الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تربويين يكشفون أهمية تأهيل معلمي رياض الأطفال.. ضرورة تطوير أساليب التعلم لمواكبة التطور التكنولوجي.. ويطالبون بزيادة مساهمة المجتمع المدني لرفع الوعي

تطوير معلمين رياض
تطوير معلمين رياض الاطفال

خبراء تعليم: 

-الهدف من مرحلة رياض الأطفال

-يجب زيادة مساهمة المجتمع المدني لرفع الوعي المجتمعي بأهمية رياض الاطفال

-كيفية تطوير أساليب التعلم بمرحلة رياض الاطفال لمواكبة احتياجات التطور التكنولوجي

-يجب الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال والتأكيد على أهميتها في عملية إعداد الأطفال إلى التعليم

-رياض الأطفال مؤسسات تربوية واجتماعية تسعى إلى تأهيل الطفل تأهيلاً سليماً للالتحاق بالمرحلة الابتدائية

لا تقل مرحلة رياض الأطفال أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى، حيث تعتبر مرحلة تربوية تعليمية متميزة هادفة وقائمة بذاتها، لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وسيكولوجيتها التعليمية والتعلمية الخاصة بها .

وأكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن الهدف من مرحلة رياض الأطفال ليس تعلم القراءة والكتابة أو إعطاء الطفل مواد تعليمية مثل اللغة العربية والدين والرياضيات، لأن هذا الهدف سيتم تحقيقه في المرحلة الدراسية اللاحقة، لكن ما يجب أن نعنى به هو تنمية قدرة الطفل على النطق والتعبير السليم وتدريبه على الانتباه والاستماع والتقاط المعلومات وقضية حبه للقراءة والمعرفة وتنمية قدراته الحركية والعضلية ورعاية وتنمية حواسه الخمس واستخدامها استخداما سليماً.

وأوضح الخبير التربوي، أن مرحلة رياض الأطفال هي عصب العملية التعليمية والتربوية للمرحلة السنية ما بين 4 و 6 سنوات حتى يستطيع الطفل أن يحس ويدرك ويرى ويفهم من حوله ويتعرف إلى البيئة الطبيعية والاجتماعية، ما يساعده على التوافق الاجتماعي والانفعالي مع تعويده على احترام رغبات وميول الآخرين من أجل إيجاد التوازن بين رغباته الذاتية ورغبات الآخرين، كذلك تعليم الطفل القيم الوطنية والجمالية والأخلاقية والدينية لكي يستطيع أن يميز بين الخير والشر وبين الجميل والقبيح، من خلال مواقف سلوكية بسيطة، ومجموعة الأهداف هذه يجب أن يتم تناولها كوحدة واحدة متناسقة، لإسعاد وإعداد الطفل ليكون فرداً إيجابياً في المجتمع .

ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن أهداف رياض الأطفال ترتكز على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم، واستثارة تفكيرهم الإبداعي المستقل، وتشجيعهم على التغير دون خوف، ورعايتهم بدنياً وتعويدهم العادات الصحية السليمة، ومساعدتهم على المعيشة والعمل واللعب مع الآخرين، وتذوق الموسيقا والفن وجمال الطبيعة، وتعويدهم التضحية ببعض رغباتهم في سبيل مصلحة الجماعة .

وقال إن مرحلة رياض الأطفال مهمة جدًا في حياة الطفل ليس فقط لأنها تريح الأم، وتقلل من الأعباء الملقاة عليها، أو تكون حلاً أثناء وجودها في العمل، بل هي مهمة جدًا من حيث إن اندماج الطفل فيها يعتبر أول اختبار له في مواجهة الحياة والتعامل مع الناس وحده، حيث يعتاد على كيفية اللعب مع زملائه، وكيفية إنشاء الصداقات وحل المشكلات بنفسه والتعامل مع أقرانه والأطفال الآخرين ذوي الطباع المختلفة، كما أنه يتعلم الاعتماد على نفسه ويكتسب سلوكيات وعادات إيجابية جديدة مثل النظام والمسؤولية والأخذ والعطاء .

وتابع: تعتبر رياض الأطفال مؤسسات تربوية واجتماعية تسعى إلى تأهيل الطفل تأهيلاً سليماً للالتحاق بالمرحلة الابتدائية، حتى لا يشعر الطفل بالانتقال المفاجئ من البيت إلى المدرسة، يحتاج فيها الأطفال إلى التشجيع المستمر من المعلمات، لتنمية دافعيتهم نحو التعليم وحب العمل الجماعي، وغرس روح التعاون والمشاركة الإيجابية، والاعتماد على النفس والثقة بها، كما يحتاج أطفال هذه المرحلة إلى الكثير من المهارات اللغوية والاجتماعية وتكوين الاتجاهات السليمة تجاه العملية التعليمية.

ومن جانب آخر قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، إن الطفل المتميز هو نتاج معلم مبدع، يبحث في الخصائص النفسية للأطفال في هذه المرحلة، ويدعم مهاراتهم ويكتشف الموهوبين منهم، ويفكر في تصميم وسائل تعليمية إبداعية لتنمية وصقل تلك الموهبة .

وشددت الخبيرة التربوية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" علي ضرورة الاهتمام بمعلمين مرحلة رياض الاطفال والصفوف الابتدائية الاولي وتطورهن المهني وتوفير التدريب العملي من الأمور الواجب الاعتناء بها، من أجل نشأة أطفال أصحاء وأسوياء، مشيرة إلى أن مرحلة الحضانة والصفوف الأولى والثانية تركز على الاهتمام بالجانب العلمي للمعلمين، كونها جزءاً لا يتجزأ من المهارات التي يطبقها المعلمين مع الأطفال في البيئة الصفية.

أشارت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن الدورات التدريبية تساعد المعلمة على التعرف إلى أهمية القراءة المبكرة وفق نظريات وفلسفات الذكاءات المتعددة، وتنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية. 

وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أن مرحلة رياض الأطفال تعد مرحلة حساسة ومرحلة حرجة، فالطفل فى طريقه لتكوين شخصية متميزة ينزع فيها إلى الاستقلالية، والاعتماد على النفس.

وأضافت أن طبيعة هذه المرحلة العمرية تتطلب الأنشطة وليس الواجبات، فالطفل بحاجة الى تعلم المشاركة بالنشطة مع الآخرين صغارًا وكبارًا، وتعلم كيفية تكوين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين من الأسرة والروضة والمجتمع.

وصرحت الخبيرة التربوية، أن مرحلة رياض الأطفال تقوم بدور التربية التعويضية، لتعويض الأطفال عما ينفصهم فى بيئاتهم من فرص النمو والتعليم، لأنها تهتم بتقدم أنواع مختلفة من الفرص للأطفال ليعبروا عن ذاتهم، وتمرين قوة تخيلاتهم، وتنمية العديد من اهتماماتهم ومهاراتهم، والتى تجعلهم يقفون بثبات جيد فى حياتهم المستقبلية.

كما أن لرياض الأطفال أهمية تربوية ونفسية بالنسبة للطفل فى هذه المرحلة حيث يكون الطفل فيها قابلا للتشكيل والتعديل والتأثير من خلال البيئة المحيطة به، ففى هذه المرحلة توضح أسس الشخصية وأبعادها ومكوناتها المختلفة .

ولفتت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن هذة الفترة من حياة الطفل تتيح له الفرصة لإطلاق خياله وقدرته الإبداعية، وتمنعه من أن يعيش في حالة من التصورات التي تثري فكره وتنمي قدرته العقلية، كأن يحكي قصة أو يسرح بخياله ويتصور أشياء معينة أو يرسم، وهي عوامل أساسية في نموه العقلي.

ومن جانبه قال الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إن دور معلمي رياض الاطفال لا يقتصر على التدريس وتلقين المعلومات للأطفال، بل إن لها أدواراً ذات وجوه وخصائص متعددة، فهي بديلة للأم من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم ومنازلهم لأول مرة، ووجدوا أنفسهم في بيئة جديدة ومحيط غير مألوف، لذا فإن مهمتهم مساعدتهم على التكيف والانسجام، كما أن دورهم يجب أن يكون دور المعلم الخبير في فن التدريس، حيث إنهم يتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر والإلمام بطرق التدريس الحديث .

وشدد الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" على ضرورة وضع آليات لزيادة مساهمة المجتمع المدنى لرفع الوعى بأهمية مرحلة رياض الأطفال، خاصة فى المناطق المحرومة والفقيرة من خلال حملات توعية وندوات لتوفير قاعات وتجهيزات.

ولفت رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال يسعي لتهيئة الطفل للحياة المدرسية النظامية في مرحلة التعليم الأساسي، وذلك عن طريق الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة، بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على النظام، وتكوين علاقات إنسانية مع المعلم والزملاء، وممارسة أنشطة التعليم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.

كما أوصي الدكتور محمد فتح الله، بضرورة الاهتمام باللغة العربية فى سن رياض الأطفال، لما لها من أثر فى إشباع احتياجات الطفل لغويا، والتعبير المباشر عما يشعر به ويتطلع إليه.

وأوضح الخبير التربوي، ان رياض الأطفال في بدايتها كانت تركز في مجملها على بعدين رئيسين هما: البعد الاجتماعي والبعد الأكاديمي، ويركز الأول على تنمية مهارات الطفل في التواصل مع الآخرين، وتعرف بعض المفاهيم المرتبطة باللعب والعمل والتفكير داخل مجموعة صغيرة، ويركز البعد الثاني على تنمية بعض المعارف والمهارات اللغوية والرياضية التي تضمن إمكانية تنمية البعد الأول، حيث لا يستطيع الطفل التواصل مع الآخرين دون تعرف بعض المفردات والجمل والأشكال التي تمكنه من التعبير عن أفكاره ومشاعره، مع تنمية بعض المهارات المرتبطة باكتشاف أسرته وبيئته. 

وتابع: وخلال السنوات القليلة السابقة انحاز البعض إلى التركيز على البعد الأكاديمي، وكان من نتائج ذلك العديد من الصعوبات التي يواجهها الطفل في تعليمه حتى في هذا البعد الأكاديمي نفسه. وبالتالي فإن الرؤية الحقيقية هي جعل البعد الأكاديمي ليس غاية بقصد ما يمكننا من تنمية جوانب شخصية الطفل الأخرى.

وصرح رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بأن تنمية مهارات الطفل الفكرية والجسدية على حد سواء، أمر في غاية الأهمية، كما أن إضافة النشاطات المتمثلة في الألعاب أو الأناشيد تعمل على قابلية الأطفال في تقبل والتقاط الأشياء بسرعة واكتساب المعلومات، فتكون الروضة بذلك أساساً يمهد لانتقاله إلى المدرسة الابتدائية بشكل سلس، نفسياً وعقلياً واجتماعياً .