رغم حرمانها من نعمة البصر، إلا أن الله حباها بنعمة البصيرة، فمنذ نعومة أظافرها، ولدت بمرض في العينين أفقدها فيما بعد نور عينيها، ولكن أسرتها لم تقف مكتوفة الأيدى، حتى وضعتها على طريق النور من جديد، لتحفظ آيات الله البينات.
حنان قرني عويس 22 سنة بنت قرية باها التابعة لمركز بني سويف والتي تحفظ القرآن الكريم كاملا بعد فقدها حاسة البصر بعد الشهادة الإعدادية ، بدأت معاناتها فى وقت مبكر، بعد مرورها بظروف صحية منذ الولادة، فولدت ضعيفة البصر .
مرت حنان بأيام قاسية، ورحلات علاج كثيرة، ، وفى تلك الأونة كانت تبصر،لتصاب بعدها بعمى كامل وتفقد البصر.
عاشت حنان أيامها، بحب وحنان أسرتها، التى كانت النبراس الذى يضئ لها الطريق، حتى استطاعت حفظ القران الكريم علي يد خالها الشيخ حسين وبعد ذلك التحقت بمدرسة القران الكريم علي يد الشيخ حمادة رمضان وحصلت حنان علي الشهادة الإعدادية فقط ثم تفرغت لحفظ القران .
توضح حنان ، أنها تحب الاستماع إلى أصوات قراء القران الكريم ومنهم الشيخ فارس عباد والشيخ عبدالرحمن السديس، وغيرهم من شيوخ القرآن الكريم بمصر،والعالم الإسلامي حيث تعتمد عليهم لمراجعة القرآن يوميا لعدم النسيان، وتقول أتمني ان استمر في طريق القرآن دائما ولا أحيد عنه مهما كان .
وتقول حنان لي 3 إخوة منهم اخي الاصغر مني يمر بنفس ظروفي وفقد بصره اما اخوتي الكبار فيبصرون والحمد لله.
وتقول والدة حنان ، إن عائلتها تعمل على تشجيعها باستمرار، وتدعمها بكل ما أوتيت من قوة، ودعمها وحثها للمشاركة فى المسابقات المختلفة، حتى لا تشعر فى أى يوم بإعاقتها، حتى أنها استطاعت الحفظ فى وقت قصير، وتم تكريمها فى العديد من المحافل والمسابقات.
وتؤكد الأم، أن ابنتها تحتاج بالفعل إلى عناية خاصة، ولكنها لا تظهر ذلك، حتى لا تشعر بأنها مختلفة عن باقى جيلها ، لافتة إلى أن حنان تستوعب الحفظ بشكل سريع، ولها كاريزما، وحياة مستقلة فى المنزل، من أجل الحفظ وتلاوة آيات القرآن الكريم.
وتشير والدتها إلي أن حنان وجدت صعوبات ومعاناة في البداية الأمر الذى جعلهم في المنزل أول الداعمين لها، حتى تستطيع أن تبرز إمكانيتها فى مجال حفظ القرآن الكريم، فبعد فقدها نور البصر، منحها الله نور البصيرة.