طفت على السطح خلال الأيام الماضية، قصة المستريح، وذلك بعد ظهور أحد المستريحين في أسوان، والذي حصل على أكثر من نصف مليار جنيه من المواطنين، بحجة الاستثمار فيها، وبعدها بأيام ظهر مستريح آخر، ثم ظهر آخر بعدها بأيام قليلة.
وانتشر فى الفترة الأخيرة مصطلح "المستريّح" ليعود من جديد ويتصدر الترند، إلى جانب إثارة الجدل التى أحدثها بين الأوساط.
وتتكرر الجرائم ما بين السرقة والنصب ونهب الملايين، وجاء آخرها قضية مصطفى البنك، الذى عُرف بـ "مستريّح أسوان".
وفي التقرير التالي نسلط الضوء على أصل لقب المستريح وأبرز قصص المستريحين.
وأصبح لقب "المستريح" من الألقاب الدارجة، فلا يمر يوم إلا ونجد في الأخبار القبض على "مستريح" جديد استولى على الملايين من أهالي قرية ما.
أول نصاب من المستريحين
والسبب وراء إطلاق هذا اللقب على النصاب، هو نسبة لأول نصاب في الصعيد ويعرف باسم أحمد مصطفى المعروف بـ "أحمد المستريح"، وهو أحد رجال الأعمال الذي اتهم بالنصب والاستيلاء على أكثر من 30 مليون جنيه، ومن هنا أطلق على المحتالين في عصرنا هذا "المستريح" أسوة بلقب هذا الرجل.
مستريح المنوفية 200 مليون
يعتبر من أشهر المحتالين، حيث استطاع أن يحصل على أكثر من 200 مليون جنيه من أهالى المنوفية، بهدف توظيفها مقابل الأرباح الشهرية.
وقد حرر المواطنون محاضر ضده، الأمر الذي أدى إلى القبض عليه، لينهى بعد ذلك حياته منتحرًا داخل محبسه.
مستريح السويس 40 مليونا
استطاع موظف بإحدى الشركات الخاصة بالسويس، الاستيلاء على أكثر من 40 مليون جنيه بزعم توظيف الشباب.
ولقب هذا الموظف بـ"مستريح السويس"، حيث قدم عدد من المواطنين بينهم زملاء هذا الموظف في العمل، بلاغات باستيلائه على 40 مليون جنيه تحت مزاعم توظيفها في شراء الشاليهات بالعين السخنة.
"آدم" أشهر ضحايا المستريحين
قال آدم محمود، ضحية مستريح أسوان، إنه تعرض للنصب على يد المستريح الحصاوي والمستريح مصطفى البنك، مضيفا: " الحصاوي خد مني 5 عجول بقيمة 110 آلاف جنيه وقال لي هديك 250 ألفا".
وأضاف آدم محمود، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامجه "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": "مصطفى البنك حصل على 40 عجلا بقيمة مليون و200 ألف وقالي هديك 3 ملايين جنيه".
وتابع: "سوق المواشي قفل ولما رحت لـ المستريح لقيت فيه حركة بيع وشراء معاه، حصلت على ثمن بقرة واحدة، وأكثر من 3 ملايين جنيه ضاعت مني بسبب مصطفى البنك والحصاوي، وناس كتير خدت قروض من البنك عشان يشتروا مواشي ويعطوا لـ المستريح كي يحصلوا على أموال أكثر".
كيف بدأ المستريحون بالنصب
البداية بطلها شخص يدعى مصطفى البنك الشهير بـ"مستريح المواشي"، الذي رفع شعارات رنانة في ظاهرها الرحمة وباطنها استنزاف جيوب الغلابة بحيل ماكرة.
وحيلة المستريح قائمة على إرسال مندوبين له بقرى ونجوع محافظتي أسوان والأقصر لإقناعهم بالمكسب السريع بزعم أن "المستريح ربنا بعته لخدمتهم"، وبدأت الخطة في شراء المواشي بسعر مبالغ فيه وبيعها بثمن بخس، وتكالب مزارعو المحافظتين على مندوب المستريح لبيع ما لديهم من مواشٍ.
وبالفعل تم رصد أسطول سيارات نقل من مركز إسنا جنوب الأقصر قدر عددها في أحد الأيام بـ 15 سيارة، يتجه إلى حظائر المواشي التابعة للمستريح، فضلا عن تكالب أصحاب المواشي بقرى ونجوع أسوان على منزل "مصطفى البنك".
يُحال إلى محكمة الجنح
ووفقا للمادة 336 عقوبات، فإنه “يُعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول، وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال”.
وبالنسبة للطريقة التي يسترد بها المواطنون أموالهم بعد النصب عليهم، فإنه بعد صدور حُكم نهائي على المتهم، يُقيم المجني عليهم دعوى تعويض أمام المحكمة المدنية.
أمّا عن تنفيذ حكم التعويض، فإنه بعد الحُكم للمجني عليهم بالتعويض المالي يطالبون بالتنفيذ، وفي حالة امتناع المتهم يطالبون بالحجز على أمواله وممتلكاته.
جدير بالذكر أنه دائمًا ما تكون القرى الفقيرة الفريسة الأمثل والأسهل للكثير من النصابين، بسبب الجهل والحاجة إلى الكسب السريع.