كليات القمة وهم أم حقيقة ؟
خبراء التعليم:
الموروث ثقافي عن الثانوية العامة تسبب في الكثير من الحوداث
الطاقة والمياه ونظم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات مجالات يطلبها سوق العمل
مجاميع الطلاب المرتفعة في السنوات الماضية لم تكن تعبر عن المستوي الحقيقي
كليات القمة.. حقيقة أم وهم سؤال يشغل بال كل أسرة يخوض أبنائها مارثون الثانوية العامة ، وهناك مفاهيم ومعتقدات تغلغلت وسادت فى الأذهان لعقود طويلة عنوانها كليات القمة، بالنسبة لطلاب العلمي علوم تكون كليات القمة هى الطب وطب الأسنان والصيدلة وطب العلاج الطبيعي، وفي الشعبة الأدبية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الإعلام والألسن والآثار، وبالنسبة لطلاب العلمي رياضة كلية الهندسة والحاسبات والمعلومات والتخطيط العمراني.
خبراء التعليم أكدوا أن المجتمع يحتاج لكل التخصصات وجميع المهن وليست هناك كلية أو مهنة فى القمة وأخرى فى القاع ولايعنى دخول الطالب كلية معينة بلوغه القمة حتى لو فشل فيها ..فربما يلتحق بكلية مجموعها منخفض وينبغ فيها حتى يلامس نبوغه السحاب .
قال الدكتور ماجد ابو العينين عميد كلية التربية بجامعة عين شمس السابق، إن الثانوية العامة ليست نهاية العالم، إنما مجرد خطوة في رحلة تعليمية طويلة، فمن لم يحالفه الحظ فى الحصول على نتيجة مرضية فهذا لا يعنى أن الدنيا قد انتهت، ولكن قد تكون البداية التى تضعك على الطريق الصحيح.
وأشار ماجد أبو العينين إلى أن مشكلة المجتمع لا تكمن فى المجموع البسيط ولكن فيما ترسب فى العقول من قديم الزمان بشأن الركض وراء كليات الطب والهندسة، لاسيما أن هذه الكليات لا يلتحق بها إلا أوائل الثانوية العامة وأصحاب النتائج المرتفعة.
وأوضح عميد كلية التربية السابق أننا لدينا موروث ثقافي نتناقله جيلا بعد آخر وللأسف الثانوية العامة رسخت بداخل كل أسرة مصرية عقدة هائلة وخوفا وقلقا وأموالا تدخر لأجلها، لأنها جسر العبور للمستقبل، إلى كلية يكون فيها الطالب أو لا يكون.
وأكد أن مع التطور الهائل في كافة المجالات أظهر احتياجات إلى جانب الطب والهندسة، وهي تخصصات بات يتطلبها سوق العمل منها مجالات الطاقة والمياه ونظم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات واللغات بكل أنواعها، فمصر اليوم تطل على العالم كله من نافذة واسعة وسيلة التواصل الجيد فيها هو اللغات.
ومن جانبه أكد الدكتور الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي ارتباط التعليم ارتباطا شديدا بسوق العمل مناشدًا الطلاب بعدم التطلع لكليات القمة في المطلق أو لمجرد تلبية رغبة أولياء الأمور وعلى الطرفين إعادة النظر في اختيار الكلية على أن يكون نصب عينيهم التخصصات الحديثة والاحتياجات الجديدة للدولة حتى يجد الطالب لنفسه فرصة عمل في مجاله بعد التخرج .
وأشار الدكتور تامر شوقي أن مجاميع الطلاب المرتفعة في السنوات الماضية لم تكن تعبر عن المستوي الحقيقي لهم، لأنها كانت تعتمد على الحفظ والتلقين وبالتالي أي طالب حصل على إجابات عن طريق الغش تمكن من تحصيل درجات مرتفعة وبناء على ذلك بات المجموع مقياس غير حقيقي لمستوى الطلاب على عكس الآن وبالتحديد دفعة الثانوية العامة 2021 فمجموع الطلاب يعبر عن مستواهم الحقيقي لأن الطالب الذي ترك الحفظ والتلقين واعتمد على الفهم والإدراك هو فقط من تمكن من الإجابة في الامتحانات .
وأضاف استاذ علم النفس التربوي أن عدم تعاطف الاباء والمقربين هي وراء ما نقراءه من حوادث بعد اعلان نتائج الثانوية العامةلافتا أن تدخل العاطفة في هذه المرحلة العامل الأهم الذي يدفع الطالب الي بدء حياة جديدة مليئة بالنجاح .
وأوضح استاذ علم النفس التربوي ، أن فرض دراسة معينة علي الطالب في المرحلة الجامعية والإصرار علي التحاقه ببعض الكليات الدراسية التي لا تتماشي مع إمكانياته الذاتية ودوافعه ورغباته الحياتية، قد يعيق النمو العقلي والمعرفي ويعمق من مشكلات سوء التكيف الدراسي والشعور بالاغتراب داخل أسوار الحرم الجامعي، مما يؤدي إلي التعسر الدراسي وتكرار الرسوب أو الفشل العام في الحياة الجامعية.
ومن جانبه قالت الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع أنه يجب أن يتخلص الطالب من وهم كليات القمة إذا كانت لا تتناسب مع موهبته ، حتى اذا حصل الطالب على الدرجات المؤهلة لاحد كليات القمة .
ونوهت الدكتورة سامية الي العديد من المشاهير التحقوا بكليات الطب والهندسة ولم ينجحوا في دراستهم ولكن اصبحوا اكثر شهرة عندما استغلوا موهبتهم الفنية او الرياضية .
وأكد الدكتورة سامية أن كثير من أوائل الثانوية العامة التحقوا بالكليات التي تسمي كليات القمة استجابة لرغبة الأسرة إلا أنهم عانوا من عدم التكيف مع الكلية بالاضافة الي أعباءً نفسية ظلت تلاحقهم طول الحياة .
وفي سياق متصل قال أحمد عطية، تخرج في كلية الهندسة أن الرسم على الجدران هي هوايتي لافتا أن ترك مجال الهندسة من أجل هوايته في الرسم على الجدران والجرافيتي .
وأضافت بسنت محمود طالبة بكلية الحقوق الشعبة الفرنسية انها حصلت علي 97 % في الثانوية العامة ولم أفكر سوي أني أستمر في تحقيق حلمي وأكون مستشارة .