عقد رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، مؤتمرا صحفيا عالميا؛ للإعلان عن رؤية الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وكذا خطط وجهود جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، ويأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، إن مصر إحدى الدول المرشحة أن تكون مركزا كبيرا جداً لإنتاج الطاقة المستقبلية وهي الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وأضاف “مدبولى”، خلال كلمته المذاعة في مؤتمر اليوم: “وقعنا مذكرات تفاهم مع أكبر الشركات العالمية التي تعهدت بأنها خلال 10 سنوات أو أقل ستضخ استثمارات تصل إلى أكثر من 40 مليار دولار في مصر”.
وأشار إلى أن كل ذلك حتى تصبح مصر مركزا لإنتاج طاقة الهيدروجين الأخضر، ونحن كدولة وضعنا هذه النوعية من المشروعات بحزمة المشروعات التي تتمتع بحوافز إضافية جديدة خلال الفترة القادمة.
ويعد الهيدروجين الأخضر أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة التي تتجه إليها دول العالم نظرا لنظافتها واستدامتها وتجددهاوعدم تسببها في انبعاث الغازات الملوثةخلال الإنتاج والاستهلاك.
وهناك نجاحات متتالية لمصر حققتها من خلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث شرعت مصر في إنتاج "الهيدروجين الأخضر" ليمثل أحد محاور استراتيجية لمصر ولتكون مركزا إقليما ودوليا للطاقة.
يكافح التغيرات المناخية
وفي هذا الصدد،قال الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة المتجددة، إن الهيدروجين الأخضر سيكافح التغيرات المناخية والاحتباس الحراري بشكل غير مسبوق، مؤكدا أنه بمثابة طاقة نظيفة تعمل على حماية البيئة.
وأضاف عزيز، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الهيدروجين الأخضر هو البديل العظيم الذي سيوفي كل متطلبات العالم من الطاقة، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بوضع استراتيجية جديدة، وهي التوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة البديلة.
اهتمام عالمي بالهيدروجين الأخضر
وفي هذا الصدد، قال المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، إنه في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة التغيرات المناخية وتداعياتها الكارثية التي داهمت العالم خلال العقود الأخيرة ومتوقع ازدياد آثارها الكارثية على البيئة وعلى الاقتصادات العالمية بل وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي خلال الفترة القادمة.
وأوضح محرم، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ظاهرة التغيرات المناخية أحد دوافع الاهتمام بمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، التي تعد بديلا أنظف بمعيار تولد انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة التغيرات المناخية، ويعد "الهيدروجين الأخضر" واحدا من مصادر الطاقة النظيفة بالمعيار البيئي، وبدأ يحظى بالاهتمام العالمي، ومن المتوقع ازدياد ذلك خلال السنوات والعقود القادمة.
وأضاف: "يمكن اعتبار الهيدروجين الأخضر هو ذلك الهيدروجين الذي لا يتسبب في انبعاثات ملوثة سواء خلال إنتاجه أو خلال استخدامه كوقود في تطبيقات متنوعة في الحياة العملية، من بينها استخداماته في قطاع النقل وتوليد الطاقة الكهربائية وفي الصناعة وفي الاستخدامات المنزلية والتجارية كالطهي والتدفئة".
وأكد أن "من بين المشكلات العملية التي تعترض طريق هذه التقنية الجديدة هو ارتفاع تكلفة تخزين ونقل الهيدروجين الأخضر بسبب ارتفاع حجمه مقارنة بالبدائل الأخرى مثل الغاز الطبيعي، وهو ما قد يتسبب في إبطاء معدل انتشار هذه التقنية، نسبيا لحين تجاوز تلك العقبات، وإن كان لن يمنع الاستثمارات في هذا التقنية بمعطياتها الراهنة".
الهيدروجين الأخضر وفوائده
ويعد الهيدروجين الأخضر وقودا خاليا من الكربون ومصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئاته عن نظيرتها من الأوكسجين في الماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة، ويحظى باهتمام عالمي في العقد الأخير باعتباره مصدراً واعدا للطاقة في المستقبل القريب.
ويعد الهيدروجين الأخضر المنتج من الطاقة النظيفة المستخدم على نطاق واسع بحلول عام 2030، قادرا على إنقاذ العالم من الوقود الأحفوري الذي يعتمد على الفحم والنفط عادة، وأهم فوائده كالتالي:
- انخفاض أسعار الطاقة الكهربائية النظيفة بدون انبعاثات، مع وجود الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أو في المناطق الغنية بالشمس، والتي يعد توليد الكهرباء فيها أرخص بكثير من الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري،حيث تقترب أسعار الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي بقدر كبير من أسعار الهيدروجين الرمادي الذي يتم إنتاجه باستخدام الوقود الهيدروكربوني.
- استخدام الهيدروجين الأخضر يودي إلى القضاء على الانبعاثات الكربونية ولكن لن يؤدي التوسع في توليد الطاقة المتجددة وحدها لذلك، ويمكن للهيدروجين الأخضر زيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة، حيث يمكن تخزينه لفترات أطول، ويمكن نقله لأماكن لا يوجد بها إمكانية توليد طاقة متجددة، كما يمكن لباقة متنوعة من القطاعات الصناعية والتطبيقات استخدامه.
- ويمكن للهيدروجين القضاء على الانبعاثات الكربونية في العديد من القطاعات بصورة أكبر من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
- إنتاج الطاقة في الوقت الحالي يساهم بـ 40٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، لكن هذا الرقم سينخفض مع استمرار نمو وانتشار الطاقة المتجددة، أما القطاعات الأخرى مجتمعة مثل الصناعة والنقل، فتساهم بنسبة 55٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم.
- الهيدروجين الأخضر والمنتجات الأخرى المشتقة منه توفر إمكانات هائلة للتخلص من الانبعاثات الكربونية في جميع القطاعات.