شهدت السماء خلال الأيام الماضية مشهدا فلكيا بديعا ما زالت بقاياه مستمرة، حين يقترن كل من كوكبي الزهرة والمشتري وهما من ألمع الكواكب في النظام الشمسي، فى مشهد عكف على مشاهدته والاستمتاع به جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال بالرصد والتصوير إذا سنحت لهم الفرصة، وقد كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية عن هذه الظاهرة.
ويعد اقتران كوكبي الزهرة و المشتري، كوكب الزهرة والمعروف بأنه “توأم الأرض”، وكوكب المشترى، وهو أكبر الكواكب على الإطلاق، فحجمه أكبر من حجم جميع الكواكب مجتمعة، وإذا نظرت إلى السماء في اللحظة المناسبة هذا الأسبوع تشعر بأن الكوكبين ملتصقان بالقرب من بعضهما البعد رغم أنهما على بعد ملايين الأميال من بعضهما ومن الأرض.
وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، إن الاقتران هو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما تتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقية بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلو مترات.
وأضاف أن القمر تراءى مع أربعة كواكب وهي الزهرة والمشترى والمريخ وزحل في مشهد رائع فجرا في الفترة من 24 إلى 30 أبريل، حيث اقترن القمر مع كوكب زحل (يتجاوران في السماء) في 25 أبريل، ثم اقترن القمر مع كوكب المريخ في 26 أبريل، ثم اقترن القمر مع كوكبي الزهرة والمشتري معا في 27 أبريل، كما اقترن الزهرة والمشتري في 30 أبريل.
وأوضح أن ظهور الكواكب الأربعة “الزهرة والمشترى والمريخ وزحل” يظلمرئيا كل يوم فجرا طوال شهر مايو، مشيرا إلى أنه يلاحظ تقارب كوكبي الزهرة والمشتري في السماء منذ 29 أبريل وحتى 1 مايو.
ولفت أستاذ الفلك، إلى أن كوكبي الزهرة و المشتري سوف يتبادلان مكانيهما مع الابتعاد التدريجي عن بعضهما البعض بدءا من يوم الاثنين 2 مايو.
ونوه الدكتور أشرف تادرس، إلى أن مشاهدة ظاهرة كوكبي الزهرة و المشتري مثل اقترانات القمر مع النجوم والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية، تتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأشار أستاذ الفلك إلى أن الظاهرة الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.
كوكب الزهرة
كوكب الزهرة هو الكوكب الثاني بعدا من الشمس، وهو أقرب الكواكب للأرض، وهو واحد من أربعة كواكب داخلية أو صخرية، ويطلق عليه توأم الأرض لأنهما متشابهان في الحجم والكثافة.
يصل ضغط الهواء على كوكب الزهرة لأكثر من 90 مرة من ضغط الأرض، كما أن له غلافا جويا سميكا وساما مليء بثاني أكسيد الكربون، وهو محاط بسحب سميكة صفراء من حامض الكبريتيك التي تحبس الحرارة، ما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.
الزهرة هو أكثر الكواكب حرارة في نظامنا الشمسي على الرغم من أن عطارد أقرب إلى الشمس، فتبلغ درجة حرارة سطح الكوكب حوالي 475 درجة مئوية، وسطحه ذو لون صدئ ومليء بالجبال شديدة التكسير وآلاف البراكين الكبيرة.
يختلف كوكب الزهرة في دورانه حول محوره، حيث يدور الكوكب للخلف، أي أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق على عكس ما نشهده على الأرض.
كوكب المشتري
يعد كوكب المشتري خامس كواكب المجموعة الشمسية بعداً عن الشمس؛ إذ يبلغ متوسط المسافة بينه وبين الشمس 5.2 وحدة فلكية، أي ما يعادل 778.340.821 كم، وهذه المسافة هي خمسة أضعاف المسافة بين الشمس وكوكب الأرض، كما أنه أكبر الكواكب على الإطلاق، فحجمه أكبر من حجم جميع الكواكب مجتمعة، إذ يبلغ قطره عند منطقة خط الاستواء الخاصة به 143 ألف كيلو متر.
وتجدر الإشارة إلى أن المشتري يدور حول الشمس في فترة زمنية كبيرة جداً؛ حيث إن دورة واحدة لكوكب المشتري حول الشمس تستغرق 12 سنة أرضية لإتمامها.
ويعتبر كوكب المشتري من أكثر الأجرام السماوية سطوعاً في الفضاء يسبقه في ذلك قمر الأرض وكوكب الزهرة وفي بعض الأحيان كوكب المريخ، ويعتبره البعض ثاني أكثر الكواكب سطوعاً بعد كوكب الزهرة، كما يعد كوكب المشتري أقرب في تكوينه إلى النجوم من الكواكب، حيث إنه لو كان أكبر من حجمه الحالي بثمانين ضعفاً فإنه كان سيُعد نجماً وليس كوكباً.