فرضت تداعيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة واقعًا جديدًا على مستقبل الوظائف، حيث أدت إلى وظائف مهدَّدة بالاختفاء، وأخرى جديدة، بالإضافة إلى وظائف قائمة تحتاج إلى تطوير واكتساب مهارات جديدة.
أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن وظائف المستقبل أصبحت هي مراد طلاب التعليم قبل الجامعي والجامعي في ظل التطور الذي يشهده العالم حالياً، فقد حلت الآلات مكان الإنسان في مجالات ووظائف عديدة مما يجعله يعرف أن وظائف المستقبل هي السبيل لتحقيق الربح والوصول إلى حد كبير من التطور.
وقال الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إن نظم التعليم تحولت وتتحول الآن إلى نظم جديدة مبنية بالكامل على ما تطلبه سوق العمل حاليا، او سوف تطلبه فى السنوات العشر او العشرين المقبلة، وفق دراسات إحصائية متخصصة تجرى للتنبوء بكل ذلك أخذا فى الاعتبار جميع التحديات التى ستفرضها علينا الثورة الصناعية الرابعة.
وشدد علي ضرورة أن يكون النظام التعليمى مبنى بالكامل على ما تطلبه سوق العمل من أعداد للخريجين فى كل التخصصات، وفق فرص العمل المتاحة او التى سوف تصبح متاحة فى العقود المقبلة، ووفق ما توفره منظومة معلومات سوق العمل التى بات إنشاؤها فى مصر لاحتياجات السوق العمل.
وتابع: وحتي لا يقع ولي الأمر والطالب في حيرة شديدة، بسبب عدم قدرتهم على اختيار ما يناسب قدراته وبين ما يحتاجه سوق العمل، وعلى أساس ذلك يمكن أن يلتحق الطالب بتخصص لا يحقق منه نتيجة مرجوة، يجب إعادة تصور التعلم لتطوير طاقات الطلاب حتى تكون القوة الإبداعية الدافعة لصناعة المستقبل.
وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن وظائف المستقبل تستند على المهارات وليس على الشهادات العلمية فقط، وتوجه الشركات والمؤسسات لتوظيف من يمتلكون الأدوات والمهارات اللازمة في سوق العمل، وسيصحب ذلك ظهور تخصصات جامعية ستكون لها الريادة في الاختيار.
ودعي الخبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى تطوير المناهج الدراسية وأساليب التدريس في مختلف المراحل لتواكب متطلبات وظائف المستقبل، إلى جانب استحداث طرق جديدة لتقييم الطالب باستمرار، وإتاحة المجال أمام الطلبة لإجادة أكثر من لغة.