الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمهورية الجديدة (٣) إفطار الأسرة المصرية

نهال علام
نهال علام

استكمالاً لحديث التنمية الذي بدأناه في المقال السابق، واستعرضنا فيه بعض جوانب التنمية الزراعية التى يشهدها الوطن، لذا سنستكمل هذا الحديث الذي افتتحه الرئيس، ولنعرف أين نحن الآن فقد استعرض الرئيس أين كّنا، فذكر إن الذِكرى تنفع المؤمنين.

فقد شهدنا منذ ساعات قليلة حديث الرئيس للمصريين في حفل إفطار الأسرة المصرية تلك الاحتفالية التى جمعت كل الأطياف الدينية والتوجهات السياسية ومن كل الأماكن الجغرافية ودون تمييز بين المرأة والرجل، مشرَق مغرَب، مشمِل مجنِب، وزير أو غفير، الكل اجتمع على مائدة الرئيس، في تقليد أسس له الرئيس أشكال متعددة، ليمتزج الجميع داخل بوتقة الوطن وهذا الحضور المتعدد الغفير أكبر دليل، وهو رجل لا يتحدث إلا بالبرهان والدليل، وماذا بعد لغة الأرقام من توثيق!

لذا لنقرأ تلك الأرقام ونستوعب ما لها من دلالات على حيوات المصريين في معركة وجودية استغرقت عَقد من الزمان، ماحدث فيه كان كفيل أن يجعل الوطن في خبر كان حيث:

-تجاوزت البطالة ١٤٪؜ في عام ٢٠١٣ عندما كان عدد المواطنين ٨٠ مليون مواطن واليوم اصبحت ٧٪؜ في حين أن عدد السكان تقافز إلى ما يزيد عن ١٠٠ مليون نسمة.
-٣٧ مليار دولار خسائر مؤسسات الدولة المصرية في ٢٤ شهر في عامي ٢٠١١ و٢٠١٢.
-تكلف الجيش المصري مليار جنيه شهرياً لمدة ٨٤ شهر لمحاربة الإرهاب في سيناء.
-٣٢٧٧شهيد و ما يزيد عن ١٢٢٨٢ مصاب في صفوف الجيش والشرطة أصابات تحول دون ممارسة حياة طبيعية مرة أخرى.
-تم تخفيض تصنيف مصر الائتماني ست مرات متتالية في أعقاب الأحداث التي مرت بها مصر من عام ٢٠١١ وحتى ٢٠١٤.
-حجم التعدي على الأراضي الزراعية من ٢٥ يناير وحتي ٨ فبراير ٢٠١١ تجاوز ٣٥ ألف فدان زراعي.
-كان من المتوقع بناءً على حسابات الوكالات ومؤسسات التصنيف أن الناتج المحلى لمصر ليصل إلى ٨ تريليون دولار، ومستوى دخل الفرد أن يزيد من ٢٠٠٠ دولار سنوياً إلى ٤٠٠٠ دولار ولكن تلك الكبوة أدت إلى تراجع الاحتياطي النقدي المصرى إلى مستوى الصفرية.
-تم انفاق ٨ تريليون جنيه على البنية التحتية، مثل الطرق والكهرباء لتهيئة الأجواء للاستثمار، وبعد أن كنا دولة تعاني من انقطاع الكهرباء بشكل متكرر لوجود فجوة هائلة بين الانتاج والاستهلاك اليوم لدينا فائض كهرباء.
-زيادة سكانية ٢.٥ مليون نسمة سنوياً بمعنى الاحتياج لستين ألف فصل دراسي سنوياً تحتاج مليون مدرس وملايين الجنيهات لتجهيز تلك الفصول.
-٨٣مليون مواطن استفادوا بشكل مباشر من مبادرات وزارة الصحة مثل ڤيروس سي والأمراض السارية وغيرها من المبادرات.
-وبالحديث عن المبادرة الرئاسية حياة كريمة التي تبنت إعادة رسم الحياة ل٤٥٠٠ قرية لإعادة بنائها بإجمالي ٦٠ مليون مواطن يفتقر للصرف الصحي والكهرباء والمياه النظيفة والطرق بل وأحياناً البيوت بذاتها التي تفتقر للسقف والحوائط، تم رصد ٦٠٠ مليار جنيه للمشروع ولكن بعد العمل على أرض الواقع ارتفعت متطلبات المشروع ل٨٠٠ مليار جنيه قابلة للزيادة.
-اطلاق مشروع تنمية الريف المصري كأكبر مشروع تنموي للنهوض بالريف المصري.

وحتى تكون في مخيلتك صورة واضحة لحجم استهلاكنا كشعب تعداده أكبر من ١٦ دولة أوروبية وشعبه أكثر من ثلث الدول العربية ‏فهناك ٣٠ ألف خباز ينتجون يومياً ٢٧٠ مليون رغيف مدعم، بدعم شهري ٣مليار ونصف، أي أن هناك ٣٠ ألف طن قمح يطحن يومياً، ناهيك عن الاستهلاك في الأفران الأفرنجية أو الخاصة التي لا تخضع للدعم فالأرقام السابقة خاصة بالعيش المدعوم، وسأترك لك العنان أن تحسب على مستوى أسرتك بالأرقام كيلوات الدقيق الزائدة التى تم استخدامها في رمضان بدءاً من الكنافة والقطايف ووصولاً للحكك والبسكويت والبيتيفور في ظل أزمة عالمية، فمهما ضاقت ⁧‫على الدنيا مصر‬⁩ بلد خير روائح الخبيز لا تنفك تنبعث من بلدنا، أدام الله علينا تلك النعمة.

ماسبق هو ببساطة ملخص لبعض التحديات والانجازات الى مرّ بها الوطن ولازال يواجه صعوبات حلّت على رأس موازنته دون حول منا ولا قوة، مشيئة الله التى كانت فمن سنوات الإرهاب لوباء الكورونا، لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكما قال الرئيس تحدياتنا كانت عظيمة، ولكن إنجازاتنا كانت أعظم، وحماية الله لهذا الوطن أعظم وأعظم، لذا لنحافظ على مكتسباتنا ونحمي ثمارنا التى بدأنا نجني ثمارها، ويكفي هذا الدقيق المنثور والسكر المرشوش على صاجات الكحك والبيتيفور، خير عظيم ينعم فيه الوطن في الوقت الذي حددت فيه بعض الدول الأوروبية زجاجة زيت وكيس دقيق للمواطن، فلك الحمد يا إلهي على نعمة ستر بلادنا الجميل، وسيظل الخير فيها دام فينا الخير، وأول الخير أن ننتبه لما فيه لنا الخير.