نعت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة وكافة قياداتها والعاملون بها المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعى والذى وافته المنية مساء اليوم، والهيئة قيادة وعاملين يسألون المولى عز وجل أن يتغمد الراحل الكبير برحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذوية ومحبية الصبر والسلوان.
وقال "عطوة" إن الراحل الكبيرعبد الرحمن الشافعي يعد أستاذا رائدا في الفنون المسرحية والشعبية وجمع بين الموهبتين الإبداعية والإدارية وترك بصمة لا يمكن أن تنسى في المسرح المصري وفنونه بكل ما قدمه من تراث شعبي وفنون تلقائية، ويعود له الفضل في التطور الكبير الذي شهدته فرقة النيل الفرقة الأم لفرق الآلات الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، حين تولى إدارتها ومدّها بعناصر جديدة من الفنانين الشعبيين، وضخ بها دماءً جديدة ليبرز منها أصالة الفن الشعبي المصري التقليدي بالشكل الجمالي للموسيقى والغناء الشعبي، وأطلق عليها اسم أهم المعالم الحضارية والتاريخية لمصر "النيل". وقدم "عطوة" العزاء لأسرة الراحل الكبير ونجليه الفنان أحمد الشافعي، والناقد المسرحي الدكتور محمد الشافعي وأصدقائه وتلاميذه، داعيا الله أن يتغمده برحمته ومغفرته.
محطات من حياته
ولد عبد الرحمن الشافعى عام 1939 بمحافظة الشرقية، ومارس هوايته المسرحية بالمرحلة الثانوية، فكون فرقه شعبية مسرحية كانت تقدم عروضها في الموالد، تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس، ثم التحق بشعبة المسرح العالمي، وفي عام 1963 اُنتدب للمسرح الحديث ثم للفرقة الغنائية الاستعراضية عام 1967، وكون فرقة الغورى، وأخرج لها "ياسين وبهية"، و"آه يا ليل يا قمر"، و"أدهم الشرقاوى، و"سنبلة قمح على قبر جمال" عُين الشافعي أول مدير لمسرح السامر في سبتمبر 1971 فأخرج لفرقه السامر مجموعة من السير الشعبية؛ أهمها: "على الزيبق، شفيقة ومتولي، السيرة الهلالية، عاشق المداحين، منين أجيب ناس، مولد يا سيد، الشحاتين، حكاية من وادي الملح".
صاغ الراحل عالماً خاصاً به، وهو عالم أولاد البلد فكان يحرص على الذهاب بعرضه إلى الجمهور في أماكن تجمعاته في المواقع الأثرية والشعبية القديمة والساحات والميادين، حصل علي جائزة الدولة التشجيعية عام 1985 عن إخراجه لمسرحية السيرة الهلالية، ومن أهم أعمال إخراج مسرحي ياسين وبهية، آه يا ليل يا قمر، كفر أيوب، سنبلة قمح على قبر جمال، أدهم الشرقاوي، المولد، لعبة الزمن، السيرة الهلالية، إمام المداحين، سلطان زمانه، ست الحسن، ليلة بنى هلال.
مارس "الشافعي" عمله بالمسرح العالمي ممثلا ومساعدا للإخراج مع كبار المخرجين مثل" سيد بدير- سعد أردش-حمدي غيث- حسن عبد السلام-كمال عيد"، أستمر بالعمل في فرق التليفزيون حتى أنتدب عام 1968 للعمل مخرجا بالثقافة الجماهيرية، فكون أول فرقة للحي الشعبي بالغوري بحي الحسين، فكون فرقته المسرحية من أبناء الحي والعاملين به، وقدم أول أعماله "ياسين وبهية" لنجيب سرور، وأخرج بعدها" أه ياليل يا قمر"،"كفر أيوب"، "سنبلة على قبر جمال" و "أدهم الشرقاوي"، ثم عين أول مديرا لمسرح السامر عام 1971، فقدم (علي الزيبق- هنا القاهرة-حكاوي الزمان-شفيقة ومتولي-شلبية الغازية-وغيرهم) وفي تلك الفترة تم اختيار "الشافعي" مشرفا على فرقة النيل للالات الشعبية عام 1975- ليكتمل النضج الفني بإخراجه "عاشق المداحين" عام 1978.
قدم بعدها عشرات النصوص المسرحية الأصيلة لكبار كتاب المسرح المصري مثل "يوسف أدريس-نعمان عاشور- رشاد رشدي- محمود دياب-سعد الدين وهبه- وغيرهم". عمل على استلهام التراث الشعبي خاصة وسط وجوده مع مجموعة من الشعراء والموسيقين والمغنين والمداحين الشعبيين التلقائيين بفرقة النيل، فقدم مسرحية "السيرة الهلالية" عام 1985، محاولا في معظم أعماله المسرحية أن يعمل على الهوية المصرية وأن يتناول أعمالا قومية مصرية، وهو ما جعل "الشافعي" مختلفا، وخلال مسيرته الفنية قدم 72 عرضا احترافيا مابين الهيئة العامة لقصور الثقافة، والبيت الفني للمسرح، والبيت الفني للفنون الشعبية ومركز الهناجر للفنون. بخلاف العروض الاحتفالية والتي كانت تقدم في المناسبات القومية أو المشاركة في المهرجانات الدولية.
لم يكتفي "الشافعي" بتناول الأعمال التراثية فحسب بل قدم ثلاث أعمال كبار للمسرح الاستعراضي. ففي عام 1992 قدم على مسرح البالون مسرحية (ست الحسن) تأليف محمد أبو العلا السلاموني، وفي عام 1996 قدم للفرقة الغنائية الاستعراضية مسرحية (أحلام ياسمين)، ثم قدم لنفس الفرقة مسرحية "السنيورة" عام 1997 على مسرح محمد عبد الوهاب، وفي عام 1975 أسند "للشافعي" الإشراف على فرقة النيل للالات الشعبية وإخراج برامجها الفنية وهذه الفرقة تتميز بأنها تضم فنانين حقيقين وليسوا مدربين أو أكاديميين بل هم من شتى محافظات مصر، وهو ما يعطي مصداقية لأعمال "الشافعي" في تأصيل المسرح الشعبي المصري، وشاركت الفرقة منذ توليه إدارتها في الكثير من المهرجانات الدولية (بفرنسا- أمريكا- أستراليا-كندا- الهند- إيطاليا-إنجلترا- أسبانيا-ايرلندا- الصين-كوريا -الدانمرك- وغيرهم) وحصلت على العديد من الجوائز، وهو أول من كون فرقة الواحات للفنون الشعبية كذلك فرقة الأقصر وتأسيس أول مهرجان للتحطيب بمصر.
تقلد عبد الرحمن الشافعى الكثير من المناصب الإدارية داخل وزارة الثقافة منها "عضو لجنة تقييم العروض المسرحية على مستوى الجمهورية 1971- مديرا لمديرية ثقافة الجيزة 1977- عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة بمحافظة الجيزة 1980-المشرف العام على شئون المسرح بالثقافة الجماهيرية 1982- الاشراف على مهرجان المائة ليلة بالثقافة الجماهيرية 1985- رئيس اقليم القاهرة الكبرى 1992- مدير عام ثقافة القاهرة 1993- عضو المجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1993 - رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة 1996- رئيس البيت الفني للفنون الشعبية 1997- رئيسا للامانة العامة لأطلس الفلكلور 1998- عضو المكتب الفني لقطاع الإنتاج الثقافي 2012 -عضو اللجنة الفنية بالمجالس القومية المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية 2014، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة للتفوق 2009- جائزة الدولة التشجيعية 1986- نوط الأمتياز من الطبقة الأولى 1988-جائزة فارس الثقافة الجماهيرية 1999- جائزة التميز في الإخراج المسرحي للثقافة الجماهيرية 1980-جائزة مهرجان نيس للفنون بفرنسا 1984- كرمه المؤتمر العلمى الأول لمسرح الأقاليم ومنحه درع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشهادة تقدير من وزير الثقافة عام 2006، تكريم المجلس الوطني للثقافة والفنون بدولة الكويت، تكريم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية 2016، تكريم المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته التاسعة 2016، كما تم اختياره ضمن شخصيات الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة.