الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمر السنوات وتتعدد الأزمات..90 عاما مصر للطيران تحلق بسماء العالم| إحنا الأصل

90 عاما مصر للطيران
90 عاما مصر للطيران

تحت شعار " تاريخ عريق.. ومستقبل مشرق"، تحتفل الشركة الوطنية مصر للطيران بعيدها الـ 90، حيث تأسست في السابع من مايو عام 1932، لتصبح أول شركة طيران يتم إنشاؤها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وسابع شركة طيران فى العالم. 

وطوال هذه السنوات، ظلت مصر للطيران جزءًا هاما من تاريخ الوطن، حاملة اسم مصر فى سماء العالم على مدار 90 عاما.

وبالتزامن مع احتفال مصر للطيران بالعيد التسعين، نستعرض بعضا من الصفحات المضيئة فى سجلات تاريخ الشركة الوطنية العريقة الناقل الوطني لجمهورية مصر العربية:

من الخطوط الهوائية إلى مصر للطيران

بدأ الكيان الوطني مصر للطيران، عملاقا بأسماء مختلفة وهي "الخطوط الهوائية المصرية"، و"مصر إيرورك"، و"الخطوط الجوية المصرية"، و"الطيران العربية المتحدة"، ليصبح بعدها اسم مصر للطيران يجسد تاريخا ومجهودا مشرفا لأناس شغفهم حب الوطن فحاربوا من أجل إنشاء كيان وطني يجوب سماء العالم حاملا اسم مصر.

طلعت حرب والبدايات الأولى

لا تُذكر بدايات مصر للطيران كفكرة إلا وذكر الأب الروحى والداعم الأكبر لإنشائها الاقتصادى الكبير طلعت حرب باشا، الذى حمل على عاتقه تحقيق حلم المحاولات الفردية لبعض الشباب المصري فى ذلك الوقت بتكوين شركة مصرية للطيران المدنى، وكان على رأس تلك المحاولات حلم كمال علوى فى 1929 الذى سافر إلى باريس وتعلم فنون الطيران واشترى طائرة كانت هى الأولى التى يتم تسجيلها في مصر وحملت حروف التسجيل SU-AAA، وقد أهداها بعد ذلك إلى شركة "مصر للطيران"، ومع نجاح وصول محمد صدقى كأول طيار مصري يصل بطائرته "الأميرة فايزة" من برلين إلى القاهرة فى 26 يناير 1930، جاءت أول خطوة حقيقة فى طريق تأسيس الشركة، بعدما أهدى طائرته أيضا إلى مصر للطيران، حيث تعاون الثلاثة العظام كمال علوى ومحمد صدقى وطلعت حرب لتحقيق الحلم من خلال بنك مصر الذى أسسه طلعت حرب.

المرسوم الملكي بتأسيس مصر للطيران

أثمرت تلك الجهود عن إصدار الملك فؤاد الأول المرسوم الملكي في 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران، وسميت الشركة باسمين، أحدهما باللغة العربية وهو "شركة الخطوط الهوائية المصرية"، والآخر باللغة الإنجليزية وهو "MisrAirwork"، ونص عقد التأسيس على أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم، وتحدد رأسمال الشركة في البداية عشرون ألف جنيه، لتكون النواة الأولى مصرية بالأسهم وبالمؤسسين، فى إشارة واضحة إلى أن الشركة لن تُدار إلا بمصر وبسواعد أبنائها.

بدأت مصر للطيران، بقطاعات التدريب والنزهات الجوية فى مطار ألماظة بطرازات دي هافيلاند دراجون 60، لكن سرعان ما بدأت بتكوين أول نواة لأسطولها، حيث وصلت فى 30 يونيو 1933 إلى مطار ألماظة أول طائرتين من طراز دي هافيلاند دراجون 84 سعة الواحدة أربعة ركاب كنواة للأسطول، وكانت أولى رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح.

رائدات الطيران وخطوط دولية

على صعيد آخر فى أكتوبر من العام نفسه، شهدت مصر دخول أول امرأة مصرية لعالم الطيران بحصول "لطفية النادي" على إجازة طيار خاص تلاها الكثير من السيدات مثل كابتن عزيزة محرم وليندا مسعود ونفيسة الغمراوي وغيرهن.

وبنفس السرعة بدأت الشركة فى إعداد جداول تشغيلها، حيث سيرت رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح وأسوان، وفى العام التالى إلى مدينتي اللد و حيفا بفلسطين.

وقامت مصر للطيران، بتوسيع شبكة خطوطها المحلية والدولية لتشمل بورسعيد والمنيا وأسيوط، ويافا وقبرص وبغداد، وجاءت درة أعمال الشركة فى تلك الفترة تسيير أول رحلة بين كل من جدة والمدينة المنورة فى 1936، فكانت طائرات مصر للطيران أولى الطائرات في العالم التي تهبط في كل من المدينتين.

حرب عالمية والشركة مصرية

ومع الحرب العالمية الثانية عام 1939، بدأت الشركة مرحلة جديدة فى تاريخها، حيث أصبح رأسمالها مصريا بالكامل بعد انسحاب "إير وورك" البريطانية الشريك الأجنبى، وحل المصريون محل البريطانيين لتصبح مصرية خالصة، وانتهى عصر الأجانب تحول اسمها إلى الخطوط الجوية المصرية – Misr Airlines في عام 1941.

وأثبت المصريون براعتهم وكفاءتهم التى تعلو عن البريطانيين، حيث بدأت الورش الفنية في تصنيع طائرات صغيرة لتتدرب عليها أطقم المدفعية البريطانية، وتمكنوا أيضًا من تحويل طائرتين من طرازي أفرو19 وأنسون الحربيتين إلى طائرات ركاب مدنية، ليبهروا الجميع بمن فيهم مالك شركة آير وورك نفسه. هذا بخلاف تحويلهم أيضًا لطائرات "داكوتا" الحربية إلى طائرات ركاب مدنية بورش الشركة بألماظة.

مصر للطيران

وبعد انتهاء الحرب، استمرت مصر للطيران فى تطوير أسطولها، وبحلول يوليو 1946 أصبح الأسطول الجوي المدني المصري يضم 18 طائرة. 

ثم كانت الصفقة الأهم وهى شراء 5 طائرات من طراز "فايكنج" التي تسع 24 راكباً، حيث كانت إيذاناً بالانتقال من عصر الطائرات الصغيرة إلى عصر الطائرات الكبيرة، وهو ما طور أيضاً من مستوى الخدمة المقدمة للركاب، فبدأ لأول مرة ظهور أطقم الضيافة على متن الطائرات.

ثورة 1952.. دماء جديدة فى شريان الشركة

ثم جاءت ثورة 1952 التى أولت اهتماما بمصر للطيران، حيث ساهمت في رأس المال ليرتفع من 300 ألف جنيه إلى مليون جنيه، وتمثلت أولى ثمار هذه المساهمة في إضافة 5 طائرات فايسكاونت ذات المحركات الأربع والمقاعد الاثنين والخمسين. 

كما استقدمت الشركة أول جهاز محاكي لتدريب طياريها عليه لتصبح الأولى والوحيدة في ذلك المجال في هذا الوقت، وصار معهد مصر للطيران قبلة المتدربين والدارسين.

الستينيات وملامح التطوير مع الوحدة العربية

كما شهدت الستينات العديد من ملامح التطوير أيضًا فى مصر للطيران، كان أولها انضمام ثلاث طائرات من طراز دي هافيلاند "كوميت-4C"، ثم تسيير أطول خطوط الشركة منذ نشأتها وهو خط القاهرة / روما / فرانكفورت / زيوريخ / لندن.

بينما كان أهم هذه الملامح إصدار الرئيس جمال عبد الناصر بوصفه رئيس الجمهورية العربية المتحدة، القرار رقم 83 لعام 1960 بتوحيد شركة مصر للطيران ومؤسسة الخطوط الجوية السورية في شركة واحدة تحت اسم "شركة الطيران العربية المتحدة"، إثر الوحدة التى قامت بين مصر وسوريا فى 1958.

وفى عام 1962 أعيد هيكلة الشركة لتصبح الشركة مؤسسة تحت اسم المؤسسة العربية العامة للطيران، وتضم شركات الطيران العربية المتحدة للخطوط الخارجية، ومصر للطيران للخطوط الداخلية، والشركة العامة للخدمات وتموين الطائرات، وشركة الكرنك للسياحة. وفى تلك الأثناء تأسست أسواق مصر للطيران الحرة فى مطار القاهرة وافتتحت فى 1963.

السبعينيات.. صمود ما بعد النكسة

كان لنكسة يونيو 1967 أثر بالغ على اقتصاديات مصر للطيران، ورغم أجوائها الصعبة، إلا أنها استطاعت مواصلة صمودها، وشغلت أول خط مباشر من القاهرة إلى لندن فى 16 يوليو 1970 كأطول خط آنذاك، وذلك بعد عقد مصر للطيران لأولى صفقاتها مع شركة بوينج العالمية لشراء 4 طائرات من طراز B707-320، ثم جاءت نقلة أخرى فى تاريخ الشركة فى 1971 بصدور القرار الجمهوري بإنشاء الهيئة المصرية العامة للطيران المدني، لتنتقل إليه تبعية مؤسسة مصر للطيران، ولتستعيد مرة أخرى اسمها الذي أنشئت به "مصر للطيران"، كما تم إنشاء الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهيئة ميناء القاهرة الجوي، والمعهد القومي للتدريب على أعمال الطيران.

20 عاما من الذهب.. عصر فهيم ريان

في عام 1980 أصبح المهندس محمد فهيم ريان مفوضًا عامًا لمصر للطيران ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها فى 1981 وحتي عام 2002، شهدت خلالها مصر للطيران عدة نجاحات، زاد الأسطول بشكل لم تشهده مصر للطيران إلا وقتها، فتم شراء 8 طائرات آيرباص (A300-B4) لتغطية أسواق أوروبا والشرق الأوسط، ثم  3 طائرات بعيدة المدى من طراز بوينج 767/200، وتلاها شراء طائرتين من طراز بوينج 767/300.

تلا ذلك شراء 7 طائرات جديدة من طراز  آيرباص (A320-200) وقامت الشركة بشراء 5 طائرات جديدة من طراز بوينج 737/500.

بالإضافة إلى شراء 3 طائرات بوينج 777/200 و3 طائرات آيرباص (A340-200) فائقة المدى لتغطية متطلبات سوقي أمريكا الشمالية واليابان، وتلا ذلك شراء 4 طائرات آيرباص (A321-200) لخدمة سوق الطيران العارض الجديد والواعد.

مصر للطيران - أعوام الوحدة العربية

وفى اتجاه موازٍ، قامت الشركة بتطوير بنيتها التحتية، ففي مجال التدريب تم تزويد مركز التدريب بمحاكيات طائرات البوينج 707 و737 ومحاكيات إيرباص، إضافة إلى محاكيات تدريب أطقم الضيافة على أعمال خدمة الركاب وإجراءات الطوارئ والإخلاء السريع، كما تم إنشاء مجمع هندسي مجهز فنياً بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الدعم الفني للطائرات وملحقاته من هناجر وورش، ووحدات تعمير وإصلاح واختبار المحركات. 

كما شهدت هذه الفترة إنشاء المجمع الإدارى للعاملين بالشركة ومستشفى مصر للطيران على أعلى مستوى خدمى.

هيكلة جديدة.. وانضمام للتحالف العالمى

تم إنشاء أول وزارة للطيران المدني فى عام 2002، وأصبحت مؤسسة مصر للطيران شركة قابضة، تتبع مباشرة وزارة الطيران المدني، وتم تحويل القطاعات التي كانت موجودة في السابق إلى شركات تابعة بدأت بشركة الخطوط الجوية، وشركة الصيانة والأعمال الفنية، وشركة الخدمات الأرضية، وشركة الخدمات الجوية، وشركة الشحن الجوي، وشركة السياحة الكرنك والأسواق الحرة، إضافة إلى شركة الخدمات الطبية. 

وتمثل أول النجاحات فى الثوب الجديد فى حصول الشركة على شهادة “الأيوزا” التي يمنحها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) كأول شركة طيران في أفريقيا والمنطقة والسابعة عشر في العالم تحصل على هذه الشهادة و ذلك فى عام 2004، ثم أُنشأت شركتي إكسبريس للخطوط الداخلية والصناعات المكملة في عام 2006، تلا ذلك تلقى مصر للطيران دعوة من تحالف ستار العالمى للانضمام إليه في عام 2007، وقد انضمت رسميا بالفعل فى يوليو  عام 2008 لتصبح العضو الحادي والعشرين فى أكبر التحالفات العالمية في مجال صناعة النقل الجوي الذي يضم حاليا 26 شركة طيران عالمية تصل إلى 1300 نقطة في 193 مطارا حول العالم.

واكب هذا النجاح العالمى، افتتاح مبنى الركاب رقم 3 الجديد في مطار القاهرة الدولي في شهر ديسمبر عام 2008 والذى أصبح مركزًا لرحلات مصر للطيران وباقي شركات تحالف ستار ليواكب توسعة النشاط وزيادة شبكة خطوطها الجوية.

وتعاقدت مصر للطيران على صفقة شراء 12 طائرة من طراز بوينج 737/800 وصلت خلال عامى 2008 و 2010 فى إطار تطوير أسطولها بما يواكب التغيرات العالمية فى مجال النقل الجوى، تلا ذلك استلام مصر للطيران 6 طائرات فى عامي 2010 و2011 من أحدث الطرازات من طراز البوينج B777-300ER و 4 طائرات من طراز  الآيرباص A330-300.

مصر للطيران


مصر للطيران بين ثورتي 25 يناير و30 يونيو

كانت لثورة 25 يناير 2011 تبعات تأثرت بها الشركة، حيث انخفضت نسبة السياحة بشكل ملحوظ نظرًا لعدم استقرار الأوضاع، وتعرضت الشركة لخسائر كبيرة وصلت فى مجملها إلى 10 مليارات جنيه في 5 سنوات، بسبب انخفاض التشغيل والأحداث السياسية والحروب في المنطقة العربية، والتي أدت إلى إغلاق بعض الخطوط، فقامت مصرللطيران بإطلاق العديد من حملات الترويج السياحى لوفود بعض الدول تنشيطا لحركة السياحة فى محاولة منها لاستعادة نسبة التشغيل على رحلاتها مرة أخرى.

ورغم الفترة التى تلت ذلك من عدم استقرار، بدأت الشركة تتخطى هذه المرحلة بعد ثورة 30 يونيو فى 2013 حين بدأت الشركة فى تطبيق خطتها لتقليل الخسائر وترشيد النفقات والتى أتت ثمارها فى العام المالى 2014-2015، حيث تم تخفيض حجم الخسائر بنسبة 75% عن العام السابق لها.

وفى عيد مصر للطيران الثالث والثمانين، تم افتتاح المرحلة الأولى من متحف الشركة بالمبنى الإداري ليخلد تاريخها ومجهود الرواد الأوائل، متضمنَا مجموعة نادرة من الصور التاريخية والنماذج المجسمة لأسطول مصر للطيران منذ نشأتها وصور تاريخية لأبرز الشخصيات في تاريخ الطيران المدني ومصر للطيران والمؤسسين للشركة الوطنية.

ولعل أكبر إنجاز حققته الشركة خلال تلك الفترة هو إعلانها عن صفقة شراء 9 طائرات جديدة تنضم لأسطولها من أحدث طرازات البوينج، وهي الـ B737-800N.

وشهدت نهاية عام 2017 تعاقد مصر للطيران في معرض دبي للطيران على تأجير وشراء ونية شراء 45 طائرة من أحدث الطرازات بمعدل 24 من طراز الـ CS300s لشركات بومباردييه الكندية، والتي استحوذت عليها بعد ذلك شركة ايرباص العالمية لتصبح هذه الطائرات من طراز الإيرباص A220-300  والتي تسلمت مصر للطيران منها 12 طائرة، وكذلك التعاقد على 6 طائرات من طراز البوينج دريمــــلاينر B787-9 ، هذا بالإضافة إلى 8 طائرات من طراز الإيرباص A320Neo . 

وقد تم بالفعل البدء في استلام هذه الطائرات اعتبارا من عام 2019 حتى يوليو عام 2020، بالإضافة إلى التعاقد على 7 طائرات من طراز الإيرباص A321Neo وطائرتين من طراز بوينج دريملاينـــر B787-9.

مصر للطيران وجائحة كورونا العالمية

مع نهاية عام 2019 وبداية عام 2020  اجتاحت العالم أزمة عالمية كبيرة أثرت على معظم المجالات والصناعات، وكان النصيب الأكبر في التأثير ضرب صناعة الطيران المدني والسياحة على مستوى العالم، وهي ظهور فيروس جديد يعرف باسم "فيروس كورونا"، والذي يعد أكبر تحدٍ واجهته صناعة النقل الجوي في تاريخها، حيث توقفت حركة الطيران، وتم إغلاق الكثير من المطارات والمجالات الجوية في معظم دول العالم للحد من انتشار المرض، الأمر الذي أدى إلى تأثر صناعة الطيران بشكل كبير وإعلان عدد من شركات الطيران إفلاسها واستغنى كثير من الشركات عن عدد كبير من العمالة وتراجع موقفها المالي إلى أدنى مستوياته، بسبب انخفاض معدلات التشغيل وقلة حركة الركاب.

رئيس شركة مصر للطيران الطيار عمرو أبوالعينين

لم تكن مصر للطيران بمنأي عن تداعيات الجائحة، حيث تعرضت الشركة لفقد إيرادات كبيرة في الفترة التي توقفت فيها حركة الطيران في مصر بشكل كامل من الفترة من 19 مارس وحتى قرار عودة الطيران في 1 يوليو 2020، واستمر التأثير حتى بعد التشغيل الجزئي لحركة الطيران بسبب انخفاض أعداد الركاب ووقف كثير من الدول لحركة الطيران وفرض دول أخرى قيود واجراءات احترازية معينة لدخول أراضيها. 

وبالرغم من كل ذلك، فقد حرصت مصر للطيران فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدني، منذ بداية الجائحة على الالتزام بتطبيق جميع الإجراءات الإحترازية والوقائية في جميع مراحل السفر وعلى متن الطائرات لتوفير رحلات آمنة لعملائها.

وبالرغم من تدهور الوضع المالي نتيجة لتبعات الجائحة الوبائية العالمية، لم تتوقف مصر للطيران عن تنفيذ خطة إحلال وتجديد أسطولها الجوي واستكمال صفقات استلام الطائرات، ولم يتم الاستغناء عن أى عامل وتنفيذ آليات مشروع هيكلة ودمج شركات مصر للطيران لتصبح 3 شركات بدلا من 8 شركات تابعة للشركة القابضة، كما تم وضع خطة لإدارة هذه الأزمة تقوم على ترشيد النفقات والبحث عن حلول وبدائل لتعظيم الإيرادات، من بينها الاهتمام بنشاط الشحن الجوي الذي شهد تقدما ملحوظا خلال فترة الجائحة، خاصة في مجال شحن الأدوية والمستلزمات الطبية.

خطة التعافي وبداية الانفراجة

استمرت مصر للطيران، بتوجيهات الطيار محمد منار عنبة، وزير الطيران المدني، تحت قيادة الطيار عمرو أبوالعينين، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، فى أداء دورها ورسالتها متخطية العقبات والصعاب ووضع الخطط لتعظيم الإيرادات وترشيد النفقات. 

وشهدت فترات أكثر صعوبة مع الجائحة الوبائية، ليأتي عام 2021 وتظهر اللقاحات للفيروس المستجد، لتكون بداية الانفراجة والأمل في زيادة حركة الطيران نسبيا، ولم تتخلَ مصر للطيران عن دورها الوطني في شحن اللقاحات الجديدة لفيروس كورونا التي تعاقدت عليها الحكومة المصرية لتطعيم أبناء الشعب المصري.

توسعة شبكة الخطوط والريادة الأفريقية.. خطة العام 2022

استهلت الشركة الوطنية مصر للطيران بداية عام 2022 بسبق جديد كعادتها بتشغيل أول رحلة  بخدمات ومنتجات "صديقة للبيئة" فى إطار المسئولية المجتمعية للشركة من القاهرة إلى باريس لتكون الرحلة الأولى من نوعها لشركة طيران فى القارة الأفريقية، فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدنى لتحقيق التنمية المستدامة وفق توجهات الدولة المصرية.

كما أعلنت الشركة عن تدشين مركز إقليمي لصيانة الطائرات بمطار أكرا بغانا، وكذا  تشغيل خطوط جديدة في إطار توسعة شبكة خطوطها الجوية مثل خط "كينشاسا" بالكونغو في مارس و"دبلن" بأيرلندا في يونيو القادم، والانتهاء من إجراءات تشغيل خط "دكا" بنجلاديش خلال عام ٢٠٢٢ وغيرها من الخطوط الجديدة، وكذلك استئناف خط مومباي بالهند في شهر مايو ودراسة استئناف خط بانجكوك، فى إطار خطة الشركة لاستئناف تشغيل الخطوط التى توقفت بسبب جائحة كورونا، فضلا عن الاستمرار في خطة تحديث الأسطول، حيث يشهد نهاية عام 2022 و2023 البدء في استلام أولى طائرات الإيرباص A321NEO وعددها ٧ طائرات وطائرتين من طراز البوينج B787-9Dreamliner المتعاقد عليها.

وتقديرا لمكانة الشركة الوطنية ودورها، أصدرت الحكومة بالتزامن مع عيدها التسعين لهذا العام، عملة معدنية متداولة في السوق المصرية فئة جنيه ونصف جنيه مصري تحمل اسم “مصر للطيران” وعليها شعار حورس، لتكون لمسة امتنان لشركة عريقة تجاوزات عشرات الأزمات وما زالت صامدة تجوب سماء العالم، وهي تحمل اسم جمهورية مصر العربية.

مصر للطيران