وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس - إلى مدينة جدة السعودية في أول زيارة له منذ 2017.
أردوغان في السعودية بعد 5 سنوات
وقال مكتب الرئيس التركي، إن أردوغان، وصل إلى جدة في أول زيارة له للسعودية منذ 5 سنوات بعد جهود مكثفة من البلدين لإصلاح علاقاتهما التي شابها التوتر في السنوات القليلة الماضية.
وذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية في بيان، أن أردوغان، سيجري مباحثات في إطار زيارته التي تستغرق يومين.
وأوضح البيان، أن الجانبين سيستعرضان خلال المباحثات العلاقات الثنائية من جميع جوانبها ومناقشة فرص تطوير التعاون.
وسيتبادلان أيضا وجهات النظر حيال قضايا إقليمية ودولية، بحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء التركية الرسمية.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، شدد الرئيس التركي على رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وتأتي هذه الزيارة بعد اتصالات وتحضيرات طال أمدها وانتظارها.
ويتخلل زيارة أردوغان إلى السعودية عقد لقاء مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولأداء مناسك العمرة، وهي الزيارة التي تأتي بعد توتر ساد العلاقات بين البلدين.
الهدف من زيارة أردوغان للسعودية
وتأتي مساعي أردوغان لتنقية الأجواء مع السعودية، ضمن إطار جهود أوسع بذلها الرئيس التركي في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة مع عدد من خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر والإمارات وإسرائيل، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب.
وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ تولي أردوغان الرئاسة في أغسطس 2014، وتولي الملك سلمان حكم المملكة في يناير 2015.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي، أكرم ألفي، إن الرئيس التركي أردوغان يزور السعودية اليوم ليكمل استراتيجية صفر مشاكل، وهذا يعني أن سياسة الخارجية التركية تسعى للعودة إلى مبدأ إنهاء الخلافات مع دول المنطقة.
وأوضح ألفي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن النظام التركي يحاول جاهدا أن يصل إلى إنهاء التوتر مع دول المنطقة الرئيسية وتصفية الأجواء مع الدول المركزية، بجانب أن زيارة أردوغان للسعودية ومن قبل استقبال مسؤولين إماراتيين في أنقرة وإسطنبول ويعقبه إعادة للاجتماعات بين الجانبيين التركي والمصري لمحاولة تهدئة الوضع لوصول إلى صيغة للتدخلات في المنطقة.
وتابع: ما نراه هو تحركات من أنقرة لأنهاء الأزمات والمشاكل مع الدول الرئيسية في المنطقة، وبهذه الزيارة تركيا ستستعيد جملة دبلوماسية شهيرة قالها وزير الخارجية المصري سامح شكري: "نحن ننتظر أفعالا ولا نستمع كثيرا للأقوال".
ولفت إلى أن "الجانب السعودي والمصري ودول الخليج العربي ينتظرون أفعالا أكثر من تركيا وما سيقدمه أردوغان من مبادرات لإنهاء الخلافات ووقف تدخلاته في الشأن الداخلي العربي".
أردوغان والانفتاح على العرب
ومن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، إن زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى السعودية تأتي لاستكمال المخطط التركي لكسب الدول العربية سواء مصر أو الإمارات أو السعودية.
وأوضح فهمي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة الرئيس التركي للسعودية اليوم، لها أهداف متعددة أهمها الانفتاح على الدول العربية بصورة عامة، بجانب أن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى إنهاء المشاكل مع الدول العربية المركزية سواء مصر أو الإمارات أو السعودية.
ولفت فهمي، إلى أن الرئيس التركي يريد أن يعيد تقديم نفسه للجمهور التركي مع قرب إجراء الانتخابات التركية ودخولها مرحلة جدية.
وتابع: هذا بجانب وجود تيار نافذ داخل تركيا الآن يقود الحكومة ويؤكد ضرورة أن "يتم تصالح تركيا مع كل دول الإقليم بداية من مصر ثم إسرائيل والإمارات والسعودية".
وأكد أن "الهدف الأخير هو البعد الاقتصادي للزيارة؛ لأن السعودية هي سوق كبير، ومن المتوقع أن تقدم السعودية استثمارات لتركيا خاصة مع انفتاح تركيا على الأسواق الخارجية.
ولفت إلى أن "هدف السعودية من الزيارة فتح علاقات مع تركيا باعتبارها دولة إقليمية كبرى، فكل طرف يسعى لإتمام مصالحه، وبالتالي توقيت الزيارة له دلالته، وسيكون له نتائج إيجابية على مستوى الطرفين (السعودي والتركي)، فتركيا مقبلة على مرحلة جديدة في إطار علاقتها مع الدول الرئيسية الكبرى.