قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه ليس من الخطأ الدعاء بطول العمر ولكن الأصح أن يقول الإنسان «اللهم أحييني مادامت الحياة خيرًا لي، وتوفني ماكانت الوفاة خيرًا لي».
وأضاف“الورداني”في إجابته عن سؤال عبر صفحة دار الإفتاء بـ«فيسبوك»، «هل من الخطأ الدعاء بطول العمر في الصلاة؟، أنه لا يوجد شخص يموت إلا بأجله، منوهًا بأن هناك أمورًا تطيل العمر كصلة الرحم، مُستشهدًا بما ورد عن أَنسٍ رضي اللَّه عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أَحبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزقِهِ ويُنْسأَ لَهُ في أَثرِهِ فَلْيصِلْ رحِمهُ».
وأوضحأنه يمكن للشخص أن يدعو بـ«اللهم أحيني حياة صالحة وبارك لي في عملي وارزقني التوفيق والسداد»، أي يدعو بطول العمر وحسن العمل مع اللطف من الله والعافية، لأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله بطول العمر وصلاح العمر، وذلك حتى لا يصبح الشخص عبئًا على غيره وهو في أرذل العمر.
أمين الفتوى: الدعاء يطيل عمر الإنسان بهذه الطريقة
ورد إلى الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "هل الدعاء يطول العمر لأن أحد الشيوخ قال لي بأن الدعاء بطول العمر ليس له فائدة؟
وأجاب عثمان، أن الشيخ الحنبلي مرعي ابن يوسف تكلم في رسالة له عن مسألة إطالة العمر، وكيف أن الله يطيل العمر؟ وذكر حديث النبي "من أراد أن يبارك له في رزقه وينسأ له في أجله" وبدأ يتكلم عن الجمع بين أن الله قدر الأعمار وبين هذا الحديث.
وتابع: مما ذكر أن الله يقدر عمر فلان خمسين عاما علاوة على عشرة نظير صلة الرحم فهو يوفق لصلة الرحم بمشيئة الله فيفوز بالعمر الطويل، وفسروا الإطالة في العمر بأنها البركة فيه فقد ينتج عالم في عمر صغير ما لم ينتجه آخر في زمن أكبر، فما ما على العبد إلا أن يدعو ويصل رحمه ويعلم أن ما قدره الله سيكون بمشيئته.
الدعاء قد يستجاب.. الإفتاء: الدعاء على النفس والولد حرام
حكم الدعاء على النفس والولد والمال.. سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية.
أوضحت الدار في فتوى لها ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يدعو الإنسان على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلمٌ وأبو داود واللفظ له.
وأضافت: قال الإمام عبد الحميد الشرواني في حاشيته على "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (8/ 374، ط. المكتبة التجارية الكبرى بمصر): [وَيُكْرَهُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى وَلَدِهِ، أَوْ نَفْسِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ خَدَمِهِ؛ لِخَبَرِ مُسْلِمٍ.. وَأَمَّا خَبَرُ: «إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ» فَضَعِيفٌ. "نِهَايَةٌ" وَ"مُغْنِي". قَالَ الرَّشِيدِيُّ: وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالدُّعَاءِ الدُّعَاءُ بِنَحْوِ الْمَوْتِ، وَأَنَّ مَحَلَّ الْكَرَاهَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ؛ كَالتَّأْدِيبِ وَنَحْوِهِ، وَإِلا فَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ بِلا حَاجَةٍ لا يَجُوزُ عَلَى الْوَلَدِ وَالْخَادِمِ] اهـ.
وعليه: فيحرم الدعاء على النفس أو الولد أو الخدم أو المال من غير حاجةٍ، وإذا كانت هناك حاجة؛ كالتأديب ونحوه، فإن ذلك يكون مكروهًا، مع مظنة استجابة الدعاء في الحالتين.
قالت دار الإفتاء المصرية إن الاعتداء على الأطقم الطبية حرام، ويأثم فاعله شرعًا، ولا يُعْذَر في اعتدائه؛ فالطبيب لا يملك إلَّا فعل الأسباب، أَمَّا الشفاء فلا يملكه إلا الله عز وجل.
واستشهدت الدار بقوله تعالى: على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:80]؛ فيجب أن يلتزم أهل المريض بضبط النَّفْس عند التعامل مع الأطقم الطبية، وعلى الطبيب أيضًا طمأنةُ أهل المريض والتخفيف عنهم ومراعاة الظَّرْف الاستثنائي الذي تمر به بلدنا الحبيب.
هل التعوذ من الشيطان أثناء الصلاة من أجل عدم السرحان أمر جائز؟.. سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية.
وأوضحت الدار في فتوى لها، أنه يستحب الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان عند وسوسته في أثناء الصلاة، وذلك لتحصيل الخشوع في الصلاة؛ فعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي؛ يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي. أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".