أدانت محاكمة جنائية تاريخية في الأرجنتين، البلد باعتبارها مذنبة بارتكاب مذبحة راح ضحيتها أكثر من 400 من السكان الأصليين منذ ما يقرب من قرن مضى.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، كانت قد احتجت جماعات كبيرة لظروف العمل والحياة غير الإنسانية، في مزرعة للقطن عندما أطلقت عليهم السلطات النار في عام 1924.
ولكن حتى الآن، لم يتم الاعتراف رسميًا بأي مسؤولية، وأمر القاضي الآن بمنح تعويضات تاريخية للمجتمعات المحلية.
كانت هذه الجماعات تعيش في منطقة تشاكو الشمالية بالأرجنتين، مستعبدين جزئيًا في مزرعة استوطنها مزارعون مهاجرون من أوروبا.
وذكرت صحيفة "بوينس آيريس تايمز" نقلاً عن وثائق المحكمة ، أنهم لم يتلقوا تغذية كافية، وفرضوا على دفع ضرائب على القطن الذي حصدوه، وحُرموا من حرية الحركة.
وبحسب روايات الناجين ، لقي العديد من الأطفال وكبار السن حتفهم في المذبحة ، وفق ما ذكرته وكالة فرانس برس، وقالت القاضية زونيلدا نيريمبيرجر إن الذين أصيبوا ولم يتمكنوا من الهرب قتلوا في أقسى شكل ممكن من خلال التشويه والدفن في مقابر جماعية.
وكان قاضٍ فيدرالي قد حكم في السابق على جرائم القتل الجماعي بأنها جريمة ضد الإنسانية ، ولكن لم يتم إجراء أي محاكمة جنائية لأن المتهمين قد ماتوا بالفعل، ولكن يوم الخميس ، بعد شهر من الجلسات ، صدر حكم بالإدانة.
ونقلت صحيفة "بوينس آيريس تايمز" عن القاضي نيرمبيرجر قوله: "أثارت المذبحة عواقب وخيمة ، حيث عانى هؤلاء الأشخاص الناجين صدمة الإرهاب وتم اقتلاعهم من جذورهم وتعرضوا لفقدان لغتهم وثقافتهم".
وتشمل التعويضات التي أمر بها القاضي إضافة المذبحة إلى مناهج المدرسة في الأرجنتين ومواصلة جهود الطب الشرعي للعثور على رفات الضحايا.
ولكن لم يتم السعي للحصول على تعويضات مالية، وردا على قرار المحكمة، قال راكيل اسكويفل ، وهو حفيدهم أن الوقت قد حان لسماع أصوات السكان الأصليين و قول الحقيقة.
ويذكر أن هذه هي المحاكمة الأولى من نوعها في أمريكا اللاتينية ، ويمكن أن تمهد الطريق لمزيد من القضايا التي تعترف بالجرائم المرتكبة ضد مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء المنطقة.