إيران وإسرائيل صراعات لا تهدأ فانخرطتا في حرب باردة لسنوات تخللتها اغتيالات، وعمليات نفذها عُملاء سريّون في عدد من الدول، وكان سبب الصراعات البرنامج النووي الإيراني.
إعلان الحرب بات وشيكًا
ويبدو أن الحرب الباردة هذه قد وضعت أوزارها وانتقلت إلى حرب معلنة، فإيران تسعى لتعزيز وضعها العسكري، فيما رسمت إسرائيل خطًا أحمر، واستهدفت قواعد إيرانية.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الجيش الإسرائيلي سيُحاكي، في مناورات ضخمة، ضرب "أهداف بعيدة" بعدد كبير من الطائرات.
وأوضح مصدر للصحيفة أن الجيش الإسرائيلي سيجري أكبر مناورة عسكرية في تاريخ البلاد، واصفًا إياها بـ"الفريدة من نوعها وغير المسبوقة"، وذلك بهدف الحفاظ على مستوى عالٍ من الاستعداد في منطقة "دائمة التحوّل".
وأضاف أن المناورات، التي أطلق عليها اسم "عربات النار"، تهدف إلى تحسين قدرات الجيش في "حرب ضخمة ومتعددة الجبهات وطويلة الأمد على جميع حدوده".
وخلال المناورات، سيجري سلاح الجو تدريبات على ضرب أهداف بعيدة عن حدود إسرائيل، في إشارة إلى إيران، وفي الوقت نفسه، ستتدرب القوات الميدانية على خوض حرب متعددة الجبهات.
وكجزء من التدريب، الذي سيستغرق 3 أسابيع، سيحاكي الجيش الإسرائيلي كذلك سيناريوهات لاندلاع أعمال شغب عنيفة.
وستشارك جميع القيادات في التدريبات، إلى جانب الآلاف من الجنود، بما في ذلك القوات الجوية والبحرية والقوات النظامية والاحتياطية.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش "يخطط بجدية لعدة خيارات عسكرية ضد إيران، في حال فشلت المحادثات النووية".
رسائل إسرائيل إلى إيران
وخلال عرض عسكري في أبريل الماضي، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن القوات المسلحة الإيرانية ستستهدف قلب إسرائيل إذا قامت "بأي تحرك" ضد طهران.
وأضاف رئيسي: "على إسرائيل أن تعلم، في حالة القيام بأي تحرك منها ضد شعبنا، فإن قواتنا المسلحة ستستهدف قلب الكيان الصهيوني".
وفي هذا الصدد، قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"، الدكتور محمد محسن أبو النور، إن هذه المناورات لها أهداف سياسية أكثر منها أهداف عسكرية، لأن الهدف السياسي يتمركز نحو الضغط على إيران.
وأوضح أبو النور، أن إيران الآن في مرحلة اتخاذ القرار السياسي المتعلق إما بالتوقيع على المسودة الأولى للاتفاق فيينا النووي أو العودة مرة أخرى إلى المفاوضات أو الطاولة في جولة تاسعة من هذه المفاوضات الشاقة التي بدأت في أبريل عام 2021.
وأوضح أبو النور في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن دخول الولايات المتحدة الأمريكية في تزويد إسرائيل بالوقود في هذه المناورات فإن الرسالة واضحة أنه لو أقدمت إيران على زيادة عدد أجهزة الطرد المركزية فإنها تواجه حملات عسكرية إسرائيلية بدعم لوجيستي وتدريبي وتسليحي أمريكي واضح.
وأضاف أن "الرسالة الإسرائيلية - الأمريكية هذه المرة توضح أن إيران إذا خرقت الخط الأحمر المرسوم لها فإن العقاب سوف يأتي عسكريًا ميدانيًا عن طريق القوات الجوية الإسرائيلية وليس عن طريق القوات السيبرانية.
وتابع: "هذا يعني أن إسرائيل تريد أن تقول لإيران إنها سوف تلقي ساحة الصراع والحرب ما بين الطرفين من الفضاء الإلكتروني إلى أرض الواقع عن طريق عمليات سوف تكون هي الأولى من نوعها في التاريخ".
وأردف: لم يسبق لإسرائيل أن ضربت مواقع إيرانية من قبل، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية فعلت ذلك مرتين في الثمانينيات في موقعتين (فرس النبي) والأخرى في إطار حرب الناقلات التي اشتعلت بين إيران ودول الخليج العربي التي هي على تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
هدف المناورات الإسرائيلية
وأكد أبو النور أن "الرسالة الواضحة من هذه المناورات المنشور تفصيلها في وسائل الإعلام، أن إسرائيل تقول لإيران إن الفترة المقبلة لن تشهد المستوى نفسه من العمليات والمواجهة الذي كان فيما مضى؛ لأن إسرائيل والولايات المتحدة سمحا لإيران برفع نسبة التخصيب إلى 60% بدون الإقدام على عمليات عسكرية فعلية.
ولفت: "بل قامت إسرائيل بعمليات سيبرانية ضد مواقع (فيناتنز) وفي )كراج) أكثر من مكان آخر، إلى جانب عمليات استخباراتية وتجنيد عملاء وكل هذه الأمور التي كشفت عنها إيران وقالت: هناك عناصر تم زرعها وتجنيدها داخل المنشآت النووية الحساسة".
وأشار إلى أن "إسرائيل تريد القول لأمريكا أن الإقدام على عملية اغتيال (محسن فخري زاده) وهو أبو البرنامج النووي الإيراني لن يتكرر هذه المرة بل أن المواجهة سوف تكون عسكرية، إذا ملامح المواجهة من وجهة نظر إسرائيل لإيصالها لإيران هي أنها سوف تكون عمليات عسكرية وليس أي أمر آخر".
وأوضح أن "الرسالة الأخرى من هذه المناورات أن إسرائيل تقوم بمناورات مكثفة مع أطراف عربية مع وغير عربية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبهذا تريد أن تقول لإيران إن هذه المناورات هي مناورات رد على المناورات التي أجرتها إيران مع كل من الصين وروسيا في منطقة جنوبي الخليج العربي وشمال المحيط الهندي".
وتابع: بالتالي الوضع يشير إلى رسائل إسرائيلية إلى إيران تتعلق بدفع إيران للمضي قدما فيما يتعلق بالتوقيع على الاتفاق أو المسودة المبدئية لاتفاقفييناأو على الأقل أن تذهب إلى المفاوضات مرة أخرى لأن إيران أبدت موقفا متصلبا من كل جهود الوساطة لحلحلة تعثر المفاوضات بين واشنطن وطهران.
وأضاف أن "إسرائيل تضع عينا على المناورات وتضع الأخرى على الطاولة في فيينا لحث إيران على وقف البرنامج النووي بأي ثمن، هذا بجانب ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي أول أمس - بأن هناك معلومات استخباراتية على مستويات عالية في إسرائيل تشير إلى أن إيران توصلت بالفعل إلى المعرفة النووية وأنها أن اتخذت القرار السياسي المتعلق بـ أول قنبلة نووية إيرانيةسوف تكون على بعد أسبوعين من إنتاج هذا السلاح عندما تتخذ هذا القرار السياسي".
واختتم: وبالتالي فحكومةنفتالي بينيتالحالية هي ملتزمة وفقا لما قاله يبنيت في أول خطاب له في الكينست بعد تواليه السلطة بعدم تمتلك إيران أيسلاحا نوويا، وسوف تقوم الحكومة بكل الإجراءات العسكرية التي من شأنها منع إيران من إيصال نسبة التخصيب من 60% إلى 90% في هذه المفاعلات، وبهذا لن تتمكن من الوصول إلى مهلة الأسبوعيين المتعلقين بإنتاج أول سلاح نووي في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية.