الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العمال الكردستاني أم صفقة إف 16| لماذا تعارض تركيا انضمام فنلندا والسويد للناتو؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استغلال حاجة السويد وفنلندا لدخول حلف شمال الأطلسي "الناتو" لصالح تحجيم نشاط حزب العمال الكردستاني على أراضي البلدين.

انضمام فنلندا والسويد للناتو 

وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن تركيا لم تغلق الباب أمام انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي لكنها تريد التفاوض مع دول الشمال وتشديد الإجراءات على ما تعتبره أنشطة إرهابية، خاصة في ستوكهولم.

وفي هذا الصدد، أبلغ إبراهيم كالين، الذي يشغل أيضا منصب كبير مستشاري الرئيس للسياسة الخارجية، رويترز في مقابلة في إسطنبول "نحن لا نغلق الباب، لكننا نثير هذه القضية بشكل أساسي من باب الأمن القومي لتركيا".

وقال كالين، إن حزب العمال الكردستاني المتشدد، الذي صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، يقوم بجمع الأموال والتجنيد في أوروبا ووجوده "قوي ومعترف به" في السويد على وجه الخصوص.

وأضاف كالين "ما يجب القيام به واضح، عليهم التوقف عن السماح لمنافذ حزب العمال الكردستاني وأنشطته ومنظماته وأفراده، بالوجود في تلك البلدان".

وأكد كالين، أن انتقاد روسيا الحاد لفنلندا والسويد بشأن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لم يلعب دورا في موقف تركيا.

ومن ناحيتها، أوضحت روسيا رسميا موقفها،  السبت، من نية فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وحذرت من أنه ستكون لذلك عواقب، وأنها ستؤدي إلى "عسكرة الشمال".

ونقلت وكالات أنباء روسية قول مساعد وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، السبت، إن روسيا ستتخذ ما وصفه بـ"التدابير الاحترازية الملائمة"، في حال حلف الناتو قوات وبنية تحتية نووية قرب الحدود الروسية.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن غروشكو قوله: "سيكون من الضروري الرد، باتخاذ التدابير الاحترازية الملائمة التي تضمن استمرار الردع"، مضيفا أن بلاده ليس لديها أي نوايا عدوانية تجاه فنلندا والسويد، ولا ترى أي أسباب "حقيقية" لانضمام البلدين إلى حلف الناتو.

إنهاء السياسة التقليدية للحياد

وجاء في بيان صادر عن الكرملين: "شدد فلاديمير بوتين على أن إنهاء السياسة التقليدية للحياد العسكري سيكون خطأ، حيث لا يوجد تهديد لأمن فنلندا".

ويتوقع اليوم الأحد، الإعلان عن ترشيح هلسنكي لعضوية الناتو، الأمر الذي يثير استياء موسكو.

وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الفنلندية، بأن الرئيس الفنلندي سولي نينيستو اتصل السبت، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتحدث معه بشأن توجه الدولة الاسكندنافية للترشح قريبًا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والذي أثار استياء موسكو.

وأضاف البيان: "كانت المحادثة صريحة ومباشرة ولم تشهد توترًا، اعتُبر تجنب التوتر أمرًا مهمًا، الاتصال تم بمبادرة من فنلندا".

من جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، أنه لا يمكن لانضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يمر دون رد فعل سياسي، بحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الإخبارية الروسية، السبت.

ومن ناحيته، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه لا ينظر إلى انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو "بشكل إيجابي"، متهمًا البلدين بـ"إيواء منظمات إرهابية كردية".

وزعم الرئيس التركي: "لسوء الحظ، الدول الاسكندنافية مثل بيوت ضيافة المنظمات الإرهابية، فمنظمات مثل حزب العمال الكردستاني لجأت إلى السويد وهولندا، وتحدثت في برلماناتهما".

وكان حزب العمال الكردستاني، الذي يسعى إلى إقامة دولة مستقلة في تركيا، دخل في صراع مسلح مع السلطات التركية منذ عقود، وقد صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كـ"منظمة إرهابية".

وفي المقابل، ردت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي قائلة إن "الحكومة التركية لم ترسل لنا هذا النوع من الرسائل مباشرة".

وأضافت: "زميلي وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو الذي تربطني به علاقة جيدة وبناءة للغاية، سيأتي إلى الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الناتو في نهاية هذا الأسبوع في برلين، حيث تمت دعوة كل من السويد وفنلندا".

محادثة صريحة ومباشر بينهما

ومن ناحيته، أبلغ الرئيس الفنلندي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بترشح بلاده الوشيك للانضمام للناتو الذي وصفه الرئيس الروسي بأنه "خطأ".

وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، الذي كان محاورا منتظما للرئيس الروسي في السنوات الأخيرة "كانت المحادثة صريحة ومباشرة ولم تشهد توترًا، اعتُبر تجنب التوتر أمرًا مهمًا، الاتصال تم بمبادرة من فنلندا".

وأوضحت موسكو، أن الرئيس الروسي قال خلال الاتصال مع نظيره الفنلندي، أن إنهاء سياسة الحياد العسكري التاريخية لفنلندا سيكون "خطأ بما أنه ليس هناك أي تهديد لأمن فنلندا".

وفي هذا الصدد، قال الباحث في الشأن التركي، الدكتور بشير عبد الفتاح،  إن فنلندا والسويد تعتبران من الدول المحايدة، ولكن بدأتا التحرر التدريجي من هذا الانحياد من منتصف التسعينيات، وبدأت تربطهما شراكة استراتيجية مع الناتو، ومن هنا تعتبران أعضاء بالانتساب في حلف الناتو، ولهما تفهمات كبيرة مع الناتو.

وأضاف عبد الفتاح - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": كون يقبل الناتو عضوية دولة جديدة، يلزم موافقة الـ 30 عضوا، ويجب موافقة الحكومة أولا ومن ثم ترسل الموافقة للبرلمان التابع لكل الدول، ومن ثم يجب موافقة البرلمان أيضا، مع العلم أن دول الحلف ديمقراطية، فهنا إذا رفض البرلمان في أي دولة تستطيع أن تسقط موافقة رئيسها، وفي حالة فينلندا والسويد يحاول الحلف الإسراع في الأخذ بهذه الموافقات، ولكن تركيا تستطيع تعطيل هذه الموافقة، في حال استخدامها حق الفيتو كدولة واحدة فقط، وتوقف انضمام الدولتين.

وعن الموقف التركي المعارض لدخول فنلندا والسويد الناتو، أوضح عبد الفتاح، أن السويد تحديدا تستضيف قيادات من حزب العمال الكردستاني، الذي ينفذ عمليات ضد النظام التركي داخل تركيا نفسها وفي شمالي العراق، والحزب مصنف تركيا وأوروبيا وأمريكيا على أنه "منظمة إرهابية"، لذا ترى أنقرة أن ستوكهولم وهلسنكي ترعيان جماعات إرهابية تهدد مصالحها ولا يمكن دخولهما الناتو.

ولفت عبد الفتاح، أن الموقف التركي المعارض ووفقا لوقائع سابقة يكشف أن أنقرة تريد شيئا من حلف الناتو أو الولايات المتحدة الأمريكي وخاصة الأخيرة، التي تشهد العلاقات معها تراجعا، كما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يرفض لقاء نظيره التركي ويرى حتمية تركه السلطة في الانتخابات القادمة.

أهداف تسعى أنقرة لتحقيقها

وتابع عبد الفتاح: "إضافة إلى ذلك هناك تعطيل لصفقة (F35) وصففة (F16) المتطورة"، مشيرا: "أنقرة تسعى بشكل كبيرة للحصول على صفقة (F16) كبديل عن صفقة (F35) وهو ما قال الرئيس الأمريكي إنه "يبحثه" رغم معارضة الكونجرس للأمر".

وأكد عبد الفتاح، أن واشنطن وحلف الناتو يسعيان لمحاصرة موسكو من خلال توسيع الحدود فيما بينهم بضم دول الجوار لعضوية الناتو، معقبا: "هذا ما يعلمه الرئيس التركي ويسعى للاستفادة منه وتحقيق حفنة أهداف أهمها: تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي إضافة لإتمام صفقات عسكرية".

واختتم: "تحاول تركيا أن تغازل روسيا من بعيد، وتبلغها أنها ما زالت تتضامن معها رغم وجودها في حلف االناتو، ومن ناحية أخرى، تستطيع تركيا أن تستغل الناتو في تحقيق مطالبها، وغالبا سوف تتراجع تركيا ولا يمكنها الحصول على مطالبها بنسبة 100%، ولن نستطيع أن تأخذ سوى ثمن الموافقة التى تأخذها في شمال الأطلسي، لأن (التصويت بالإجماع)".