الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية.. الحرب الروسية الأوكرانية تدك آمال الملايين في البقاء

صدى البلد

أوكرانيا وروسيا من بين أكبر 5 دول مصدرة للحبوب في العالم، وتمثلان مجتمعتين أكثر من 30% من صادرات القمح العالمية، في حين تعد روسيا أكبر مصدر للقمح عالميا، بواقع نحو 37.5 مليون طن، فيما تحتل أوكرانيا المركز الخامس في التصدير بنحو 18 مليون طن.

وأثرت الحرب على أوكرانيا بشكل كبير جدا على الأمن الغذائي العالمي ككل، في ظل محاصرة الموانىء الأوكرانية ، خاصة الميناء الرئيسي في مدينة ماربوبول وميناء أوديسا، وهوما انعكس سلبا بشكل عام على الملاحة الدولية والتجارية في البحر الأسود، وهو ما عطل خروج عشرات السفن المحملة بالقمح والذرة وغيرهما من الغلال، كانت مُعدة للتوجه الى عدد من الدول.

معاناة دول الشرق الأوسط وافريقيا

تعاني دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نقص غذائي حاد، حتى في أوروبا ثمة تداعيات سلبية، لكن الدول الأوروبية لديها في المحصلة مصادر أخرى، بينما في آسيا وافريقيا مثلا فإن المنطلق والمصدر الرئيسي لتزويد غالبية دولهما بمواد أساسية كالقمح هي الموانىء الأوكرانية المعطلة الآن تقريبا، بل إن العديد من الدول في تلك المناطق بلغت مرحلة الخط الأحمر، حيث بدأت مرحلة نفاد مخزونها الاحتياطي من السلع والمواد الأساسية كالقمح.

كما أن العقوبات المفروضة على روسيا تؤثر بشكل غير مباشر في قدرتها التصديرية بما في ذلك القمح، إذ بدأ اضطراب سلاسل التوريد منها مع إعلان الشركات العالمية الخروج من روسيا بسبب العقوبات.

وتعاني مصر والعراق والجزائر ولبنان وتونس، من نقص القمح، إلا أن لبنان لا يوجد لديه مخزون من القمح سوى ما يكفي شهراً واحداً، حيث يستورد 60% من القمح من أوكرانيا، ويحاول جاهداً الآن توفير القمح من موردين آخرين مثل الولايات المتحدة وكندا والهند.

أسعار خرافية للقمح 

"وصل سعر طن القمح لأكثر من 400 دولار، وهو سعر باهظ ومكلف جدا، لا سيما بالنسبة للدول الفقيرة والنامية، وربما تعويضا عن النقص الحاد في إنتاج وتصدير الحبوب، ستحاول كل من الولايات المتحدة وكندا التعويض، عبر رفع الإنتاج من القمح، لكن مع ذلك فالأزمة تتزايد وتهدد شعوب العالم في خبزها اليومي.

«فاو»: مصر أكبر مستورد للقمح

حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، من أن الحرب في أوكرانيا تهدد الأمن الغذائي في مصر، باعتبارها أول مستورد للقمح في العالم، حيث تعتمد على روسيا وأوكرانيا لضمان 85% من حاجياتها من القمح، و73% من زيت دوار الشمس.

وأضافت المنظمة أن روسيا وأوكرانيا توفران "بشكل مباشر حصة كبيرة من واردات الغذاء لبلدان جنوب وشرق المتوسط"، أي مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس، والأخيرة قررت رفع أسعار المواد الأساسية لديها بالفعل، مشيرة إلى أن المغرب يرتبط مباشرة بأوكرانيا أساسيا وروسيا للتزود باحتياجاته من القمح، إلا أن المغرب تعاني هذا العام جفافا هو الأسوأ منذ عقود، ويترقب المحللون مدى تأثيره على إنتاجها المحلي.

حلول هندية غير منتظمة 

أعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عن استعداد بلاده لتوفير المواد الغذائية لبقية العالم، في أعقاب أزمة الإمدادات وارتفاع الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال مودي إن الهند لديها "ما يكفي من الغذاء" لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، وإنها "مستعدة لتزويد العالم بمخزونات الغذاء اعتبارا من الغد" إذا سمحت منظمة التجارة العالمية بذلك.

وعلى الرغم من أن الهند هي ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، فإنها لم تكن من قبل مصدرا رئيسيا له، لأن معظم محصولها يباع في الأسواق المحلية، وهو ما يفسر تراجع التصريحات بتعويض العالم خلال الحرب، بعد حظر التصدير في الهند عقب موجة حارة ضربت محاصيل القمح فيها، مما رفع الأسعار المحلية إلى مستوى قياسي.