الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات التشريعية.. هل تعيد الحياة للبنان

منى احمد
منى احمد

بين الرغبة في الخروج من عنق الزجاجة والأمل في تخطي المرحلة الأصعب في تاريخ لبنان بعد الحرب الأهلية يخوض اللبنانيون ماراثونا لاختيار برلمان جديد تنتظره مهام جسام في محاولة  لإنقاذ البلد الغارق في أزمات مركبة.

 

يتطلع اللبنانيون الي التغيير وسط حالة من الإحباط  للوضع الذي ال اليه  المشهد العام وخاصة الاقتصادي للبلاد  لكنهم يدركون ان الشعارات الشعبوية والوعود الانتخابية المليئة بالأمل  والرغبة في التغيير ومكافحة الفساد  ماهي الا وعود براقة من القوي التقليدية والتي  تتكرر مع كل استحقاق انتخابي لا يلقي بظلاله علي ارض الواقع وغالبا ما يذهب ادراج الرياح  وإلا ما كانت للبنان ان تصل لهذا الوضع الصعب من الانهيار فالأمر كله مرتهن بالأوضاع الإقليمية والصراع علي النفوذ.

 

وتتنافس الكتل السياسية في لبنان  على 128 مقعدا في البرلمان التشريعي يتقاسمها المسلمين المؤلفين من سنة وشيعة وعلويين ودروز والطوائف المسيحية المكونة من موارنة روم كاثوليك وروم أرثوذكس وإنجيليون أرمن كاثوليك وأرمن أرثوذكس.

 

أبرز الأطراف الفاعلة في المشهد الانتخابي يمثلها المكون السني والذي تأثر بعزوف تيار المستقبل بزعامة الشيخ سعد الحريري واعلانه تعليق النشاط السياسي وعدم خوض الانتخابات التشريعية مما يمكن ان يخل بخريطة التوازنات الطائفية والحزبية فتيار المستقبل هو القوي السنية الضاربة علي الساحة اللبنانية والذي يمكن ان يؤدي انسحابها من المعادلة السياسية الي الاخلال بقواعد اللعبة وواقع غير مسبوق بغياب ابرز قيادات المكون السني. 

 

هذا الأمر قد يهدد بعزوف الكتلة التصويتية السنية عن التصويت وهو ما دفع القوي السياسية لحث مفتي البلاد الي دعوة المواطنين لوجوب المشاركة السياسية.  

 

ظروف كلها تصب في مصلحة الجانب الشيعي الذي يمثله حزب الله وحركة امل ويخوض المعركة الانتخابية في ظل غياب وتراجع سني إضافة الي غياب وتفكك قوى المعارضة السياسية التي افرزتها انتفاضة 2019 ويمثلها تيار حراك انتفاضة 17 تشرين لكنه لم ينجح في تنظيم ونسج ائتلاف موحد لملء الفراغ الذي تركه فشل القوي التقليدية إضافة إلى عجزهم عن  تمويل حملاتهم الانتخابية لكنهم يعولون علي مشاركة الشباب  والتصويت لصالحهم  فهل يمكن أن تصبح قوي انتفاضة 17 تشرين قوة سياسية وازنة داخل المجلس النيابي القادم.

 

ورغم ذلك يواجه حزب الله وحركة أمل أصحاب السطوة السياسية والعسكرية النظرة السلبية لرجل الشارع الذي يري فيهما رموزا لازمات متلاحقة وأسماء ووجوه كانت موجودة في المجالس النيابية السابقة ولم تستطع ان تقدم رؤية تنقذ البلاد من النفق المظلم فالشعب اللبناني يدرك ان العناوين المرفوعة لن تغير الواقع الذي وصلت اليه البلاد.

 

أما في الساحة الدرزية ويتزعمها وليد حنبلاط الذي يرغب في الحصول علي اكبر عدد من المقاعد في ظل التحديات التي تواجه السنة والشيعة علي حد سواء من خلال اللعب علي وتر الإرث التاريخي للدروز . 

 

أما عن الجانب المسيحي فالصراع بين مرشحي القوى التقليدية وابرزها التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل والذي يحظى بشعبية كبيرة لكن هل ينجح في ظل المنافسة الشديدة ومواجهة حزب القوات والكتائب وقوى المعارضة.

 

المشهد اللبناني غامض والشعب اللبناني في مأزق تاريخي ومسارات مفتوحة على جميع الاحتمالات  فهل تستطيع الانتخابات اللبنانية ان تكون كلمة السر لحلحلة الازمة اللبنانية وإحداث تغيير جذري في أوساط الطبقة الحاكمة في بيروت بضخ دماء جديدة تكون قادرة علي القيام بإصلاحات اقتصادية باليات لن تكون سهلة التطبيق فلبنان يحتاج الي ما يشبه المعجزة لكن ليست بالمستحيلة والذي نتمنى أن يعود كما كان.