الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطوة على الطريق الصحيح.. الانتخابات التشريعية اللبنانية بين أمل الشعب وأنظار العالم

الانتخابات النيابية
الانتخابات النيابية اللبنانية

يشهد لبنان حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وذلك منذ الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الذي خلف الكثير من الخسائر الاقتصادية والمعنوية لدى الشعب اللبناني.

ووسط هذه الحالة من عدم الاستقرار، انطلق سباق الانتخابات التشريعية اللبنانية أمس الأحد، لانتخاب أعضاء مجلس النواب اللبناني الذي يضم 128 نائباً، حيث فتح أبواب اللجان الانتخابية أمام أكثر من 3.9 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع، أكثر من نصفهم نساء، وأغلقت اليوم عند 7 مساء، وبدأ بعدها الفرز في المراكز.

الانتخابات التشريعية اللبنانية

وكان وزير الداخلية اللبناني، بسام المولوي، قال في مؤتمر صحافي، إن نسبة إقبال الناخبين داخل البلاد في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت الأحد بلغت 41%..

وبعد انتهاء موعد الانتخابات، أعلن مولوي، خلال مؤتمر صحفي عن نتائج رسمية لأربع دوائر انتخابية من أصل 15، حيث أظهرت نتائج دائرة الجنوب الأولى عدم حصول حزب الله وحلفائه على أي مقعد، فيما خسر نائب رئيس البرلمان المدعوم من حزب الله إيلي الفرزلي مقعده في الانتخابات البرلمانية.

وأضاف وزير الداخلية اللبنانية أن النتائج تظهر تباعا وبمجرد توثيقها نهائيا سيتم الإعلان عنها، مشيرا إلى أن نسب الاقتراع جيدة وليست منخفضة مقارنة بالانتخابات النيابية السابقة.

وأظهرت النتائج الأولية حصول القوات اللبنانية على عشرين مقعدا ليكون أكبر حزب ممثل للمسيحيين في لبنان، فيما حصل التيار الوطني الحر على 16 مقعدا.

وأشارت النتائج الأولية أيضا إلى فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج إصلاحي.

وقد أظهرت نتائج مبكرة اليوم أن جماعة حزب الله وحلفاءها تكبدوا على ما يبدو بعض الخسائر في الانتخابات، حيث حصل خصومهم على مزيد من المقاعد، ولم يتمكن بعض شركائهم التقليديين من دخول المجلس التشريعي.

الأوضاع الداخلية في لبنان

وفي هذا الصدد، قال عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن الانتخابات النيابية في لبنان قد انتهت في جميع السفارات اللبنانية في الخارج ، وبدأت أمس الأحد في الأراضي اللبنانية واستمرت حتي مساء الأثنين.

وأضاف نعمة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأوضاع بشكل عام في لبنان بحالة جيدة، حيث أنه ليس هناك مقاطعة من الجانب السني في الانتخابات النيابية، ولكن هناك انسحاب للرئيس سعد الحريري وتياره السياسي عن الانتخاب، وهذا لم يمنع البعض من مناصريه من المشاركة في الانتخابات، خاصة أن هناك خلافات كبيرة بين أعضاء تياره ونوابه السابقين.

وتابع: "فالبعض منهم ترشح ضمن لوائح انتخابية كانت قد شكلت من خارج تيار المستقبل، وعلى رأسهم فؤاد السنيورة الذي يقود هذه الانتخابات وبدعم سعودي وعربي وأمريكي بشكل علني".

وأشار إلى أن أن انسحاب تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري كان له تأثير كبير على مجرى الانتخابات في لبنان وخاصة على الطائفة السنية بشكل أساسي، رغم أن نسبة الاقتراع ستكون كبيرة من المعارضة  التي تعتبر أن لبنان مهيمن عليه من القوى الأخرى والتي تحسب على إيران رغم تنوعها ورغم أنها تحمل مشروع مختلف عن المشروع الدولي العربي والغربي وهو مشروع المقاومة والممانعة لإسرائيل.

التدخل الدولي في لبنان

وأوضح نعمة أن هناك مشروعان في لبنان تتقاسمهم القوى الوطنية والسياسية رغم اختلافهم، ولكن لبنان مرتبط وبشكل أساسي بصراع المنطقة في الشرق الأوسط. 

ولفت الخبير السياسي إلى أن الانتخابات ستكون مفصلية لجميع القوى المتنازعة، لأنها ستنتج أكثرية نيابية لفريق وعندها ستغير نظرة المجتمع الدولي، وخاصة أن القوى المتصارعة كلها أحزاب لبنانية ليست بمعزل عن انتمائها للخارج.

وأوضح أن الكل محسوب على قوى خارجية ضمن مشروعين متناحرين في منطقة الشرق الأوسط، لذلك ستكون النتيجة مدوية ومختلفة عن الانتخابات السابقة.

وأشار نعمة إلى أن إجراء الانتخابات في لبنان يأتي من ضمن سلة كاملة متكاملة متفق عليها من المجتمع الدولي، خاصة أن هناك حديث يدور عن أن فرنسا والسعودية والولايات المتحدة وإيران ومصر قد اتفقوا على سلسة كاملة بالنسبة للبنان أولها عودة السفراء العرب إلى لبنان وثانيا إجراء الانتخابات النيابية وبعدها الاتفاق على رئيس للحكومة بحكومة جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية، على أن تستضيف القاهرة مؤتمر لجميع القيادات السياسية اللبنانية لإعادة إحياء اتفاق الطائف والاتفاق على استراتيجية دفاعية لحماية لبنان ومساعدة لبنان عبر صندوق النقد الدولي برعاية فرنسا مصر ومباركة سعودية وإيرانية.

وأكمل: "خاصة أن الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي شارف على الانتهاء، وهكذا يكون لبنان قد أصبح  تحت الرعاية الدولية ضمن الصندوق الدولي، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت".

وأضاف نعمة أنه من الطبيعي أن يكون هناك مشاكل على الأرض لحين إتمام هذه الأمور، خاصة أن هناك  بعض الوقت للاستحقاقات التالية من تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية.