في 1 مايو من كل عام يحتفل المصريون والعالم بعيد العمال، والذي يتوافق هذا العام مع وقفة عيد الفطر المبارك في معظم الدول الإسلامية.

إجازة رسمية في مصر

تُمنح احتفالات عيد العمال إجازة رسمية في دول العالم لكل العاملين ومنها مصر التي تقدس ذلك اليوم احتفالًا بالعمال وحقوقهم المكفولة لهم في دستورها وقوانينها.

وتكون إجازة عيد العمال في مصر سارية ومدفوعة الأجر وذلك على مستوى القطاعات الخاصة والعامة وقطاعات الأعمال.

ثورة ضد ساعات العمل

والقصة وراء الاحتفال بعيد العمال تاريخيا متشابكة ولها أكثر من أصل لكنها جميعها تشير إلى أن الاحتفال بدأ بسبب غضبة العمال وثورتهم ضد قوانين العمل القديمة وعدد ساعات العمل التي كانت تصل الى 16 ساعة في اليوم و6 أيام في الأسبوع، فبدأت تتحرك القوى الحقوقية والنقابات لإيقاف ذلك.

وتاريخيًا لم يثبت أن أي دولة أو حكومة بدأت الاحتفال بعيد العمال، لكن الأمر والقصة بدأت من المنظمات العمالية والنقابات التي تحركت جميعها لتفرض ذلك على الحكومات التي عرفت قديما ببخس حقوق العمال وعلى رأسها الولايات المتحدة واستراليا حيث بدأ الاحتفال من هنالك.

وفي القرن التاسع عشر كانت شيكاغو تخوض نزاعات عمالية من أجل تخفيض ساعات العمل، فيما عرف حينها بحركة الثمان ساعات، ومثلها في ذلك كانت تورينتو في كندا، وكذلك استراليا.

أول احتفال بعيد العمال

في 21 إبريل 1856 نظمت استراليا بعد ضغوط من الحركات العمالية أول احتفال بعيد العمال في التاريخ، قبل أن يصل الأمر إلى كندا والولايات المتحدة التي بدات فيها الحركات العمالية تصعّد مطالبها لقصر ساعات العمل على 8 ساعات يوميًا تحت شعار ""ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع" ليثمر هذا التصعيد عن قرار عمالي بالإضراب عن العمل عام 1886 شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل.

نشبت على أثر تلك التظاهرات اشتباكات عدة بين الشرطة الأمريكية والعمال مما أدت إلى مقتل العشرات من الجانبين في واقعة مؤسفة حكم بعدها بالإعدام على عدد من القيادات العمالية.

ولم تصمت الثورة العمالية في أمريكا حتى عام 1894 عندما اضطر الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها بستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية.

"المنحة ياريس".. عيد العمال في مصر

أول من اعتبر الأول من مايو عيد للعمال وإجازة رسمية، كان الملك فارق، وذلك على الرغم من ترويج النبيل عباس حليم إلى أن هذا اليوم عيد شيوعي الغرض منه الإيحاء بأن العمال يؤلفون طبقة خاصة أنهم ليسوا من الجموع الشعبية للأمة، والقصد تكوين ديكتاورية خاصة بالعمال.

لكن منذ السنة الاولى لثورة 1952 تم اعتماد عيد العمال كإجازة رسمية في مصر للقطاع العام والخاص والاحتفال به بشكل سنوي.

ولا ينسى المصريون خطابات الرؤساء السابقين في عيد العمال والتعليق الشهير الذي كان يعلق به العمال على خطاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في التسعينات قائلين "المنحة ياريس" وهو الأمر الذي كان يتحقق بالاستجابة على الفور في أكثر من مرة.