عادات وتقاليد وطقوس عديدة تحرص على توارثها الأجيال جيلاً بعد جيل لإحياء أيام شهر رمضان المبارك، وذلك داخل محافظة أسوان، ولاسيما بقرية تنقار النوبية، الواقعة على أرض" بلاد الذهب " وسط بشاشة الوجوه السمراء.
ونلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على هذه الطقوس والعادات والتقاليد والمتمثلة في حفل الإفطار الجماعى، والذى يتميز به أهالى قرية تنقار ويكون متوافقاً مع يوم 28 رمضان من كل عام حيث تمر على هذه العادة المتوارثة أكثر من 25 عاماً.
وأقرأ أيضاً:
وتعتبر قرية تنقار من أشهر القرى النوبية التي تحرص على هذه العادات الكريمة حيث أنها تقع جنوب غرب مدينة أسوان، وتعد من قرى النوبة التى لم يتم تهجيرها أبان إنشاء مشروع خزان أسوان.
وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بأسوان، وأحد قيادات قرية تنقار إن أهالي القرية يحرصون على تنظيم حفل الإفطار الجماعي الكبير منذ نحو 25 عاما في اليوم قبل الأخير من شهر رمضان حتى تسود المودة والبركة بين الجميع حينما يجتمعوا على طعام واحد مما يساهم فى لم الشمل والتأكيد على المعاني السمحة للإسلام.
وأشار الشيخ محمد عبد العزيز أن أهالي القرية يوجهون الدعوة لحضور هذا الإفطار لكل المسئولين بالمصالح الحكومية والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع وشركات الكهرباء والمياه بأسوان حيث أنه يعتبر فرصة لتلاقي أهالي القرية المقيمين في أنحاء متفرقة بمدينة أسوان.
ومع أذان المغرب وانطلاق مدفع الإفطار يبدأ الشباب والسيدات من الأهالي بتقديم العديد من المشروبات النوبية الشهيرة للحضور منها مشروب الإبريق والتمر هندي والكركديه والتمر باللبن والمديدة من (المأكولات النوبية ) وهي من العادات التي داوم عليها النوبيين طوال تاريخهم، يعقب ذلك أداء الجميع صلاة المغرب، حتى تنتهي السيدات من وضع طعام الافطار من مختلف أنواع اللحوم والخبز النوبي الذي يطلق عليه "الخمريد".
وتتولى النساء إعداد الطعام الذي يتكون من عدد من الأطباق غير الموجودة في أماكن أخرى في مصر.. أشهر الأطباق النوبية التي نمتلكها هي الجاكود وهي وجبة تكون من الملوخية أو السبانخ مع البامية، فضلاً عن العصيدة والسلات والجابورى.
ويعد البلح على مائدة رمضان أساسى، عند النوبيين ككل المسلمين في بقاع الأرض، لكن النوبيين لهم طريقتهم في تناوله إذ يُنقع التمر في الماء أو اللبن، أو يتم غليه في المياه ثم يُخرجونه من المياه حتى يصبح طريًا عند وقت الإفطار، إلى جانب المشروبات النوبية الأخرى كالكركديه والدوم، والتمر هندي، وهي مشروبات تعتمد على نقع والغليان في المياه.
أكلات السحور أيضاً تنوعت وتعددت وعلى رأسها “الفتة النوبية” وهي فتة بالزبادى ويتم إعدادها بالدقيق والمياه، وتعجن جيدًا، وتخبز على الدوكة لتصبح مثل الفطيرة الناعمة سهلة التقطيع، ويتم تقسيمها إلى قطع صغيرة ثم يوضع عليها الزبادي واللبن وتوضع في الثلاجة، وستظل النوبة بعاداتها وتقاليدها وأطعمتها الجميلة مستمرة أمد الدهر.