- ولد البطل مهران فى بورسعيد فى 6 ستمبر 1938بحي العرب
- ضحى بعينيه فداء لوطنه ليقضي باقي رحلته فى الدنيا كفيف
- تولى تشكيل الحرس الوطني فى بورسعيد ضمن الفدائين لمواجهة العدوان الثلاثي في 1956
- طلب منه الاحتلال سب مصر ورئيسها فواجههم بقوله تعيش مصر حرة كريمة ويحيا عبدالناصر سنهزمكم ونقتلكم
- زاره عبد الناصر و المشير واخبره بانه اصبح بطلًا ومثالًا وقدوة ليس لكل المصريين فقط، ولكن لكل العرب
- كرمه الرئيس السيسي واعاده للعمل بمتحف بورسعيد الحربى وامر بتكليف مجند مرافق له مدى الحياة
فى مثل هذا اليوم من العام المنقضي وتحديدا فى العاشر من مايو 2021 رحل عن عالمنا ابن بورسعيد البطل الفدائى محمد مهران أحد اهم رموز المقاومة الشعبية فى بورسعيد عام 56 وقت مواجهة قوى العدوان الثلاثي الغاشم .
رفض البطل الفدائى الراجل ابن بورسعيد البوح بأسرار قوات المقاومة من اعداد وعتاد وضحى بعينيه فداء لوطنه ليقضي باقي رحلته فى الدنيا كفيف .
وفى ذكرى رحيله الاولي تنشر صدى البلد قصة بطولته التى خطتها كتب التاريخ المصرى المعاصر وتوارثها الاجيال كرمز من رموز الوطنية المصرية و الفداء و التضحية للذود و الدفاع عن تراب مصر .
ولد البطل محمد مهران فى 6 سبتمبر 1938بحي العرب فى محافظة بورسعيد.
تولى مهران تشكيل الحرس الوطني فى بورسعيد ضمن الفدائيين لمواجهة العدوان الثلاثي في 1956، حيث تولت القيادة المصرية تدريب الفدائيين الشباب، للدفاع عن بورسعيد الباسلة، وانضم مهران إلى معسكر التدريب، وتولى قيادة السرية الثانية للكتيبة الأولى وكان عمره في ذلك الوقت 18 سنة.
كلف مهران ورفاقه بالدفاع عن مطار بورسعيد ومنطقة الجميل غرب المحافظة في نوفمبر 1956، حيث كانت منطقة مستهدفة يسقط عليها جنود العدوان الثلاثي بالبراشوت لدخول بورسعيد، كما كان العدو يلقي بالقنابل والنابلم «البودرة الحارقة» وضرب الكباري والطرق المؤدية لبورسعيد وغيرها من الطائرات عليها.
تمكن البطل الراحل محمد مهران ورفاقه الأبطال من التعامل معهم بالبنادق والرشاشات من حفرة، وقتلوا العديد منهم فاكتشف العدو حفرة الأبطال فهاجموهم واستشهد البطل محمد أحمد، وقاومهم البطل مهران بطلقات متتالية وينتقل من حفرة لأخرى، حتى أصيب في رأسه وسقط على الأرض مغشيا عليه، وتم أسره في منطقة الجميل، وطلب منهم شربة ماء فسخروا منه «لما لم يحضرها لك عبدالناصر»، فرد عليهم الماء هو مصري وملك لنا فركله الجندي بقدمه، وحاول مهران خطف البندقية، لكن جندي آخر ألقى عليه قنبلة فوق قدمه فأصيب.
شكل الاحتلال الإنجليزي محاكمة صورية للبطل الراحل مهران وخيروه بتقديم معلومات عن بورسعيد والفدائيين وأماكنهم وعدد الكتائب والسرايا وأنواع الأسلحة ويتكلم في التليفزيون، ويقول إن شعب بورسعيد سعيد جدا بوجود القوات البريطانية فوق أرضه، وإن مصر كلها تكره عبدالناصر والقيادة المصرية، أو أن يفقد عينيه، فردد «خذوا ما شئتم.. انزعوا عيني، لكن والله لن تنزعوا وطنيتي، ولن تنالوا من حبي لوطني الذي يسري في دمائي ودماء كل المصريين».
تم نقل البطل محمد مهران إلى مطار لارنكا، ثم مستشفى القوات البريطانية في قبرص، وهناك وجد في استقباله 4 أفراد، كانت مهمتهم تعذيب البطل، وكان بين كل برنامج تعذيب يحضر طبيب ويقول للبطل «تحدث حتى ترتاح من العذاب.. لقد تعبنا من تعذيبك وأنا هنا وسيط بينك وبين القيادة البريطانية، بدلًا من أن أنزع عينيك الاثنتين، فإذا تحدثت سوف أترك لك عينًا واحدة، لكي ترى بها وآخذ العين الثانية إلى ضابط إنجليزي فقد عينيه عندكم في بورسعيد.
وواصل الاحتلال تعذيب البطل مهران، وشعر أنه سيفارق الحياة ووافق بيده وأمام كاميرات التلفزيون، قال «تعيش مصر حرة كريمة ويحيا عبدالناصر سنهزمكم ونقتلكم» فغمر الارتباك كل الحاضرين وقطع الصوت وضربت الكاميرات، واستكملوا تعذيبه ثم اقتلعوا عينه دون رحمة ونقلوه إلى بورسعيد.
عرف كمال رفعت أحد الضباط الأحرار بوصول البطل مهران، مع جنود العدو بكازينو بالاس مقر القيادة البريطانية ببورسعيد، وقام باختطافه ونقله إلى المستشفى العسكري بكوبري القبة بمحافظة القاهرة.
زاره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالمستشفى، وقام بصحبة المشير عبدالحكيم عامر ونخبة من رجالات الدولة، وبعد سرد مهران القصة له وعبارة البريطانيين، أن «مهران سيكون عبرة لكل المصريين»، قال عبدالناصر بل أصبحت بطلًا ومثالًا وقدوة ليس لكل المصريين فقط، ولكن لكل العرب، فأنت مثال للبطولة والتضحية يا مهران.
رفضت فتاة الارتباط بالضباط البريطاني الذي أخذ عين البطل مهران، واحتقرت ما قام به من عمل خسيس، وأشادت بوطنية البطل محمد مهران.
كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإعادته لعمله بالشئون المعنوية بالمتحف الحربي تكريما له بعد استبعاده، ومنحه تأشيرة أداء فريضة الحج على نفقة القوات المسلحة، وإبقاء الحارس الشخصي المرافق له مدى الحياة، وتقديم هدية عينية له، وتسمية أحد مشروعات الإسكان مؤخرا باسمه، عرفانا وتقديرا بدوره البطولي والفدائي.
من الله على البطل الراحل عقب زواجه بابنتين «أميمة» وهي طبيبة، و«نسرين» مهندسة.
كان مهران ايقونة للنضال و الفداء قبل فقد عينيه و رمز للتضحية للذود و الدفاع عن أرض الوطن عقب فقدها و ايقونة للوطنية خلال رحلته بالدنيا وحتى بعد وفاته الذي خرج الالاف من أهالي بورسعيد بمختلف أعمارهم فى جنازة عسكرية شعبية لوداعه الي مثواه الأخير .
رحم الله الفدائي البطل ابن بورسعيد فى الذكرى الأولى لرحيله ليظل ايقونة للنضال و الوطنية يتوارثها الأجيال من أبناء الوطن ورحم شهداء مصر