قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد العودة الطوعية من تركيا .. ما مصير مليون لاجيء سوري ؟

×

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إعداد حكومته لمشروع يضمن عودة نحو مليون لاجئ إلى سوريا.

وقال أردوغان إن حكومته في "صدد إعداد مشروع جديد يضمن العودة الطوعية لمليون سوري بدعم مؤسسات المجتمع المدني في تركيا والعالم"،

ما تفاصيل مشروع عودة اللاجئين السوريين؟

أوضح أردوغان في كلمة موجهة له بالفيديو في مراسم تسليم منازل مبنية من الطوب في إدلب السورية، شارك فيها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن هذا "المشروع سيوفر كل الاحتياجات اللازمة للعيش الكريم في 13 منطقة في الشمال السوري مثل أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين في منطقة عمليات "نبع السلام"، بالتعاون مع المجالس المحلية في تلك المناطق.

كما أكد عودة نحو 500 ألف سوري إلى مناطق آمنة بشمال سوريا منذ 2016.

ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تستضيف تركيا حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري مسجلين، و320.000 من جنسيات أخرى.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت عددا من الحوادث التي وصفت بالعنصرية ضد السوريين، وسط ارتفاع نسب البطالة في البلاد، وتردي الأوضاع الاقتصادية.

السر وراء مشروع عودة اللاجئين السوريين

يتوقع العديد من المراقبين أن تكون مسألة اللاجئين السوريين ملفاً ساخناً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد في صيف العام المقبل (2023)، خاصة أن الأحزاب المعارضة تحاول منذ الآن إرضاء الناخبين الذين يطالبون بترحيل اللاجئين إلى بلدهم بهدف كسب أصواتهم في تلك الانتخابات، وهو أمر يبدو أن الحزب الحاكم يحاول فعله أيضاً لإرضاء أنصاره الغاضبين من تواجد السوريين في بلدهم مؤخراً.

ولا يعرف بالتحديد المدة الأزمنية التي سيتم فيها تنفيذ مشروع "العودة الطوعية" حتى الآن، كما لم يكشف الرئيس التركي عما إذا كانت الخطة تحظى بتوافقات إقليمية ودولية، لاسيما أن سوريا لا تزال "غير آمنة"، بحسب تأكيدات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.

كان لافتا خلال الأشهر الماضية سلسلة القرارات التي وصفت بـ"التقييدية"، التي اتخذتها الحكومة ضد الوجود السوري في البلاد. وكان آخرها منع الراغبين منهم في قضاء إجازة عيد الفطر في مناطق الشمال السوري، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة.

ولتركيا تواجد عسكري في عدة مناطق على طول حدودها مع سوريا، حيث كانت البداية منذ عام 2016 في ريف حلب الشمالي، ومن ثم توسعت الدائرة إلى عفرين في أقصى الشمال الغربي، وأخيرا في مناطق الشرق السوري، حيث تل أبيض ورأس العين.

وفي هذه المناطق أعلنت الحكومة خلال السنوات الماضية إنجاز سلسلة مشاريع مدنية وصحية واقتصادية بالتعاون مع المجالس المحلية التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة" هناك، في وقت كشفت فيه عن خطة بناء "مساكن الطوب"، التي تعتبر أساسا لمشروع إردوغان الحالي.

ونقلت قناة "الحرة" عن الباحث السياسي والأكاديمي المختص بالشأن التركي، سعيد وليد الحاج قوله إن "رقم مليون كبير بالنسبة لعدد السوريين في ‫تركيا، وكذلك بالنسبة للشمال السوري الذي يفترض أن يستقبلهم، لا سيما وأن المتوقع أن يتم ذلك في فترة زمنية قريبة (قبل الانتخابات)، لذلك قد يكون السؤال المطروح هنا هو: هل سيتم ذلك بشكل أحادي الجانب من قبل تركيا؟ أم بالتفاهم مع النظام، مستدركا: "التفاهم مع النظام ولو عن طريق روسيا (مرجح) ضروري لنجاح مشروع مثل هذا، إذ المطلوب بالحد الأدنى عدم استهداف هؤلاء وأن تكون عودتهم ثم إقامتهم هناك آمنة".

في حين قال المحامي والقانوني السوري، غزوان قرنفل مستعرضاً عدة سيناريوهات قد يسلكها السوريون: "أولا هجرة الكثير من رجال الاعمال والاستثمارات السورية من غير المجنسين لملاذا أكثر استقرارا".

وأضاف: "ارتفاع وتيرة الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا، رغم المخاطر الكبيرة التي يواجهها هؤلاء من قبل حكومتي اليونان وبلغاريا.. ماسيدفع المهاجرين لابتداع سبل ومسارات جديدة ومختلفة محفوفة أيضا بالكثير من المخاطر". وتوقع أيضا: "ارتفاع الطلب على جوازات السفر ومحاولة السفر لبلدان ماتزال متاحة للسوريين".

ويتجاوز عدد السوريين المقيمين في تركيا، سواء "لاجئين" أو "سياح" أكثر من أربعة ملايين شخص، يتركز العدد الأكبر منهم في ولاية إسطنبول، لتتبعها ولاية شانلي أورفة الحدودية، وولايتي غازي عنتاب وهاتاي.

ويوضح باكير أتاجان، مدير معهد إسطنبول للفكر، أن المشروع الذي أعلن عنه إردوغان "خطة تركية بامتياز"، منذ البدء فيها قبل 4 أو 5 سنوات.

ويضيف أتاجان في حديث لموقع "الحرة": "عرضت تركيا على دول الاتحاد الأوروبي والعربية هذا الأمر. حينها وافقت هذه الأطراف على العودة الطوعية وأن يتم إنشاء منازل آمنة وبعض العمليات التجارية والصناعية والمشافي والبنوك في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، من أجل التشجيع".

لكن وبسبب "بقاء بعض المشاكل المادية والأمنية تأجل المشروع إلى أن تم إعلانه بشكل رسمي الآن، بمناسبة انتهاء بناء بعض البيوت وتسليمها للاجئين".

ويشير الباحث التركي إلى أن "المشروع مدعوم دوليا، ولكن هذا الدعم مختصر". ويتابع: "الدعم المادي يأتي من قطر وأعتقد في المرحلة المقبلة سيطلب من الإمارات والسعودية ودول الخليج على أن يكونوا داعمين لهذا المشروع".

أما الدول الأوروبية فيوضح أتاجان: "هم يبدون تأييدا سياسيا وقانونيا للمشروع، لكن لا يتبرعون ماديا حتى الآن لاستكماله".

وفي غضون ذلك تعتبر المناطق التي يتم فيها إنشاء "منازل الطوب" المؤسسة لمشروع "العودة الطوعية" للسوريين في تركيا من المناطق "الخطرة وغير الآمنة"، بحسب ما تقول منظمات حقوقية وإنسانية، وخاصة محافظة إدلب التي تشهد تصعيدا بالقصف من جانب قوات الأسد وروسيا، ويعيش فيها أكثر من 4 ملايين مدنيين، القسم الأكبر منهم من النازحين في المخيمات.

أما مناطق ريف حلب الشمالي المحاذية للحدود التركية فإنها تعيش حالة فلتان أمني منذ ثلاثة أعوام. وتتمثل هذه الحالة بتفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فضلا عن حوادث الاغتيال التي راح ضحيتها مئات الأشخاص من ناشطين وعمال إغاثة إنسانية.