الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشاف نوع جديد من الإنسان في جنوب أفريقيا يقلب الموازين

صدى البلد

ُذهل علماء الآثار بعد اكتشاف نوع جديد تمامًا من الإنسان القديم داخل مجموعة من الكهوف الشهيرة في جنوب أفريقيا.

كقارة أثبتت أفريقيا أنها واحدة من أكثر الآبار المربحة للمعرفة فيما يتعلق بالبشر القدامى، ففي عام 1974، عثر باحثون يعملون في إثيوبيا على بقايا لوسي، وهو جنس أسترالوبيثكس من أشباه البشر الأوائل.

وأظهر التحليل أنها كانت واحدة من أقدم أسلاف البشر المعروفين، عمرها 3.2 مليون سنة، وهذا مذهل عند مقارنته بالجدول الزمني الذي يُعتقد أن البشر قد تطوروا فيه في شرق أفريقيا، منذ حوالي 200000 عام فقط.

ومع ذلك، فإن الأحافير التي تم العثور عليها من منجم قديم في المغرب في عام 2017 قلبت هذه الرواية رأساً على عقب، مع الهياكل العظمية والأدوات التي عُثر عليها في الموقع والتي يعود تاريخها إلى حوالي 300000 عام.

ولم يكن هذا هو الاكتشاف الوحيد في تاريخ البشرية في العقد الماضي، كما حدث قبل عامين، وجد الباحثون نوعًا جديدًا تمامًا من جنس الإنسان في جنوب أفريقيا.

قضى الدكتور لي بيرغر سنوات في استكشاف نظام كهوف Rising Star في جنوب أفريقيا، ورسم خرائط للمواقع التي لم يصل إليها بعد.

أثبتت المغامرة في كهف واحد لم يمس، أنها واحدة من أهم رحلاته حتى الآن، وقد تم الكشف عن هذا الاكتشاف خلال الفيلم الوثائقي لقناة “سميثسونيان”، "حياة الأرض: عصر البشر".

وفي حديثه عن التقنية التي أدت إلى الاكتشاف التاريخي، قال: "لقد صنعت هذه الخريطة لما يقرب من 800 موقع من الكهوف التي كانت جميعها مداخل إلى العالم السفلي لم أقم بها بعد، وكانت هذه هي المهمة".

كانت بعض الفجوات داخل الكهف على مستوى الجسم فقط، ولكن سرعان ما أصبح مخطط الشكل واضحًا من خلال الظلام الغامض.

وأضاف:" كنت عاجزًا عن الكلام، وهناك رأيت شيئًا اعتقدت أنني لن أراه أبدًا طوال مسيرتي المهنية، كان هناك أسلاف بدائية واضحة ملقاة هناك على السطح في التراب".

وذهب فريق الدكتور بيرغر للكشف عن عظام 15 هيكلًا عظميًا منفصلًا يرجع تاريخها إلى الفترة الزمنية التي انتشر فيها البشر لأول مرة في جميع أنحاء أفريقيا.

ومن اللافت للنظر أن البقايا قدمت نظرة ثاقبة لجيل كامل من البشر القدامى، بدءًا من الأطفال الرُضَّع إلى كبار السن، وشقت همسات بقايا بشرية في أحد الممرات طريقها إلى الدكتور بيرغر، ولذا بدأ في وضع خطط لاستكشاف الأجزاء المجهولة من الكهف.

عند الفحص الدقيق، اتضح أن العظام لم تكن من النوع البشري الذي كان العلماء على دراية به، بل كانت نوعًا جديدًا تمامًا.

Homo naledi، كما تم تسمية البقايا، كان سيظهر مثل البشر من مسافة بعيدة.

لكن عن قرب، كانت جميع أبعادها مختلفة تمامًا: كانت قصيرة جدًا ولها رؤوس أصغر وأكتاف أضيق، مع ملامح وجه مختلفة تمامًا.

انضم ناليدي إلى عدد من الأنواع الأخرى الشبيهة بالإنسان التي كانت موجودة في نفس الوقت مع الإنسان العاقل قبل 300000 عام.