مع دخول فصل الصيف تحدث ضجة كبيرة ويتجدد الخلاف على مواقع التواصل الاجتماعي حول ارتداء البوركيني.
البوركيني يثير الجدل مع الصيف
ويعرف البوركيني بأنه نوع من ملابس السباحة التي صممتها الأسترالية ذات الأصل اللبناني عاهدة زناتي، وهو عبارة عن بذلة سباحة تغطي كامل الجسم ما عدا الوجه واليدين والقدمين، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة، وقد لاقت رواجا كبيرا لدى مسلمات أوروبا والدول العربية.
وشهد البوركيني إقبالا منقطع النظير، وصارت النساء ترتديه على الشاطئ وفي حمامات السباحة، وصارت له محلات في أوروبا وغيرها ومواقع متخصصة لتسويقه على شبكة الإنترنت.
ورغم الإقبال الشديد، تم رفضه في أكثر من دولة، بجانب الاعتراض الشديد من لدأصحاب الشواطئ وحمامات السباحة على البوركيني نظرا لانفتاح بعض الأماكن السياحية والوجه العام للبوركيني غير لائق في هذه الأماكن.
من جديد يواجه قرار رئيس بلدية جرونوبل الفرنسية بالسماح للمسلمات بارتداء البوركيني في الحمامات العامة معارضة شديدة من جانب الحكومة، إذ طالب وزير الداخلية بالتصدي قانونيا للوائح الجديدة، واصفا إياها بأنها "استفزاز غير مقبول".
وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، إنه سيسعى لتغيير قرار اعتمدته مدينة جرونوبل من شأنه أن يسمح للنساء بارتداء البوركيني في حمامات السباحة البلدية.
ووسط جدال يثار في فرنسا حول "البوركيني" الذي ترتديه بعض المسلمات لتغطية أجسادهن وشعورهن أثناء السباحة، وصف دارمانان التغيير بأنه "استفزاز غير مقبول يتعارض مع قيمنا"، وأضاف أنه طالب بطعن قانوني في اللوائح الجديدة.
جدل فرنسي كبير بشأن البوركيني
وغيرت مدينة جرونوبل الواقعة في جبال الألب قواعد استخدام المسابح العامة، أمس الأول الاثنين، للسماح بجميع أنواع ملابس السباحة، وليس فقط ملابس السباحة التقليدية للنساء وسراويل الرجال القصيرة.
وبموجب قانون جديد لمكافحة "التطرف" أقره البرلمان عام 2021، يمكن للحكومة الطعن في القرارات التي تشتبه في أنها تقوض التقاليد العلمانية الصارمة في فرنسا، والتي تهدف إلى فصل الأديان عن الدولة.
ويرى منتقدو البوركيني، أنه رمز لانتشار الإسلام المتشدد، بينما دافع رئيس بلدية جرونوبل، إريك بيول، وهو أحد أبرز السياسيين الخضر في البلاد ويقود ائتلافا يساريا واسعا، عن تحرك البلدية وقال: "كل ما نريده هو أن يتمكن الرجال والنساء من ارتداء ما يريدون".
ولا تعد جرونوبل أول مدينة فرنسية تغير قواعدها إذ قامت مدينة "رين" في شمال غرب البلاد بهدوء بتحديث لوائح المسابح في عام 2019 للسماح بارتداء "البوركيني"، وأنواع أخرى من ملابس السباحة.
وفي يونيو 2019، وتحديدا على شواطئ مدينة جرونوبل الفرنسية، أعلن رئيس المدينة، إغلاق حمامي سباحة تابعين للبلدية بالرغم من موجة الحر التي تجتاح البلاد، وذلك بعد خلاف حول ارتداء نساء للبوركيني.
وقالت البلدية في بيان إن رجال الإنقاذ طلبوا إغلاق حمامي السباحة لأنهم «موجودون هناك للحفاظ على سلامة السابحين ولا يمكنهم فعل ذلك عندما يتعين عليهم القلق بشأن الحشود» التي نتجت عن ارتداء نساء لملابس سباحة مثيرة للجدل.
جدل فرنسي كبير بشأن البوركيني
وفي ديسمبر 2018، داخلت ألمانيا على هذا الخط أيضا، حيث اشتعلت الآراء حول البوركيني، إلى أن رفعت محكمة ألمانية الحظر الذي فرض على البوركيني، بسبب منع ارتداء هذه الملابس في حمامات السباحة التابعة لمدينة كوبلنز الغربية، وقال المسئولون إن ذلك الزي «يجعل من المستحيل التحقق مما إذا كان مرتديها يعانون من جروح أو أمراض مفتوحة».
وفي المغرب عام 2014، حظرت بعض المسابح الخاصة في البقاع السياحية المغربية ارتداء البوركيني، مشيرة إلى أنه لأسباب تتعلق بالنظافة، وقد أثارت جدلا سياسيا أيضا.
وحول الجدل في فرنسا على ارتداء البوركيني، أثار الفنان يحيى الفخراني جدلا في مصر، بسبب تصريحاته داخل مجلس الشيوخ هناك بشأن المايوه الشرعي "البوركيني".
ووصف الفنان والنائب بمجلس الشيوخ يحيى الفخراني البوركيني، بأنه "مخجل أكثر من المايوه".
وأردف الفخراني حديثه، خلال إحدى جلسات مجلس الشيوخ: "زوجتي خجولة وعندما ارتدت البوركيني قالت إنه يكشف أكثر لأنه ملتصق جدا بالجسم".
وجاء التصريح، خلال اجتماع للجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، والذي تناول مناقشة مقترح يسمح بارتداء البوركيني دون أي قيود تفرضها الفنادق أو المنتجعات التابعة لوزارة السياحة المصرية.
يحيى الفخراني وأزمة البوركيني
وقال رئيس اللجنة، الدكتور محمود مسلم، إن المبدأ الأصيل هو السماح لكل الناس بارتداء ما يريدون، مؤكدا أن هذا الأمر لا يؤثر على السياحة.
وأثناء مناقشة المقترح، كشف رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية، محمد عامر، أن أزمة البوركيني حاضرة بقوة منذ سنة ٢٠١٥، وسعت وزارة السياحة من وقتها إلى اتخاذ بعض الخطوات.
وحسب المنشور، ألزمت الوزارة المنشآت الفندقية بتقبل الوضع، خاصة أن خامة البوركيني هي نفسها المصنوع منها المايوه، وبالتالي لا يمكن حرمان سيدة من نزول البحر أو حمام السباحة بسبب ارتدائها المايوه الشرعي.
وفي فتوى صادرة عن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ردا على تساؤل عن حكم المايوه الشرعي للمحجبات، أوضحت اللجنة أن لباس المرأة المسلمة له شروطه وضوابطه التي يجب عليها الالتزام بها في أي لباس تلبسه عند خروجها من بيتها، أو بوجود أجنبي ولو في داخل بيتها.
وأضافت لجنة الفتوى أنها لا تعلم أن هناك ما يعرف بالمايوه الشرعي، مشيرة إلى أنه إن وجد، فلا يصح أن يوصف بهذا الوصف إلا إذا كانت تنطبق عليه المواصفات الشرعية.
وأكدت أن المايوه الضيق والشفاف، هو أبعد ما يكون عن الشرع، ولا نظن أن عالما يوثق بعلمه ودينه يفتي بجواز مثل هذا الملبس للمرأة المسلمة أمام الأجانب.
وأوضحت أن سباحة المرأة بلباس ساتر ومحتشم لا حرج فيه، ولكن إن كان هذا اللباس يلتصق بجسمها بحيث يحدد عورتها، فهذا اللباس يحتاج إلى لباس يستره بعد خروجها، إذ لا يجوز لها الخروج على هذا الحال ولو أمام مثيلاتها من النساء فضلا عن الرجال الأجانب.