الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المستريح الذي أرهق الجميع

الكاتبة الصحفية إلهام
الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح

فوجئت أن الفنان الكبير أحمد مكي في مسلسله الرمضاني الناجح "الكبير قوي" قدم  "مدكور" نصاب المزاريطة الذي قام بالنصب الجماعي على أهل القرية وجمع أموالهم. .. تخيلت ان مكي يستعين بالماضي فلا يعقل أنه مازال هناك من يصدق هؤلاء النصابين.. إلى أن فوجئنا جميعا بمستريح أسوان سائق التوك توك.. المسجل خطر الذي لا يتجاوز عمره 35 عاما، خرج من السجن حديثا بعد أن قضى عقوبته  في عدة قضايا، والذي أطلقوا عليه اسم المستريح هذا الاسم الذي اصبح عنوانا للنصب في الفترة الاخيرة.. ويرجع إلى أول نصاب ظهر في الصعيد سنة 2015 اسمه أحمد مصطفى وشهرته "أحمد المستريح"، استولى على أكثر من 30 مليون جنيه بالنصب علي المواطنين وايهامهم بتوظيفها في كروت شحن الموبايل. 
مصطفى البنك أو مستريح أسوان استطاع أن يجمع ما يقرب من ملياري جنيه في سيناريو اعاد للأذهان كل عمليات النصب على البسطاء.. التي مازالت تستغل الحاجة المادية للمواطن في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار فيقع ضحية لوهم توظيف الأموال بعوائد تتعدى الـ 50%   ليجمع النصاب الملايين والمليارات .. حتى أنها  أصبحت ظاهرة في معظم المحافظات فهناك مستريح الاسكندرية ومستريح الشرقية وأسيوط والدقهلية والمنوفية تقريبا كل محافظات مصر ظهر فيها نصابون يجمعون الأموال من الحالمين ليس بالثراء ولكن فقط بتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم وبدخل ثابت يواجهون به ارتفاع الأسعار والفقر والعوز.

 المشكلة أن الطريقة أصبحت معروفة وواضحة.. فكيف يقع فيها أبرياء آخرون ورأي أن  هذه الظاهرة رغم النشر عنها وأنها تحولت لمسلسلات إلا أن هناك حلقة مفقودة بين توعية الناس و تكرار الظاهرة ووقوع ضحايا آخرين هل قام علماء النفس بدراستها وأين علماء الاجتماع وخبراء الاقتصاد، وكيف لم نتوصل إلى حلول للقضاء عليها حتى الآن.. 
أعتقد أننا بجانب حملات التوعية والتحذير يجب أن تكون هناك حلول أخرى.. حملات التوعية يجب ألا تقتصر على التلفزيون والراديو ولكن لابد أن يكون هناك باحثون اجتماعيون تابعون لوزارة التضامن وان نعرف لماذا يبتعد البسطاء عن البنوك  أو حتى مكاتب البريد التي تعطي أرباحا عالية.. هل هناك أزمة ثقة.. أكيد النصاب يلعب على احتياجات الناس وعندما تصل نسبة الربح المعروضة الي ما يصل 50 % بالطبع سيسيل لعاب الكثيرين.. المطلوب تحذير هؤلاء الباحثين عن دخل يسندهم  في مواجهة مصاعب الحياة.. وأن تتكاتف جميع أجهزة الدولة لحماية هؤلاء الضحايا وان تغيير القوانين وتشديد العقوبات للقضاء على هؤلاء النصابين.