سلط مسلسل "الاختيار 3" الضوء على فترة هامة جدا من تاريخ مصر، والتي حكمت فيها جماعة الإخوان البلاد عامي 2012 و2013.
بيان 3 يوليو وإنهاء حكم الإخوان
وحملت الحلقة التاسعة والعشرون من مسلسل "الاختيار 3- القرار" عنوان “النهاية”، حيث اجتمع وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي مع القوى السياسية والدينية، واتفق مع جميع القوى على وضع "خارطة طريق" للسير عليها في الفترة المقبلة وعزل الرئيس محمد مرسى، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا مهمة تسيير شئون البلاد.
وتتفق القوى الوطنية مع وزير الدفاع على الخطوط العريضة لخارطة الطريق، بأن يصبح رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للجمهورية لحين إجراء انتخابات رئاسية، وتعطيل العمل بالدستور، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وبالفعل يخرج السيسي إلى الشعب ويصدر بيان 3 يوليو الذي ينهي حكم الجماعة الإرهابية.
ويؤكد السيسي في الاجتماع أن القرار الذي سيتخذه سوف يدفع ثمنه هو وأبناؤه من الجيش والشرطة، وبالفعل يعلن السيسي بيانه التاريخي بعزل الرئيس محمد مرسى وتعطيل العمل بالدستور، وسط فرحة كبيرة في الميادين، مع عرض مشاهد حقيقية من ميدان التحرير بعد إعلان البيان تحت عنوان “الشعب أسقط النظام”، بعدها يتجول السيسي في الشوارع بدون حرس لمتابعة ردود الأفعال بنفسه في الشارع.
جدير بالذكر أن جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا، تعتبر واحدة من أقدم التنظيمات الإسلامية في مصر وأكبرها، كما أن لها تأثيرا على الحركات الإسلامية في العالم، وذلك لما تتميز به من ربط عملها السياسي بالعمل الإسلامي الخيري.
وكانت الجماعة تهدف في البداية لنشر القيم الإسلامية والعمل الخيري، إلا أنها سرعان ما انخرطت في العمل السياسي.
أبرز جرائم التنظيم الإخواني
365 يوما هي مدة حكم "المرشد" وجلوس الرئيس المعزول محمد مرسى على حكم مصر، ارتكبت خلالها جرائم محفورة في الذاكرة، لن تمحوها الأيام والسنين، فهي جرائم ارتكبتها الإخوان في حق مصر والمصريين وسلط مسلسل "الاختيار 3" الضوء عليها وهي:
- محاصرة الدستورية ومعركة القضاء.
- أخونة الدولة.
- أحداث الاتحادية وسقوط دماء فى عهد الإخوان.
- الإعلان الدستورى.
- استضافة الإرهاب فى ذكرى انتصارات أكتوبر.
- محاولة تشكيل حرس ثورى لحماية الإخوان.
- تكفير المعارضة.
- استضافة الإرهاب فى القصر الرئاسى.
رفض قبول الآخر والتعامل بالاستبداد
وفي هذا الصدد، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن جماعة الاخوان تنظيم متطرف يرى نفسه أنه الأحق في إدارة الدولة ويرفض قبول الآخر ويتعامل باستبداد مع إدارته للحكم على مدار عام كامل.
وأوضح أديب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا توجد نقاط مشتركة بينه وبين خصومه السياسيين والشباب، لذلك واجه التنظيم رفضا من قبل الشعب المصري، وهذا ما دفع الرئيس المعزول مرسي وتنظيمه للعناد والمكابرة ورفض الاستماع لصوت العقل، بجانب أن التنظيم كان شغله الأول التمكن من الدولة وأخونتها، ثم بعد ذلك الدولة ثانيا.
وتابع: “لذلك عندما وجد الإخوان التنظيم تاه وسقط، حاولوا إسقاط الدولة من أجل أن يبقى التنظيم، وهذا ما دفع بهم إلى المكابرة والمعاندة لأنهم كانوا يظنون أنهم مؤيدون من قبل الشعب لأنهم في اعتقادهم أن أنصارهم من الإخوان هم كل الشعب”.
وأكد أن "الإخوان تفاجأوا بأن الشعب الحقيقي خرج يوم 30 يونيو وانتصر على مشروع الإخوان السياسي وأيضا الدعوي، وكان الرئيس مرسي وجماعته يتخيلون أنهم مؤيدون من السماء وبالتالي أي معركة يقودونها سوف ينتصرون فيها".
التنظيم الإخواني والمكابرة والعناد
وأضاف: "من الطبيعي والمنطقي التنظيمات الدينية المتطرفة أنها تكابر وتعاند وتسير خلف التيار لأنها تريد أن تنتصر لنفسها ولمشروعها الخاص".
واختتم: "بالتالي هذه التنظيمات لا تستمع لنداء العقل، فهي تنظيمات متطرفة ويغيب العقل عن اختياراتها، ودائما تنحاز هذه التنظيمات إلى "العاطفة الأيدلوجية" التي تعبر عن التنظيم والتي يكون محلها القلب لا العقل، ولذلك هؤلاء يغيب عنهم نداء العقل وأيضا العاطفة والقلب".