الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصابتها لعنات العراقيين..ماذا يحدث على متن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس"؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحدثت تقارير عدة عن إقدام عدد من طاقم عمل حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جورج واشنطن" على الانتحار، بما في ذلك ثلاثة في أقل من أسبوع واحد أبريل الماضي.

حاملة الطائرات الأمريكية u.s.s

وغادر عقب ذلك أكثر من 200 بحار حاملة الطائرات "يو إس إس جورج واشنطن"، وفقًا للبحرية الأمريكية.

ولقي 7 من أفراد الطاقم مصرعهم، على مدى الأشهر الـ12 الماضية. بما في ذلك أربعة منتحرين، ما دفع البحرية الأمريكية إلى فتح تحقيق في مناخ القيادة والثقافة على متن حاملة الطائرات التي تندرج ضمن فئة "نيميتز".

وانتقل البحارة إلى منشأة تابعة للبحرية المحلية، حيث تستمر حاملة الطائرات التي تعمل بـ الطاقة النووية في عملية إعادة التزود بالوقود والإصلاح والصيانة بحوض بناء السفن في نيوبورت نيوز بولاية فيرجينيا والتي قد تستغرق سنوات.

وبين العام الماضي وأبريل، توفي 7 بحارة يعملون على متن حاملة الطائرات "يو إس إس جورج واشنطن"، 4 منهم كانت حالات انتحار ظاهرة أو مؤكدة.

وبعد تقرير تلفزيوني عن الوفيات، قال متحدث باسم البحرية الأمريكية- خلال تصريحات صحفية، إن هناك 3 حالات انتحار إضافية قبل عام 2021، في نوفمبر 2019 ويوليو 2020 وأكتوبر 2020.

وسبق وتحدث بحارة السفينة إلى وسائل الإعلام حول الظروف على متن السفينة، حيث قال أحدهم، إنهم "حاولوا أيضا الانتحار إلى حد كبير بسبب ظروف العمل".

من جانبها أقرت البحرية الأمريكية بالمشاكل المتعلقة بحاملة الطائرات هذه، وقالت إنها "تحقق في الوفيات".

لكن كريستالا فيرينجيا بوشنيل، نائبة رئيس منظمة "22 حتى لا شيء"، وهي منظمة تطوعية تهدف إلى توفير الموارد لأعضاء الخدمة الفعلية والمحاربين القدامى، تقول إن مجموعتها سمعت من البحارة وعائلاتهم عن الظروف القاسية في "جورج واشنطن"، وأن البعض يخشى الوصول إلى الموارد التي يوفرها الجيش لأن قادتهم يستطيعون معرفة ذلك.

غياب الثقة على متن الحاملة u.s.s

وقالت فيرينجيا بوشنيل: "يوجد انعدام ثقة كبير هناك، نتلقى رسائل بريد إلكتروني ورسائل يوميا على جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي الثلاث لدينا ومن خلال البريد الإلكتروني يسألون: هل هناك أي شخص يمكنني التحدث إليه بشأن أمري ولن يكتشف ذلك؟".

بدورها، كتبت النائبة إيلين لوريا (ديموقراطية - فرجينيا)، التي تمثل المنطقة التي رست فيها السفينة، خطابا إلى رئيس العمليات البحرية الأدميرال مايكل جيلداي تتساءل فيه عن المناخ على متن السفينة.

وروت لوريا، وهي محاربة مخضرمة في البحرية تقاعدت برتبة قائد، تجاربها الخاصة في العمل على حاملات الطائرات الراسية في إصلاحات طويلة.

وأوضحت: "كونك في حوض بناء السفن، إنها بيئة صناعية، ليس لديك الخدمات الأساسية مثل الماء الساخن والأضواء والتدفئة والتبريد وجودة الطعام".

وأجرى رئيس البحرية الضابط راسل سميث، مكالمة هاتفية مع البحارة على متن السفينة "يو إس إس جورج واشنطن"، أجاب خلالها على أسئلة متعددة حول الصحة العقلية والظروف على متن السفينة.

لكن سميث أثار الدهشة عندما قال إنه على الرغم من أن الظروف (في السفينة الراسية) كان من الممكن أن تكون أفضل، "ولكن ما لا تفعله هو النوم في حفرة مثل أحد أفراد مشاة البحرية".

وقالت فيرينجيا بوشنيل إن سميث "تجاهل تماما كل المخاوف المستمرة للبحارة على متن تلك السفينة".

وأضافت: "هذه هي المخاوف التي تم طرحها وتجاهلها باستمرار. وأولئك الذين عانوا في هذه البيئة، لم يتم تجاهل مخاوفهم فحسب، بل تم تجاهل مشاعرهم حيالها أو المشقة التي تسببها لهم، مثلما تعرضوا للسخرية بسببها".

ومن بين الإجراءات الأخرى التي تم تنفيذها، أن "البحرية حشدت فريق التدخل السريع للأطباء النفسيين الخاص المكون من 13 شخصا، لتقديم خدمات على متن حاملة الطائرات من 16 أبريل حتى 19 أبريل".

البحرية تحقق في وقائع الانتحار

ومن جانبه قال المفكر السياسي مهدي عفيفي، إن هذا الموضوع بدأ منذ فترة حيث كان هناك 3 حالات انتحار على حاملة الطائرات الأمريكية والتي تحمل 5000 ضابط وجندي وصف ضابط.

ولفت عفيفي: قامت البحرية الأمريكية بفتح تحقيق حول هذا الموضوع، وطلب عضو مجلس النواب الذي ترسي فيه هذه السفينة بتقديم طلب إحاطة لقائد القوات البحرية الأمريكية لمعرفة أحوال الضباط والعساكر على متن حاملة الطائرات، و"هي الأن في مرحلة صيانة".

وأوضح عفيفي - خلال تصريحات لـ"صد البلد"، أن نزول 200 بحار من على متن حاملة الطائرات كان بناء على أن البحرية الأمريكية فتحت القواعد البحرية، وأنه "بدل من انتظار الضباط والعساكر على متن السفينة أثناء الصيانة تم افتتاح مركز لاستقبال عدد أكبر لكل من يريد أن يعيش على الأرض بدل من السفينة أثناء حالة الصيانة".

وأضاف عفيفي، أن البحرية الأمريكية أتاحت لكل المتواجدين على متن حاملة الطائرات الأمريكية، حرية الإقامة على الأرض في قواعد بحرية في حال رغبتهم في ذلك، أثناء فترة الصيانة التي ستستمر أكثر من 12 شهرا.

وأشار عفيفي، إلى أن هناك فريقا متخصصا مكونا من 13 فردا يعيش الآن على متن السفينة لعمل تقرير كامل عن هذه الأسباب, وأن هناك متخصصين نفسيين لمراجعة أحوال الضباط والجنود المتواجدين على السفينة.

وقال عفيفي إن 2700 فرد قرروا البقاء على السفينة أثناء فترة الصيانة لأن "حاملات الطائرات هذه هي عبارة عن مدينة كاملة متنقلة بها كل ما يلزم لمن يعيشون عليها".

ولفت إلى أن "حاملة الطائرات هذه بخاصة هي حاملة طائرات نووية لذا هناك احتياطات لنزول وخروج الجنود من عليها".

واختتم عفيفي حديثه، بأن انتحار الجنود يحدث في جيوش كثيرة ولكن هذه الحاملة لوحظ أن 'حالات الانتحار عليها في زيادة في فترة معينة نتيجة للضغط النفسي والبعد عن الأهل لذا قرر الجيش الأمريكي عمل تحقيق حول هذا الموضوع، وجار معالجته".

عمليات شاركت بها حاملة الطائرات 

والجدير بالذكر، أن حاملة الطائرات "يو إس إس جورج واشنطن"، هي حاملة تعمل بالطاقة النووية من فئة "نيميتز".

وهي حاملة طائرات أمريكية تابعة لبحرية الولايات المتحدة ومسماة على اسم الرئيس الأمريكي الأول جورج واشطن، وراسية الآن في حوض بناء السفن في نيوبورت نيوز بولاية فيرجينيا منذ العام 2017.

وتم إطلاق حاملة الطائرات الأمريكية، بتاريخ 4 يوليو عام 1992، وشاركت أو كادت أن تشارك في عدة عمليات منها عام 1994، عندما هددت الولايات المتحدة العراق بعواقب غزو الكويت مرة أخرى.

وأبحرت حينها، حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جورج واشنطن" تجاه الخليج العربي ولكن قبل أن تصل إلى الخليج وبينما هي في البحر الأحمر تراجع العراق عن قراره وسحب قواته من على الحدود.

وشاركت هذه الحاملة في عملية حفظ السلام في البوسنة عام 1996، كما أنها أبحرت في الخليج العربي لتعلن سيطرتها وهيمنتها على مجريات الأمور هناك عام 1997، لتجبر العراق بالسماح لمفتشى الامم المتحدة للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل.

وعادت هذه الحاملة نفس الموقف عام 2000 في الخليج العربي وقد شاركت في حرب العراق عام 2003.