تمكن فريق من العلماء فى جامعة "كاليفورنيا" من تطوير طريقة لتحديد المؤشرات الحيوية في الدم التي يمكن أن تتنبأ بخطر الإنتحار لمرضى إضطراب الإكتئاب الشديد (MDD).
وفي الدراسة الحالية، استخدم الفريق البحثي بيانات مسجلة من عينات دم محفوظة بالإضافة إلى بيانات التعبير الجيني من عينات مأخوذة من دماغ نفس المرضي.. تم تضمين الأشخاص الذين ليس لديهم تشخيص نفسي (جميع حالات الانتحار)، وأشخاص مصابين بالإكتئاب الشديد ماتوا إنتحارًا، أو لأسباب طبيعية في الدراسة.
وعقب تحليل البيانات المأخوذة من عينات الدم والدماغ من ضحايا الإنتحار، ووجد الباحثون تغيرات في التعبير الجيني في الإستجابة للضغط، بما في ذلك استقلاب مادة "البوليامين"، وإيقاع الساعة البيولوجية، وعدم انتظام المناعة، وصيانة التيلومير (التسلسل الجيني).. بالإضافة إلى تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإنتحار، يقول الفريق إن النتائج يمكن أن تساعد الباحثين على فهم التغيرات الجزيئية في ضحايا الإنتحار.. ويعد الإنتحار مشكلة صحية عامة عالمية خطيرة حيث يتسبب في وفاة ما يقرب من 800 ألف شخص سنويًا.
وفي الولايات المتحدة وحدها، زادت معدلات الإنتحار بأكثر من 35% خلال العشرين عامًا الماضية، مع أكثر من 48,000 في العام الماضي فقط..
وشدد العلماء على أنه على الرغم من فوائد إستراتيجيات الوقاية من الإنتحار والأدوية الحالية، إلا أنه لم توقف الزيادة في الوفيات الذاتية.. كما أن العديد من الأفراد لا يفصح عن نواياهم الإنتحارية على الرغم من الإتصال المتكرر بإخصائى الرعاية الصحية.. ما يقدر بنحو 30 %من أولئك الذين يموتون منتحرين يزورون مقدم الرعاية الصحية في غضون شهر من حدث الإنتحار.
ويحدث لإرتفاع كبير في حالات الإنتحار أيضًا في الأيام إلى الأسابيع التي تلي الخروج من مستشفيات الأمراض النفسية.. وبالتالي، هناك فرصة حاسمة لمقدمي الرعاية الصحية لتقييم الأفراد المعرضين للخطر من خلال اختبار العلامات الحيوية للدم لتقييم نية الانتحار الخطيرة.