قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

47 مليار جنيه سنويا.. مافيا الدروس الخصوصية تتخطى تجار الكيف|والظهور وسط الجاردات برستيج

مدرسة أحياء في فيصل
مدرسة أحياء في فيصل
×

الدروس الخصوصية، هي أحد آفات التعليم المصري، التي تنخر في عمدانه، فمن المعلوم أن الأصل في التعليم هو المدرسة، ولكن أصبحت آفة الدروس الخصوصية، ظاهر يصعب القضاء عليها والتخلص منها، حيث يبجأ إليها أولياء الأمور لاعتقادهم أنها مصدر النجاح لأبنائهم، وأنه لا يوجد تعليم في المدارس.

وحسب البيانات التي أعلن عنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، نهاية يوليو 2019، فإن متوسط إجمالي ما ينفقه المصريون، ممثلين في 26 مليون أسرة في جميع المحافظات، على الدروس الخصوصية، بلغ حوالي 47 مليار جنيه، من إجمالي الإنفاق على قطاع التعليم.

ثورة غضب ضد المعلمين

ومؤخرا، أثار انتشار صورة المعلمة أسماء عماد، مدرسة الأحياء في فيصل، وحولها حوالي 20 حارسا، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن السبب الذي دفعها لهذا التصرف، حيث برر البعض ذلك بأنها تريد الاستعراض أو الوجاهة الاجتماعية، والبعض يرى أنه لحماية نفسها من التهديدات.

وتبين أن المعلمة التي تدعى «أسماء عماد»، تقيم في منطقة فيصل جنوب الجيزة، تدرّس مادة الأحياء لطلاب الثانوي العام، وقد أكدت صحة الواقعة، موضحة أن هذا الأمر جرى خلال أيام العيد، حيث أعلنت عن تقديم وشرح النقاط الصعبة في منهج الأحياء عبر مسرحية كوميدية، على مسرح بمنطقة رمسيس في قلب القاهرة، مضيفة أن الفكرة لاقت ترحيباً من الطلاب وأولياء الأمور خاصة أنها مجانية ودون مقابل.

وانهالت التعليقات الساخرة، على معلمة الأحياء، حيث علق البعض على صورتها وسط الجاردات المحيطون بها أثناء ذهابها للعمل، وكان من أبرز تلك التعليقات؛ تعليق أحد الطلاب قائلا: "لما تبقى مدرس أحياء ورايح تتفرج على فيلم الخلية"، وكتبت إحدى الطالبات: "جايبة معاها الجهاز المناعي كله".

فيما كتب بعض الطلاب أن الحصة عند الأستاذة أسماء بـ 250 جنيها، ويتراوح عدد حضور المحاضرات من 750 إلى 1000 طالب، أي أنها تحقق ربع مليون جنيه في محاضرة واحدة.

مدرسة الأحياء في فيصل

قصة معلمة فيصل

في هذا الصدد، قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن مشهد معلمة الأحياء في فيصل، وبجوراها الحارس، أثار استياء وغضب المصريين العارم تجاه المدرسين، مؤكدا أن هذه المعلمة لا تعبر عن كل المعلمين، لأن ليس كل المدرسين يعطون دروس خصوصية، وهذه الفئة لا تتعدى 2% من كل المدرسين، ولكن صورة المعلمة وجهت ثورة غضب تجاه المعلمين، ودخلهم المادي.

وأضاف حمزة، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه المعلمة كانت تنظم حفلة مراجعة للصف الأول الثانوي في مادة الأحياء، وفي كل الأحوال هذه المشاهد أثار استياء المصريين، وجعل البعض يتسائل أنه طالما أن رواتب المعلمين مرتفعة هكذا، إذن لماذا لا يركزون في عملهم بالمدارس، طالما أنه لا توجد لديهم مشاكل، ولكن هذه النسبة بسيطة لأن معظم المدرسين لا يعطون دروس خصوصية ويكتفون بعملهم في المدرسة.

الدروس الخصوصية

مافيا الدروس الخصوصية

وأكد أنه في كل منطقة يوجد ما يسمى بـ غول الدروس الخصوصية أو حوت الدروس الخصوصية، وعددهم لا يتعدى 2 مدرسينفي المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة، أصبحت متوغلة في الشعب المصري، وبعض أولياء الأمور يذهبون بأولادهم للدروسي الخصوصية، معتقدين أنه نوع من أنواع الواجهة الاجتماعية، أو أن المدارس لم يعد بها تعليم، وهذه نظرة خاطئة، جعلت مافيا الدروس الخصوصية يحققوا ثروات هائلة.

وشدد على أن الأصل في التعليم هو المدرسة والاحتكاك المباشر، بين الطالب والمعلم في الفصل، حتى أن التعليم أونلاين مجرد جزء مكمل للتعليم، مؤكدا أنه لا يجب أن يكون هناك تعليم موازي أو بديل للمدرسة دور المعلم الرائد والوحيد، مطالبا بضرورة عودة دور المدرسة وهو التربية والتعليم.

الدروس الخصوصية

القضاء على الدروس الخصوصية

وطالب وزارة التربية والتعليم بالتفكير خارج الصندوق، وتقدم اقتراحات لجذب الطلاب للمدارس،حتى تصبح المدرسة هي المعيار الوحيد للتعليم، والأصل فيه، أما عما يفعله بعض المدرسين مثل صور مدرسة أحياء فيصل، فهو من باب الشو والاستعراض والواجهة والمنظرة، ولكن هذه الأفعال لم تفيد العملية التعليمية في مصر في شئ.

وأكد أنه على الوزارة أن تفكر في إعادة دور المدرسة، لأن فكرة وجود تعليم موازي خطر على الأمن القومي ويفتح الباب للجماعات والأفكار المتطرفة، لانه صعب وجود رقابة على السناتر، وبالفعل تبذل وزارة التربية والتعليم جهود كبيرة للقضاء على هذه السناتر، ولكنها تعود للفتح مرة أخرى بعد إغلاقها، وهذا يدل أن مافيا الدروس الخصوصية أقوى من وزارة التربية والتعليم، مطالبا مجلس النواب بوضع التشريعات التي تمكن الوزراة من القضاء على هذه الظاهرة، إلى جانب تفكيرها بشكل إبداعي لمنافستها والقضاء عليها.