قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه مِمَا يشرع للمسلم في ختام شهر رمضان بعد أن منّ الله عليه بإتمام هذه الفريضة العظيمة أن يُخرج زكاة الفطر.
زكاة الفطر واجبة
وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ذكراً كان أو انثى، صغيراً كان أم كبيراً، حراً أو مملوكًا، وهي طهرة للصائم من الرفث واللغو، وطعمة للمساكين، منوهًا بأن من أدّاها قبل صلاة العيد فهي زكاة مقبولة.
وتابع: ومن أداها قبل العيد بيوم أو يومين فهي جائزة، ومن أخّرها إلى بعد صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات، والمستحب للمؤمن في ليلة العيد الإكثار من التكبير، كما قال جل وعلا: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
الجهر بالتكبير ليلة العيد
وأضاف أنه يُشرع للمسلمين الجهر بالتكبير ليلة العيد من غروب الشمس إلى الفراغ من خطبة صلاة العيد، كله تكبير: في البيت، والمسجد، والطريق، إلا المرأة فإنها تسر به ، منوهًا بأن الإمام علي -رضي الله تعالى عنه- أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه.
وأشار إلى أن المؤمن يفرح بتوفيق الله له على بلوغ هذا الشهر، وتوفيقه لصيامه وقيام ما تيسر من ليله، يغتبط بإيمانه، ويعتز بإسلامه، ويأسف على تقصيره في مرور أيام وليال الخير والبركة ولم يزدد فيها من الخير أكثر مما عمل، ويخشى ألّا يدرك رمضان آخر، فواقع المسلم الصائم أنه بين حالين متضادتين، فرح وحزن، وخوف ورجاء، واغتباط وأسف.
لم يبق إلا ليلة واحدة
وأفاد بأن الشهر كاد أن ينتهي فلم يبق إلا ليلة واحدة مؤكدة وهي من أفراد العشر، وفيها أعظم نفحة من رمضان يجود بها الخالق على عباده، وهذه الليلة العظيمة العمل والاجتهاد فيها خير من العمل في ألف شهر فيما سواه، فحري بنا البدار إلى التوبة وإلى الأوبة، والاستكثار منها، ولزوم الأعمال الصالحة واجتناب الأعمال السيئة.
ونبه إلى أنه يجب على المسلم الإجتهاد وعدم الكسل والغفلة حتى ينتهي الشهر بل حتى ينتهي العمر، ومن فرط وأضاع فيما مضى من الأيام، فعليه بالتوبة وحسن الختام، فإن الأعمال بخواتيمها، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات، مشددًا على ضرورة إخراج زكاة الفطر.