دخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، شهرها الثالث، ويظهر من المشهد أنه لا توجد تهدئة قريبة أو متوقعة بين الأطراف المتنازعة، حيث قصفت روسيا، أمس الخميس، العاصمة الأوكرانية كييف، بالصورايخ، وشهدت العاصمة انفجارين قويين، وذلك بعد وقت قصير من اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي زار أوكرانيا أمس.
وفي آخر مستجدات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت الدفاع الروسية، اليوم، عن تنفيذ ضربة جوية بأسلحة عالية الدقة ضد كييف، خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش أمس.
حصاد القصف الروسي
كما وأعلنت عن تدمير 112 هدفا عسكريا في أوكرانيا، خلال الليل، وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، في بيان: "من بين المنشآت المتضررة موقعا للقيادة، و 11 نقطة إسناد و95 نقطة تمركز قوات ومعدات عسكرية، بالإضافة إلى أربعة مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية في بلدتي بوكروفسكوي وغوروخوفسكوي".
وتابع "قامت وحدات المدفعية بـ 975 مهمة إطلاق نار خلال الليل، ما تسبب باصابة: 21 مركز قيادة ، و 69 معقلًا ، و 763 منطقة تمركز للقوات والمعدات العسكرية... ونتيجة للضربات تم القضاء على أكثر من 280 قوميا و 38 مدرعة ومركبة".
وأردف قوله: " دمرسلاح الجو بواسطو أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة تابعة للقوات الجوية الروسية مباني اقسام الإنتاج التابعة لمؤسسة صناعة الصواريخ والفضاء "أرتيم" في مدينة كييف".
ولفت كوناشينكوف إلى أن " صواريخ كاليبر عالية الدقة بعيدة المدى أطلقت من البحر دمرت ثلاث محطات كهربائية فرعية في مناطق تقاطعات فاستوف وكراسنوسيلكا وبولونوي للسكك الحديدية".
القصف بالتزامن مع وجود جوتيريش
وذكرت مصادر أوكرانية أن القصف الروسي، استهدف مصنع أريتيوما للصواريخ في العاصمة كييف، وذلك بعد وقت قصير من المؤتمر الصحفي الذي جوتيريش مع زيلينسكي، وقالت السلطات إن جوتيريش وفريقه بخير.
وعن أهداف الضربة الصاروخية الروسية، تساءل مستشار بالرئاسة الأوكرانية ميخاييلو بودولياك، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلا: "هل تحاول روسيا إيصال رسالة إلى جوتيريش عبر قصفها كييف أثناء زيارته؟."، من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على تويتر: "روسيا أظهرت موقفها تجاه أوكرانيا وأوروبا والعالم بقصفها كييف أثناء زيارة جوتيريش".
السيطرة الكاملة على خيرسون
أما آخر التطورات على الأرض، فقد قررت روسيا، استخدام الروبل، عملة في مدينة خيرسون الاوكرانية، بعد السيطرة عليها، وتشكيل إدارات عسكرية في المدينة الاستراتيجية، حيث سيطرت روسيا بالكامل، يوم الثلاثاء الماضي على المدينة، ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة، والتي تعد جزءا من الطريق البري الذي يصل شبه جزيرة القرم، والمناطق الانفصالية على الحدود الروسية في شرق أوكرانيا.
وقال نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية الروسية، في خيرسون، إن المنطقة الواقعة جنوب أوكرانيا ستبدأ استخدام الروبل الروسي بداية من مايو المقبل، موضحا أن تحول خيرسون إلى الروبل الروسي سيستغرق حوالي 4 أشهر، وخلال هذه الفترة سيجري استخدامه مع العملة الاوكرانية المحلية "هريفنا".
كانت روسيا، قد سيطرت على خيرسون في الأسبوع الأول للحرب، وهي أكبر مدينة جنوبية وتعتبر عاصمة الأقاليم الجنوبية، ويتدفق إليها نهر دنيبر وتعتبر مصب النهر إلى البحر الأسود، كما تطل على بحر آزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي، وطبقا للسلطات المحلية الأوكرانية فقد عينت روسيا رئيس بلدية للمدينة وسيطرت على المقرات المحلية، لتكون بذلك أول مدينة كبيرة يسيطر عليها الروس منذ بداية الحرب.
خيرسون لن تعود أوكرانية مرة أخرى
وأكد نائب رئيس الإدارة العسكرية الروسية في مدينة خيرسون، إنها لن تعود إلى أوكرانيا، وهذا الأمر غير وارد، بل ومستحيل، حيث ستتطور المنطقة اقتصاديا، ولن تتمكن كييف بعد الآن من فرض سيطرتها وسياساتها على أراضيها.
وتابع: مهمتنا الآن استعادة اقتصاد المنطقة، كما لا يوجد أي تخطيط لاستفتاءات، لإنشاء جمهورية خيرسون الشعبية، لكنها ستتحول إلى أرض مزدهرة، ولن يكون فيها مكان الأيديولوجية النازية الأوكرانية"، وذلك على حد وصفه.
أكبر مناورات بريطانية منذ الحرب الباردة
أما عن الناحية الغربية، فقد أعلنت لندن عن إرسال 8000 جندي بريطاني، إلى أوروبا الشرقية، للمشاركة في مناورات حربية، معدة لمواجهة روسيا، وتعد عملية نشر القوات البريطانية، الأكبر من نوعها منذ انتهاء الحرب الباردة، وستشهد نشر قوات إضافية في دول أخرى في أوروبا مثل فنلندا وشمال مقدونيا.
وقال وزير الخارجية البريطانية ليز تراس، أمس الخميس، إن الحرب في أوكرانيا هي حرب بلادها، وانتصار كييف ضرورة استراتيجية لـ "لندن"، فيما قال مسئول بريطاني، إن بلاده تؤيد شن أوكرانيا هجمات في العمق الروسي، وهما ما أثار غضب الكرملين.
وبحسب خطة نشرت القوات البريطانية، سيتم إرسال عشرات الدبابات وأكثر من 100 مركبة قتالية مدرعة إلى مواقع في أوروبا الشرقية خلال الصيف، وجرى تحديث خطة نشر القوات البريطانية في أوروبا الشرقية وتعزيزها مع اندلاع الحرب في بداية من 24 فبراير الماضي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن المناورات المقررة سوف تعزز من قدرة القوات البريطانية والفنلندية على العمل معا لردع روسيا في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق.
روسيا تحذر من تصرفات بريطانيا
من جانبها، حذرت روسيا، أمس، بريطانيا من تقويض الأمن الأوروبي عبر "ضخ" السلاح إلى أوكرانيا، وذلك بعد تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية لحث الحلفاء على تزويد أوكرانيا بـ "أسلحة ثقيلة ودبابات وطائرات"، وتعزيز القدرات الدفاعية لمولدوفا وجورجيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الميل نفسه لضخ أسلحة، بما في ذلك أسلحة ثقيلة، إلى أوكرانيا ودول أخرى هو أمر يهدد أمن القارة ويؤدي إلى عدم الاستقرار.