دعت إسرائيل، اليوم الجمعة، رعاياها في منطقة ترانسنيستريا (بريدنيستروفيا) في شرق مولدوفا إلى "المغادرة في أسرع وقت ممكن، في ظل التدهور الأمني هناك".
وحثت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، المواطنين الإسرائيليين الموجودين في تلك المنطقة إلى مغادرتها في أسرع وقت ممكن، كما دعت كل من يخطط منهم للسفر إلى هناك إلى إلغاء رحلته.
وكان سفير إسرائيل في مولدوفا، جويل ليون، قد أشار في وقت سابق إلى أنه "على ضوء الأحداث الأخيرة في تلك المنطقة (ترانسنيستريا)، أود أن أعرب عن قلقنا بشأن الوضع في هذه المنطقة.. وفي إسرائيل يدعون إلى تهدئة المنطقة".
وأضاف: "بين إسرائيل ومولدوفا تضامن كامل في هذا الوضع الصعب".
أوعلنت السلطات في جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا، الأربعاء، أن نيران أطلقت على قرية تضم مستودع ذخيرة روسي بعد تحليق طائرات مسيّرة.
وأوضحت السلطات في ترانسنيستريا، بحسب وكالة "فرانس برس": "لوحظ العديد من الطائرات المسيّرة في الأجواء فوق قرية كولباسنا".
وأضافت: "صباح 27 أبريل عند الساعة 8:45 بالتوقيت المحلي، أطلقت نيران من الجانب الأوكراني باتجاه كولباسنا.
وكانت ترانسنيستريا، وهي جمهورية انفصالية موالية لروسيا تقع داخل حدود مولدوفا، وعلى حدود جنوب غربي أوكرانيا، قالت إنها تعرضت للهجوم الثلاثاء.
ومنذ اندلاع في الحرب في أوكرانيا، تزايد الحديث عن إمكانية تمدد الوجود العسكري الروسي إلى هذه المنطقة، على غرار ما حدث في منطقتي لوجانسك ودوينتسك.
ومما عزز هذه المخاوف تصريحات قائد عسكري روسي قال فيها إن السيطرة على جنوب أوكرانيا ستوفر مخرجا في ترانسنيستريا التي تشهد اضطهادا للسكان الناطقين بالروسية.
وأثار هذا الأمر غضب مولدوفا التي استدعت السفير الروسي لديها، احتجاجا على تصريحات القائد العسكري.
ومنذ 3 عقود تدعم روسيا المنطقة الانفصالية في مولدوفا، بحسب خبراء لم يستبعدوا احتمال توسع العمليات العسكرية في أوكرانيا لتصل مولدوفا.
وتقع مولدوفا بين رومانيا وأوكرانيا، وهي دولة صغيرة حيث يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، وأعلنت استقلالها عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وبالتزامن مع ذلك، أعلنت ترانسنيستريا استقلالها عن مولدوفا من جانب واحد.
عقب ذلك، اندلعت اشتباكات بين مولدوفا وترانسنيستريا، حيث انتهت بهدنة أبرمت عام 1992، بينما تتواصل منذ العام 1993 محادثات لحل أزمة المنطقة تحت مظلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ومنطقة ترانسنيستريا غير معترف بها من قبل أي دولة عضو في الأمم المتحدة، إلا أن لديها كيانها السياسي وبرلمانها وجيشها وجهاز شرطتها الخاص بها.
وفي حين تطالب مولدوفا بضم المنطقة إلى أراضيها حيث تعدها جزءا منها، بينما يطالب الطرف الآخر المدعوم من روسيا الاعتراف بها كدولة.