ما زالت الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على العالم وخاصة القارة الأوروبية التي تعاني من تبعات الحرب على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث ظلت القارة في حالة من الاستقرار لسنوات عديدة حتى أتت الحرب التي نزعت الاستقرار من القارة العجوز وتسببت في حالة هلع بين قادتها.
ومنذ اندلاع الحرب قامت الدول الأوروبية بفرض العديد من العقوبات الاقتصادية على روسيا ومعهم الولايات المتحدة التي منعت استيراد النفط والغاز الروسيين، وهي الخطوة التي تعد الأقوى والأخطر منذ بدء الحرب والتي ساهمت في رفع الأسعار العالمية من النفط والغاز وزيادة التضخم العالمي بشكل كبير.
وفي المقابل قامت روسيا بفرض عقوبات على العديد من الشخصيات الأمريكية والأوروبية منهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وبعض النواب في الكونجرس.
وتزامنا مع حرب العقوبات الاقتصادية تستكمل القوات الروسية عمليتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية، حيث تقدم الجيش الروسي حتى أصبح على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها من جميع الاتجاهات، مع الاستيلاء على العديد من المدن الأوكرانية مثل مدينة خاركيف.
ولم تكتف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية فقط، بل تقوم بدعم الجيش الأوكراني بالأسلحة والذخائر والوقود للوقوف أمام الجيش الروسي، وذلك بالإضافة إلى الدعم السياسي في المحافل والمنظمات الدولية.
وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" آخر تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية خلال الساعات الماضية..
توتر بين إسرائيل وروسيا
اتهمت روسيا إسرائيل بدعم نظام النازيين الجدد في كييف، الثلاثاء، وهو ما يزيد من مخاطر وجود نزاع دبلوماسي بين موسكو والكيان الإسرائيلي حول أوكرانيا ومعاداة السامية وأدولف هتلر.
وأشارت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية إلى أنه من المحتمل أن يؤدي الاتهام إلى زيادة الضغط على إسرائيل.
حيث جاء الهجوم الروسي خلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف والذي استخدم أمثلة على التعاون اليهودي القسري مع النازيين وحالات معاصرة من معاداة السامية في أوكرانيا للدفاع عن ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا من أجل "اجتثاث النازية".
ورد وزير الخارجية العبري لابيد بأن "تصريحات لافروف هي بيان لا يغتفر وشائن بالإضافة إلى خطأ تاريخي فظيع "، ووصف رئيس الوزراء بينيت بيان لافروف بأنه "أكاذيب".
مساعدات عسكرية إسرائيلية لأوكرانيا
وعلى خلفية التوتر القائم بين موسكو وتل أبيب، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، بأن إسرائيل تدرس إرسال معدات دفاعية عسكرية لأوكرانيا، وذلك بالتوازي مع إرسال فريق إسرائيلي للتحقق من حالة السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأوكرانية كييف.
وحسب تقارير صحفية، فإن هذه الخطوة الإسرائيلية الجديدة تتزامن مع توتر كبير تشهده العلاقات بين روسيا وإسرائيل، بسبب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل أيام، والتي تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الروس لن يعتذروا عنها.
قصف روسي على مطار أوكراني
ومن جهة أخري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء"، عن قصف قواتها لمركز لوجستي يستخدم لتسليم أسلحة قدمها الغرب إلى أوكرانيا بالقرب من مدينة أوديسا الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، إن صواريخ عالية الدقة أصابت مركزا لوجستيا في مطار عسكري كان يتم من خلاله تسليم أسلحة أجنبية.
وأضاف البيان، أنه تم تدمير حظائر الطائرات التي تحتوي على مركبات جوية بدون طيار من طراز "بيرقدار"، وكذلك أسلحة وذخائر صاروخية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
اتهامات روسية للرئيس الأوكراني
ومن الجانب الروسي أيضا، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، إن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لا يريد التوصل لاتفاق سلام مع روسيا.
وأضاف ميدفيديف، الثلاثاء، أن الاتفاق يعني نهاية سياسية لزيلينسكي، كما أنه قد يتعرض للاغتيال من قبل النازيين المقربين منه في حال توقيعه على معاهدة سلام.
ونوه المسؤول الروسي إلى أن الرئيس الأوكراني على علم بهذه التبعات لذلك يحاول طلب المزيد من الأموال والأسلحة من الغرب لإطالة أمد الأزمة إلى أبعد فترة ممكنة.
ألمانيا تدعم حظر النفط الروسي
ومن جه آخري، أكدت ألمانيا دعمها لخطة فرض حظر على واردات النفط من روسيا، وذلك في إطار حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو.
والمساعي الألمانية في حظر النفط الروسي تجعل السعي الأوروبي لتقليص اعتماده على موارد الطاقة الروسية أكثر احتمالا، كما أنه من المرجح أن يكون سبب التغيير الحاد في موقف برلين هو نجاحها في العثور على موردي نفط بديلين.
وقال نائب المستشار الألماني، وزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ، روبرت هابك، الأسبوع الماضي، إن اعتماد البلاد على واردات النفط الروسية قد انخفض من 35% قبل أن تبدأ روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، إلى 12% الآن.
الدعم الأوروبي لأوكرانيا بالسلاح
تدعم الكثير من الدول الغربية أوكرانيا بالسلاح، حيث وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مذكرة تقضي بتقديم 600 مليون دولار مساعدات عسكرية فورية لأوكرانيا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وتعهد بايدن مجددا بدعم واشنطن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الوقت الذي تواصل فيه روسيا هجومها على أوكرانيا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أن بلاده ستقدم معدات دفاعية لأوكرانيا، إلى جانب مساعدات إضافية بمقدار 300 مليون يورو.
كما أبلغت الحكومة الهولندية البرلمان في لاهاي أنها ستسلم أوكرانيا 200 صاروخ "ستينجر" للدفاع الجوي، استجابة لطلب من كييف.
ووافقت هولندا بالفعل على تسليم أسلحة ومعدات عسكرية أخرى لأوكرانيا، وشمل ذلك 100 بندقية قنص مع 30 ألف قطعة ذخيرة، بالإضافة إلى أجهزة رادار وأجهزة كشف عن ألغام.
وذكرت الحكومة أنه تم إرسال جزء من الصواريخ وسيُجرى تسليم الباقي في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن هولندا، مثل حلفاء آخرين، لديها مشكلات "لوجستية" في تسليم هذه الأسلحة.
كما قال مصدر أوكراني رفيع، إن 5 دول من حلف شمال الأطلسي، بدأت بتزويد أوكرانيا، بأسلحة دفاعية.