الأفراح تتجدد في رحاب آل البيت
القصبي وجمعة يتقدمون وفد الصوفية لافتتاح لزيارة مقام الحسين
شيخ الرفاعية : ما رأيناه مفخرة وترسيخ لدولة قادرة على العبور للجمهورية الجديدة
شيخ التسقيانية يدعو للحفاظ على الإرث والمكتسبات وتفويت الفرصة أمام دعوات التشدد
باحث صوفي يدعو لإحياء آداب زيارة أضرحة الأولياء
افتتح صباح أمس الأحد وفد مشايخ الطرق الصوفية وأعضاء المشيخة العامة والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ضريح ومقام الإمام الحسين بن علي رضي اللّه عنهما بالتزامن مع بدء تنفيذ قرار وزارة الأوقاف بفتح الأضرحة والمقامات وإلغاء التدابير الاحترازية التي طبقت في مارس 2020، لتجنب تفشي جائحة كورونا المستجد والتي ترتب عليها إغلاق الأضرحة ومنع الاحتفالات بموالد آل البيت على مدى عامين.
وضم وفد المشيخة العامة للطرق الصوفية مجموعة من المشايخ من بينهم عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور علي جمعة شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية والشيخ علاء ماضي أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، ومحمود الشريف نقيب الأشراف.
وحرص الوفد على مشاهدة المقتنيات الخاصة بمقام الإمام الحسين، وأداء ركعتين تحية المسجد والاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم ثم جزء من قصائد المديح ثم الاستماع الى شرح حول مقتنيات سيدنا الحسين وذلك في ختام زيارة الوفد .
مصر قادرة على تخطي كافة العقبات
وأشاد الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية بقرار الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف بإعادة إعمار المساجد وأضرحة ومقامات آل البيت بصورة طبيعية وأجواء ما قبل جائحة كورونا المستجد، مشيراً إلى أن ذلك رسالة قوية من الدولة المصرية التي تمكنت بفضل الله من تخطي الجائحة وهي أيضا قادرة على العبور بسلام إلى الجمهورية الجديدة منتصرة على الإرهاب والظروف الاقتصادية العالمية.
رسالة تقدير وإجلال للرئيس السيسي
وقال الرفاعي في تصريحات خاصة لـ صدى البلد اليوم :" أبعث برسالة محبة وتقدير وإجلال إلى القائد والرئيس عبدالفتاح السيسي على ما يبذله من جهود جبارة لإعادة تأهيل وتطوير أضرحة ومقامات آل البيت، وهو ما شاهدناه في ضريح سيدنا الحسين من مفخرة وعظمة قامت بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الأوقاف في عشرين يوما فقط، وأيضا ما يبذل في أروقة مسجد وضريح ستنا السيدة زينب الآن"، داعياً المولى تبارك وتعالى أن يوفق مصر ورئيسها إلى ما فيه عزة وسلام وأمان.
وأوضح الرفاعي أن قرار وزير الأوقاف بالعودة إلى أجواء ما قبل كورونا يكشف عن الاهتمام العظيم الذي توليه الدولة المصرية من اهتمام بالطرق الصوفية ومحبي آل البيت لما تمثله من وسطية وسماحة الدين الإسلامي، مؤكدا أن مصر قادرة على تخطي كافة العقبات الاقتصادية والاجتماعية والصحية بفضل الله تبارك وتعالى بعدما نجحت في التعامل باحترافية شديدة مع الوضع الصحي الذي فرضه فيروس كورونا على العالم.
ووجه الرفاعي رسالة إلى رئيس الجمهورية بشأن الأحداث والتحديات الراهنة قائلاً:" سر على بركة الله سيادة الرئيس فالشعب المصري خلفك وقادر على مواصلة مشوار الجمهورية الجديدة والعبور إليها مهما كلفه الأمر من تحمل وصبر، فالشعب المصري قادر بفضل الله على تخطي أي عقبة أو مرحلة مهما بلغت صعوبتها".
دعوة للحفاظ كإرث
أشاد الشيخ أحمد إبراهيم التسقياني شيخ الطريقة التسقيانية الأحمدية، بالمستوى الذي ظهر عليه عودة ضريح ومقام الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما بمدينة القاهرة، مشيراً إلى أن مشايخ الطرق الصوفية عاشوا حالة من الفرحة والسعادة الغامرة بما وجدوه صباح أمس من حفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز.
وقال التسقياني في تصريح خاص لـ صدى البلد :" إعادة فتح المقامات والأضرحة وعودة الحياة إلى طبيعتها رسالة بأن مصر قد ودعت أزمة الجائحة، وستكون بمثابة فتحة خير على مصر وأهلها جميعا"، مشيراً إلى أن هناك تنسيق جرى على أعلى مستوى بين وزارة الأوقاف برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وشيخ مشايخ الطرق الصوفية عبدالهادي القصبي، وشيخا الطريقة الصديقية والهاشمية وعضوا اللجنة الدينية بمجلس النواب الدكتور علي جمعة والدكتور محمد أبو هاشم بشأن عودة الاحتفالات والحضرات والدروس الدينية بشكل الطبيعي وهو الأمر الذي ظهرت بوادره بإعادة فتح ضريح ومقام الإمام الحسين رضي الله عنه.
وأوضح شيخ التسقيانية أن جهود الدولة لإعادة إحياء إرث عظيم سواء مقامات آل البيت من مقام سيدنا الحسين مروراً بما يتم العمل حالياً بمقام السيدة زينب رضي الله عنها وسائر مساجد آل البيت والأولياء أمر يدعو الجميع لأن يحافظوا على هذه الطفرة وهذا الإرث وأن يلتزم الجميع بالضوابط وتفويت الفرصة أمام الداعين لأي تشدد أو إغلاق وغيره من المسائل.
واختتم رسالته للمريدين ومحبي آل البيت قائلا:" حافظوا على المقامات وعليكم التحلي بالنظام والحفاظ على المكتسبات خلال الأعوام المقبلة".
آداب زيارة أضرحة الأولياء
فيما دعا الباحث المتخصص في الشأن الصوفي مصطفى زايد إلى إحياء آداب زيارة الأضرحة، حيث النيّة الصالحة، والقصد فيها القربة إلى الله جلّ وعلا ونوال مرضاته، وعقد القلب على محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الأطهار وأولياء الله الأبرار، مقروناً ذلك بأمل وثيق في شفاعتهم.
وتابع: الغسل والوضوء قبل الذهاب إلى المقام ، والدخول على طهارة وبثياب نظيفة، الاستغفار مع حضور القلب قبل الدخول حتى يدخل بطهارة باطنية كما دخل بطهارة ظاهرية، والوقوف على باب الضريح والاستئذان بالدخول مع قراءة الفواتح لمشايخنا فى الطريق.
كذلك : خلع النعلين عند الدخول والدخول بالقدم اليمين فى أدب وسكينة وهدوء، ثم تسلم على الولى وتقول: السلام عليكم أيها الولى ورحمة الله وبركاته أنتم السابقون وإنا بكم إن شاء الله لاحقون، ثم تقرأ ما تيسر لك من القرآن الكريم.
واختتم بإهداء ثواب القرآن، فتقول: الـلـهـمّ اجعل ثوابها فى صحيفة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وثواب مثل ذلك لأرواح أبينا آدم وأمنا السيدة حواء ومن ولدا من الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وثواب مثل ذلك لآل بيت النبي وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته أجمعين رضي الله عنهم وعنا ونفعنا بهم دنيا وأخرى وألحقنا بهم فى الدارين آمين وثواب مثل ذلك فى صحيفة هذا الولي وإلى من تحب، ثم الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تدعو الله بما يفتح عليك عند المقام حيث تبسط يدك إلى السماء طالباً من الله حاجتك الدنيوية والأخروية مستقبلا ضريح الولى فيُؤَمِّنْ الولي على دعائك ، وتختم دعاءك بقولك : ] يا إلهى بحق وليك هذا فرّج كربى وهمى فى الدنيا والآخرة وارحم اللهم صاحب هذا المقام وعمه باللطف والإكرام واستجب دعائىى اللهم بحق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبسر ثواب الفاتحة، ثم تقرا الفاتحة لصاحب المقام وتطلب الإذن بالانصراف وتقول : حضرتكم يا سيدى لا يُمل منها لكنى ذو حاجة وهمتى قصرت وضعفت ومرادى أن انصرف من عند مقامكم .
وشدد على أنه عند الانصراف تخرج القهقرى دون أن تعطى ظهرك للولى.
عودة إلى ما قبل كورونا
وفي الثامن من مايو الجاري، أعادت الدولة المصرية فتح المساجد والأضرحة بصورة طبيعية وأجواء ما قبل مارس 2020، حيث أشار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إلى أن البعض قد يتساءل عن سر توقيت بعض القرارات، وعن سر توقيت قرار عودة المساجد إلى طبيعتها قبل الغلق ولماذا الآن؟ قائلاً : هو تقدير متخذ أو متخذي القرار للمصلحة ، فعندما وجه سيادة الرئيس بتكثيف العمل بمسجد الإمام الحسين ليكون افتتاحه في أول يوم من أيام الشهر الفضيل ، وكان ذلك يتطلب غلق المسجد هذه الفترة حتى تتمكن فرق العمل المكثف من إنجاز المهام في الوقت المحدد ، قيل : وهل هذا هو التوقيت المناسب لمثل هذا القرار ؟ وكيف يغلق مسجد الإمام الحسين في هذا الشهر الفضيل ؟ دون أن يدرك من تحدث أن ذلك إنما كان لإعداد المسجد على أفضل صورة قبل بداية الشهر الفضيل وهو ما تم بفضل الله تعالى وأقيمت الصلاة فيه طوال الشهر الفضيل ، و قد اعتدنا أن نعلن الإنجازات حين افتتاحها وليس عند تدشينها تحقيقًا لأعلى درجات المصداقية والتحول من الوعود إلى الإنجازات.
وفيما يتصل بفتح المساجد فتحا كليًّا في هذا التوقيت، قال، إن اللجنة المختصة بإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية كانت ترى التريث حتى نهاية الشهر الفضيل ومرور أيام العيد بخير ، نظرًا لما يصاحب هذه المواسم والأعياد الدينية عادة من مزيد اختلاط.
وتابع: قالت اللجنة في حينه سننظر الأمر وتطوراته خلال شهر رمضان وأيام العيد، فإن مر الأمر بخير سنتجه نحو فتح الحياة العامة بما فيها كل الأمور المتصلة بدور العبادة ، وهو ما تم بفضل الله (عز وجل) فصبرنا قليلا من الوقت لنعبر بفضل الله بالأمر إلى بر الأمان وهو ما تم بفضل الله و عونه.