عادة ما تشهد الهند موجات حر وارتفاع درجات الحرارة في فصل الربيع وبداية فصل الصيف خاصة شهر مايو، والذي يكون الشهر الأعلى حرارة في الهند، ولكن تستمر الأجواء الحارة من مايو إلى سبتمبر بسبب الرياح الموسمية، ويؤدي هذا الارتفاع إلى عدد كبير من الوفيات، كما حدث في موجة يونيو 2015 والتي قتلت أكثر من 2000 شخص.
أسوأ صيف في الهند
ونشرت هيئة الأرصاد الجوية، صورا ترصد ارتفاع درجات الحرارة في الهند مع بداية الموسم الصيفي إلى مستوى عال، لم تشهده الهند منذ نحو 122 عاما، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية تفيد بأن درجات الحرارة في الهند جنونية في بداية الموسم، وسجلت جميع المناطق درجات حرارة تجاوزت 42 درجة، ودرجة حرارة سطح الأرض 62 درجة مئوية، ولم تشهد الهند هذه الدرجات منذ 122 عاما.
وأشارت الهيئة إلى أنه بسبب هذا الارتفاع زاد الطلب على الطاقة وانخفض مخزون الفحم، مما جعل البلاد تعاني أسوأ حالة نقص في الكهرباء منذ أكثر من 6 سنوات، بجانب اشتعال الحرائق في الغابات ووصل عددها إلى 309 حرائق وفقا للتقارير الحكومة الهندية في 27 أبريل.
تأثير التغيرات المناخية
وعن علاقة التغيرات المناخية بما يحدث من ظواهر الحرائق وارتفاع درجات الحرارة في الهند، قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري المناخ والخبير البيئي وعضو المجلس العالمي للطاقة، إن درجات الحرارة العالية، هي جزء من الطقس السائد منذ قرون، ولكن الجديد في الأمر أن التغيرات المناخية جعلت الأحداث الطبيعية أحداثا شاذة في بعض الأحيان لأن هذه الموجات تأتي الآن حادة جدا في تأثيراتها، نتيجة التغيرات المناخية.
وأوضح عزيز، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه من قبل كانت تحدث مثل هذه الموجات الحرارية وتعبر ويتعامل معها الناس باعتيادية ولكن الآن أصبحت أكثر حدة، فمن قبل كانت هذه الموجات تحدث مرتين أو ثلاثة في العام ولكن الآن تحدث 6 أو 7 مرات في العام، ومن قبل كانت الموجة الحرارية تصلإلى 45 أو 50 درجة مئوية، ولكن الآن تصل لـ 60 درجة، وهذا التغير ناتج عن التغيرات المناخية.
هل تضرب موجة الحر مصر؟
وأضاف عضو المجلس العالمي للطاقة، أن تلك الموجة الحرارية ستصل لمصر لأن الموجات القادمة من الشرق تصل لمصر، لكنها ستصل مخففة بعض الشيء وسترفع درجات الحرارة عن المعدلات السنوية، فإذا كانت درجات الحرارة في الهند 60 ستصل لمصر من 45 لـ 50، وهو أمر غير معتاد، حيث إن درجات الحرارة القصوى في مصر في هذا الوقت من كل عام هي 36.
ولفت عزيز إلى أن الموجة الحارة ستؤثر على مجالات كثيرة، فقد تصيب المحاصيل الزراعية إصابات بالغة وقد تموت، ولكن المركز القومي للبحوث الزراعية ووزارة الزراعة يتكفلان منذ فترة بإجراء أبحاث لإنتاج محاصيل مقاومة لدرجات الحرارة والجفاف لحمايتها، وأيضا قد تؤثر على صحة الإنسان، كما ستزيد معدل استخدام الطاقة من أجل التكييفات وغيرها.
تحركات الأمم المتحدة
وأكد عزيز أن هناك صيحة قوية جدا في العالم تتبناها الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ لكي تتعاون الدول وتتكاتف جميعا لاتخاذ إجراءات جماعية تحد من التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية ناتجة عن زيادة انبعاث الغازات في الغلاف الجوي، وهذه الزيادة ناتجة عن النشاطات الصناعية والنشاط البشري على وجه الأرض، وزراعات الأرز، والثروة الحيوانية، حيث تنتج غاز الميثان، أيضا حرق الوقود الحفري الذي ينتج وحده من 60 لـ 66% من الغازات الدفيئة.
ولفت عزيز إلى أن المؤتمر الـ27 لقمة المناخ العالمية، هو الاجتماع الدوري للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ، والذي تستضيفه مصر في شرم الشيخ، وهو حلقة من حلقات متواصلة لإقرار مبادئ التعاون الدولي في مواجهة التغيرات المناخية.