الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عارض وزير دفاعه وأفسد خطط زيلينسكي|كيف خدع بوتين الجميع بمعركة آزوفستال؟|القصة كاملة

اقتحام القوات الروسية
اقتحام القوات الروسية مصنع آزوفستال

أعلن الجيش الروسي، أمس، عن تحريره الكامل لمصنع "آزوفستال"، في مدينة ماريوبول، جنوب شرقي أوكرانيا، وهو آخر معقل لوحدات أزوف الأوكرانية، وذلك بعد استسلام آخر الجنود الأوكرانيين الذين كانوا داخله، ونقل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى الرئيس فلاديمير بوتن، أن مصنع "آزوفستال" للصلب تحرر بالكامل من المقاتلين الأوكرانيين.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أنه منذ 16 مايو استسلم 2439 مقاتلا من كتيبة آزوف، والجنود الأوكرانيون المحاصرون في المصنع، وأمس استسلمت المجموعة الأخيرة المؤلفة من 531 مقاتلا.

وكان مصنع آزوفستال، آخر معاقل المقاومة الأوكرانية في المدينة، واتخذت كييف من هذه المعركة، رمزا للحرب وصمود جنودها، ولكنه سقط بعد 3 أشهر من الحصار.

مصنع آزوفستال

في هذا التقرير، نستعرض أبرز المعلومات عن "مصنع آزوفستال"، والذي كان آخر معاقل الجيش الأوكراني في ماريوبول، وكيف تحول من رمز المقاومة الأوكرانية، إلى الاستسلام؟

21 أبريل.. رفض خطة وزير الدفاع

كان يوم الخميس 21 أبريل، هو يوم إبلاغ وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الرئيس فلاديمير بوتين، بالسيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية، باستثناء مصنع "آزوفستال" للصلب الذي تم محاصرته، وقال شويجو في لقائه مع بوتين داخل الكرملين، إن القوات الروسية سوف تحتاج من 3 إلى 4 أيام للسيطرة على مصنع آزوفستال في ماريوبول، مؤكدًا أن المقاتلين المتبقين والكتائب الأجنبية محاصرين به.

وأشار إلى أن القوات الروسية تحاصر نحو ألفي مقاتل بالمصنع، بينما سلم 1478 مقاتلا أوكرانيا أنفسهم بالفعل.

ولكن بوتين وقتها، كان له رأي آخر، فقد تخلى عن خطة الـ 4 أيام التي طرحها شويجو، ووجه قوات الجيش بعدم اقتحام منطقة مصنع "آزوفستال"، مشددا على ضرورة إحكام السيطرة عليها ومحاصرتها كي لا تستطيع حتى الذبابة المرور وذلك على حد وصفه.

وأرجع بوتين سبب إلغاء اقتحام "آزوفستال" لاعتبارات إنقاذ أرواح الجنود الروس، قائلا: "هذا هو الحال عندما يجب أن نعتني - أكثر من أي وقت آخر - بالحفاظ على حياة وصحة جنودنا وضباطنا، ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية.

وأضاف: "أغلقوا هذه المنطقة الصناعية حتى لا تستطيع الذبابة من المرور بها".

مصنع آزوفستال

19 مايو.. خطة بوتين تؤتي ثمارها

في الخميس، 19 مايو، بدأت خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تؤتي ثمارها، حيث أعلنت وقتها وزارة الدفاع الروسية، استسلام 1730 من القوات الأوكرانية من مصنع "آزوفستال" في ماريوبول، بينهم 80 جريحا، وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، خلال إحاطة إعلامية: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استسلم 771 من مقاتلي وحدة "أزوف" القومية في مصنع "آزوفستال" المحاصر للمعادن في ماريوبول. واستسلم 1730 قوميا منذ 16 أيار/مايو من بينهم 80 جريحا".

وأشار كوناشينكوف إلى أن جميع الذين يحتاجون إلى علاج في المستشفيات يتلقون المساعدة في المؤسسات الطبية لجمهورية دونيتسك الشعبية في نوفوازوفسك ودونيتسك.

أبرز المعلومات عن مصنع آزوفستال

لعب مصنع آزوفستال، دورا مهما في اقتصاد مدينة ماريوبول، كواحد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا، حيث كان ينتج أكثر من 4 ملايين طن من الصلب الخام سنويا، ويوفر العديد من فرص العمل للآلاف، أما الآن فهذه القلعة الصناعية العملاقة محاصرة من القوات الروسية منذ أسابيع وسط قصف عنيف، وتوقف عن العمل، متحولا إلى مأوى تحت الأرض ومعقلاً للمقاتلين الأوكرانيين، بما فيهم آزوف، وهي واحدة من أكثر الوحدات العسكرية مهارة وإثارة للجدل في أوكرانيا.

يعود تاريخ ازوفستال إلى 1930، وأوائل الحقبة السوفيتية، وهو بمثابة قلعة خرسانية مترامية الأطراف، تمتد على مساحة 12 كم، وأعيد بناؤه لاحقاً بعد أن ترك الاحتلال النازي ماريوبول بين عامي 1941 و 1943 في حالة خراب، وتشغل منطقة المصنع الآن ما يعادل أربعة أميال مربعة على طول الواجهة البحرية لمدينة ماريوبول، ويضم عددا كبيرا من المباني المقاومة للنووي والانفجارات ومسارات السكك الحديدية والأقبية والأنفاق تحت الأرض.

اقتحام القوات الروسية مصنع آزوفستال

تحصينات مصنع آزوفستال المنيعة

ويمتلك المصنع ميناء شحن خاص به، ومنظومة مركبة ومتداخلة من المرافق الجوفية، منها طابق سفلي ضخم وشبكة أنفاق تربط بين مختلف أجزاء المصنع، وملجأ يمتد على عمق 10 أمتار تحت الأرض.

كل هذه التحصينات، تفسر عدم تمكن الجيش الروسي من اقتحامه حتى الآن، وتجعل من مصنع آزوفستال قلعة وحصنا منيعا للقوات الأوكرانية المحاصرة بداخله، والتي يقدر تعدادها بين 1500 إلى 2000 مسلح، وفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، منهم عناصر تابعة للقوات النظامية الأوكرانية وكتيبة "آزوف" القومية ومرتزقة أجانب.