستقبل مصر الذي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس السبت.

مشروع مستقبل مصر 

ويمثل مشروع مستقبل مصر الطفرة الزراعية والانتاجية التي تنشدها مصر منذ عشرات السنوات، حيث يعد نقلة نوعية في مجالات الزراعة واستحدتث الأراضي.

وبحسب تصريحات رسمية لوزراة الزراعة، يساعد  مشروع مستقبل مصر في توفير 550 مليون دولار واردات متوقعة من زراعة 288 ألف فدان من المحاصيل الاستراتيجية ومنها القمح ، الذرة ، بنجر السكر.

ويقول، الدكتور أشرف كمال أستاذ الأقتصاد الزراعي بمعهد البحوث الفلكية، إن المساحة المستهدفه له حوالي مليون و٥٠ ألف فدان كجزء لأعمال مشروع الدلتا الجديدة الذي يتضمن ٢.٢مليون فدان .

وأضاف الدكتور أشرف كمال في تصريحات تلفزيونية أن المشروع عبقري لأنه يتضمن فكر شمول التنمية، موضحاً أن مشروع مستقبل مصر ليس مجرد مشروع زراعي، بل هو مشروع زراعي، وصناعي، وخدمي، وتجاري.

تجربة سيدنا محمد وحيلة سيدنا يوسف 

وخلال افتتاح الرئيس السيسي لمشروع مستقبل مصر، كشف عن رؤية مستلهمة من التاريخ لعلاج الازمات الاقتصادية الكائنة، حيث تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حيلة سيدنا يوسف من أجل حلول أزمة الغذاء والمجاعة التي كادت تعصف بمصر آنذاك.

وقال الرئيس السيسي ضاربًا المثل بسعي الدولة المصرية لتحديث وسائل التجفيف من أجل الحفاظ على الحاصلات الزراعية، "سيدنا يوسف ساب القمح في سنابله لأنه لو كان عمله حصاد كان هيتلف بعد 3 أو 4 سنوات، والذرة لا تتحمل التخزين".

وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي: المجففات التي يتم إنشاؤها تتيح تخزين الذرة في الصوامع، ومن ثم تعزيز وإضافة قيمة استخدامها على مدار العام.

وعن الصبر والثقة في تجاوز المحنة، تحدث الرئيس السيسي عن حصار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة، في مكة وثقتهم في انفراج الازمة، حيث قال إن النبي حُبس وحُوصر في شعاب مكة 3 سنوات وكان سيدنا جبريل بينزل عليه بالوحي، لا الصحابة ولا التابعين قالوله قولهم يجيبولنا ناكل ولا الميه تتفجر من تحتنا، ده ربنا بقى، اللي بيقول كن فيكون.

وتابع الرئيس السيسي: قعدوا 3 سنين لدرجة إنهم وصلوا ياكلوا ورق الشجر، إحنا مش كده، إحنا أصلب من كده بكتير.  

وجاء حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار أهمية تشكيل الوعي لدى الماطنين بكافة المتغيرات التي تحدث في العالم، ومعرفة حقيقة الأزمات التي تواجهها مصر في الوقت الحاضر، والسبُل لحلها في أسرع وقت.