الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا بعد استشهاد شيرين أبو عاقلة؟

فتحي حسين
فتحي حسين

لم تفلح استغاثات زملاء الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بفلسطين المحتلة، في إنقاذ حياتها بعد أن طالتها رصاصة في رأسها أثناء تغطيتها لأحداث الانتهاك الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، فقد كانوا يصيحون بالاستغاثة: "إسعاف إسعاف بسرعة"، لكن كان للقدر كلمة أخرى وتوفيت في الحال، بالرغم من ارتدائها لقميص صحفي واقٍ من الرصاص، إلا أن اليد الغادرة الإسرائيلية الملوثة بالدماء قتلتها بدم بارد جدا، لتضيف إليها سجلا آخر من الجرائم التي لا تنتهي بأي حال من الأحوال.

الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة هي مراسلة في غزة بفلسطين والتي تنقل فظائع وجرائم العدوان الإسرائيلي للعالم كله، لكي يعرف حقيقة الأمر وما يفعله الكيان الإسرائيلي الغاصب بحق أشقائنا في فلسطينن ولكي ترى دول العالم العربي المطبع مع هذا الكيان الإسرائيلي حقيقته وبشاعته وحقارته في الوقت نفسه!

وجرائم الكيان الإسرائيلي الغاصب ضد الإعلام والصحفيين لا تنتهي منذ سنوات طويلة حتى لا ينقلوا الحقيقة إلى العالم من حولنا ويظهرون في الوقت نفسه مدى بشاعة الكيان الإسرائيلي البشع في تكميم الأفواه وعدم إيصال حقيقة الأوضاع الأمنية هناك، ورغبة الكيان اليهودي في قتل كل صوت حر وإخماد الإعلام والصحافة حتى لا تقوم بعملها في إظهار الحقيقة الوحيدة للعالم دون تزييف أو تضليل!

كانت شيرين عاشقة جدا لمصر وأماكنها وشعبها العظيم، وكانت مرشحة لتولي مديرة مكتب قناة الجزيرة القطرية في مصر، بعد عودة المكتب مؤخرا بالقاهرة، ولكن القدر لم يمهلها هذا بعد قتلها.

استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة ليس مجرد استشهاد إعلامية عربية فقط، بل هي سلسلة من بحور الدم تتبعها إسرائيل مع كل من يحاول إظهار الحقيقة والظلم والدكتاتورية الإسرائيلية والتعنت والأعمال الفاضحة للقيادة الإسرائيلية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني الأعزل، وانتهاكها دوما للمسجد الأقصى وقتل الشعب بدم بارد والكيل بمكيالين وإخفاء الحقائق وتضليل العالم والسعي لتحقيق حلمها وأهدافها على حساب جثث وأشلاء الشعوب العربية والإسلامية، وهذا لن يحدث بأي حال من الأحوال. 

وقتل شيرين وغيرها من الصحفيين والإعلاميين لن يزيدنا غير قوة وصلابة في مواجهة الظلم والعنجهية الإسرائيلية والأمريكية من ورائها، ولن يثنينا نحن الإعلاميين عن قول الحقيقة ولو كره الكارهون أو رفض المنافقون.

الصحفي والإعلامي يقوم بدور وطني خطير، ولا يقل في ذلك عن الجندي على الحدود أو في ساحة الحرب والمعارك ضد العدو الذي يريد النيل من أمن البلاد والمواطنين، وقتله بدم بارد هو قتل للحقيقة والصوت الحر والحرية الحقيقية التي لا يريد الظالمون أن تصل إلى شعوب العالم ومن يحكمون العالم من حولنا!! رحم الله الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها وزملاءها وأقاربها وكل صاحب كلمة حرة الصبر والسلوان.