الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتهامات وتكذيبات وحقيقة ضائعة.. حرب الأدلة تشتعل حول الأنشطة البيولوجية الغربية في أوكرانيا.. روسيا تؤكد طبيعتها العسكرية.. وخبراء: برامج قديمة بعلم وموافقة موسكو

الجيش الروسي
الجيش الروسي

كشفت وزارة الدفاع الروسية عن وثائق جديدة بشأن أنشطة واشنطن العسكرية البيولوجية في أوكرانيا شملت تجارب للبنتاجون في مستشفى للأمراض النفسية في خاركوف.

دور الحزب الديمقراطي وشركات الأدوية الأمريكية

وأكد قائد قوات الدفاع البيولوجي والكمياوي والإشعاعي إيجور كيريلوف مشاركة قيادة الحزب الديمقراطي وشركات أدوية أمريكية كبيرة في هذه الأنشطة من بينها فايزر وموديرنا.

وقال كيريلوف، الأربعاء، إن قادة الحزب الديمقراطي الأمريكي هم منظرو النشاط العسكري البيولوجي الأمريكي في أوكرانيا، موضحا: "تشارك في هذا المخطط شركات الأدوية الكبيرة، بما في ذلك "فايزر" و"موديرنا" و"Merck" وكذلك شركة "Gilead" التي تتعاون مع البنتاجون".

وأضاف أن الخبراء الأمريكيين يعملون على تجربة المستحضرات الطبية الجديدة بتجاوز قواعد الأمن الدولية، متابعا: "نتيجة ذلك تخفض الشركات الغربية نفقاتها على إجراء الأبحاث وتكتسب مزايا تنافسية كبيرة".

وتابع كيريلوف “ليست الولايات المتحدة وحدها، ولكن أيضًا عددًا من حلفائها في الناتو ينفذون مشاريع بيولوجية عسكرية على أراضي أوكرانيا. أطلقت القيادة الألمانية برنامجها الوطني للسلامة البيولوجية بشكل مستقل عن واشنطن في عام 2013. وتشارك حوالي 12 دولة في البرنامج، بما في ذلك أوكرانيا”.

واضاف كيريلوف أن هذا الجهد يشمل مؤسسات علمية ألمانية رائدة مثل معهد روبرت كوخ ومعهد الأحياء الدقيقة للقوات المسلحة الألمانية.

وأوضح المسؤول الروسي أنه وفقًا للوثائق التي حصلت عليها موسكو، فقد حصلت الأخيرة على حوالي 3500 عينة من مصل الدم لأشخاص يعيشون في 25 منطقة في أوكرانيا بين عامي 2016 و 2019.

ماريوبول رأس الحربة

إلي ذلك، قال كيريلوف، إن الولايات المتحدة، كجزء من برنامجها البيولوجي العسكري في أوكرانيا، استخدمت ماريوبول كمركز إقليمي للعمل علي مسببات “الكوليرا”.

وقال كيريلوف، "أجرى متخصصون من وزارة الدفاع الروسية العمل مباشرة في معملين بيولوجيين في ماريوبول".

وأضاف: "تم الحصول على أدلة على إتلاف طارئ للوثائق التي تؤكد العمل مع الإدارة العسكرية الأمريكية. ويشير تحليل أولي للوثائق الباقية إلى استخدام ماريوبول كمركز إقليمي لجمع واعتماد مسببات الكوليرا”.

وأشار إلى أن السلالات المختارة أُرسلت إلى مركز الصحة العامة في كييف، الذي عُهد إليه بوظائف إرسال المزيد من المواد الحيوية إلى الولايات المتحدة. وقال كيريلوف: "تم تنفيذ هذا النشاط منذ 2014، وهو ما تؤكده أعمال نقل السلالات".

خبراء يكذبون روسيا

من جانب آخر، ذكرت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية أن خبراء ألمان في مجال الأسلحة البيولوجية اتفقوا على أن إثارة الخوف العام كان الهدف الرئيسي وراء هذه المزاعم، فيما يلمحون إلى "تضليل روسي".

وفي هذا الإطار، أكد جونار يريمياس، الخبير في مراقبة الأسلحة البيولوجية، أن هناك "مختبرات بيولوجية في أوكرانيا تدعمها الولايات المتحدة وألمانيا أيضا، لكن الأبحاث التي أُجريت ليست سرية، ويتسم الأمر بشفافية كبيرة".

بدوره، يؤكد جون جيلبرت، المفتش الأمريكي السابق في مجال الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، أن المزاعم الروسية ليست سوى "أكاذيب متعمدة وتحريف للحقائقق".

قال جيلبرت إنه في مطلع تسعينيات القرن الماضي عملت الحكومة الأمريكية مع عدد من المختبرات البيولوجية في دول سوفياتية سابقة كجزء من برنامج "نون – لوجار" التعاوني لتفكيك أسلحة الدمار الشامل والسيطرة على تهديد المواد الانشطارية بدول المعسكر السوفيتي السابق، وإيقاف عمل مخزون الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية في هذه الدول. وأضاف بأن الولايات المتحدة "قامت بتمويل عدد من المشاريع عبر هذا البرنامج الذي شمل على إجراء أبحاث حول مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، في محاولة لمعرفة مسببات الأمراض وكيفية انتشارها". وشدد على أن روسيا كانت "على دراية بالأمر".

وأشار الخبير البريطاني ريشارد جوثري إن روسيا تروج بشكل مكثف لشائعات حول امتلاك أوكرانيا مختبرات أسلحة بيولوجية في إطار حملات دعائية لتبرير الحرب، ومع ذلك لم تلجأ موسكو رغم إثارتها لهذه القضية داخل مجلس الأمن الدولي، إلى الإشارة – حتى الآن – للمادة السادسة من معاهدة الأسلحة البيولوجية التي تسمح لأي دولة بتقديم شكوى إلى المجلس، إذا اشتبهت في انتهاك دولة أخرى لهذه المعاهدة.