لماذا سميت صلاة التسابيح بهذا الاسم؟ وما حكمها؟ سؤال ورد إلى الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي السابق لمفتي الجمهورية، خلال برنامج “دقيقة فقهية”.
لماذا سميت صلاة التسابيح بهذا الاسم؟
وقال عاشور في إجابته على السائل: “صلاة التسابيح هي صورة من صلوات التطوع التي لها كيفية مخصوصة، وسميت بذلك لما يُطْلَبُ فيها من كثرة التسبيح”.
وأضاف عاشور أن صلاة الأسابيع صلاة مشروعةٌ على جهة الاستحباب على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو ما استقرَّ عليه قول الإمام أحمد؛ حيث إنه قد رجع عن القول بتضعيفها؛ كما استظهره الحافظ ابن حجر، وقد ورد فيها حديث صحيح مروي من طرق أكثر من عشرة من الصحابة كالعباس، وابنيه عبد الله والفضل، وعلي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وابنه عبد الله، وأم سلمة، وابن عمر، وأبي رافع، وابن عمرو، وعمر مولى غُفرة رضي الله عنهم ، وأمثلُها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : " يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ ! أَلَا أُعْطِيكَ ! أَلَا أَمْنَحُكَ ! أَلَا أَحْبُوكَ ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ القِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً".
وشدد على أن صلاة التسابيح صلاة مخصوصة، اتفق الفقهاء على مشروعيتها، وذهب الجمهور إلى استحبابها، ويتأكد ذلك في المواسم المباركة كليالي العشر الأواخر من رمضان وليلتي العيدين والنصف من شعبان، وهي أربع ركعات، يُسَبِّحُ المُصَلِّي فيها في كلِّ رَكْعَة منها خَمْسًا وسبعين تسبيحة، كما ورد في الحديث السابق.