EN 
محمد هشام عبية :
صراع إلهام شاهين مع التيارات المتشددة سبب الهجوم علينا مبكراً
واجهنا صعوبات في التصوير بسبب الأحوال الجوية في لبنان
تمكن الكاتب محمد هشام عبية من حجز مكانة مميزة له وسط كبار الكتاب الموجودين على الساحة الفنية حالياً ، حيث نجح من خلال أعماله من جذب انتباه المشاهدين ، بعدما قدم موضوعات فنية هامة لاقت استحسان الجمهور والنقاد ، وفى السطور التالية يكشف محمد هشام عبية تفاصيل مسلسله الجديد بطلوع الروح الذى يعد من أهم الأعمال الدرامية التي عرضت هذا العام.
في البداية كيف وجدت ردود الأفعال حول العمل؟
لا أنكر أنني كنت قلقا من الهجوم الذى شن على العمل بمجرد عرض الأفيش وهي ظاهرة غريبة بالنسبة لي ، ولكن بعد عرض الحلقات الامر تحول ، فقد أصبح للمسلسل جمهوره الذي يدافع ويرد على من يحاول ان يقول ان المسلسل يشوه صورة الاسم ، وفى الحقيقة ان العمل يقول ان ما يحدث ليس له علاقة بالإسلام .
هل شعرت بقلق شديد بعد هذا الهجوم المبكر؟
اتخضيت في البداية لان العمل لم يكن قد عرض بعد، ولاقى هجوما غير مبرر أو منطقي، ولكن بعد ذلك تقبلت هذا الأمر، خاصة وأننا كنا قد بدأنا التصوير ولن نغير فيه تحت أي ضغط، ولكن الامر برمته تغير بعد الاحتفاء من قبل المشاهدين عقب عرض الحلقات الاولي.
البعض يري ان مسلسل بطلوع الروح كشف أصحاب الأفكار المتطرفة والداعشية، هل تتفق مع هذا؟
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مكان لنشر كل الأفكار بما في ذلك المتطرف منها، لذا فالعمل بالفعل قد كشف بعض الذين يمشون وراء الأفكار المتطرفة، او الذين لا يبذلون مجهودا في التفكير وبالتالي يسهل توجيهم، فهؤلاء الأشخاص اليوم مع داعش وغداً من الممكن ان يكونوا مع اى فكرة أخري، لذا وجدنا ان هناك أشخاص يناقشونا وينتقدون العمل في ان طريقة الجلد ولا يدينون الفعل نفسه، ولكن هذا أحد مزايا الفن ان يكشف خبايا وأفكار هؤلاء الناس.
وكيف جاءتك فكرة العمل ، خاصة وانه يكشف خبابا هذا التنظيم الإرهابي ؟
شخصياً مشعول بداعش منذ ان ظهرت عام 2011 وبدأت في الاستحواذ على مساحات من سوريا والعراق ، وكان لدي حمس شديد في تقديم عمل درامي عن هذا التنظيم ولكن لم يكن هناك فكرة درامية مناسبة ، الي ان تعاقدت مع شركة الصباح على كتابة مسلسل 60 دقيقة وبعد تحقيقه صدي جماهيري جيد طلبوا البحث عن فكرة عمل درامي تقدمها منة شلبي ، لذا فقد استوحيت فكرة المسلسل من تحقيق صحفي نشر في إحدى الصحف العربية عن مخيمات في سوريا تعيشن فيه مجموعة السيدات يبلغ عددهن 1500 سيدة كانوا في داعش قبل القضاء عليها ، ومن بين هؤلاء سيدة مصرية ذكرت انها ذهبت الى الرقة رغماً عنها باجبار من زوجها وليدها أطفال وتريد ان تعود الى بلدها ، ومن هنا جاءتني الفكرة والتي امتزج فيها الواقع مع الخيال.
تردد ان العمل مقتبس من فيلم أمريكي أيراني.. هل قرات ذلك؟
وصلني هذا الأمر مع بداية عرض الحلقات، وهذا الامر أتفهمه لان الفيلم الأمريكي المزعوم والذي لم أشاهده حتى الان، ولكن من الواضح ان به نفس التيمة الخاصة بمسلسل بطلوع الروح، وهو الانتقال من عالم طبيعي الى اخر منغلق، وكل المجتمعات المنغلقة شبه بعضها، ولن العمل بالتأكيد غير مقتبس فلست بحاجة الى ذلك لان المادة الخام لدي.
كم من الوقت استغرقت للتحضير للعمل؟
مسلسل بطلوع الروح أستغرق ما يقرب من 8 أشهر سواء في مرحلة الكتابة أو البحث.
كما ذكرت انك كنت مهتم بجماعة داعش الإرهابية، لأي مدة هناك تطابق في العمل بين الواقع والدراما؟
كنا حريصين على ان يكون العمل دقيقا سواء في المعلومات أو الأماكن أو الملابس، فمثلا أسماء الشوارع والمحلات التي ذكرت في العمل كانوا موجودين في الرقة بالفعل ، بالإضافة الى لواء الخنساء الذى أنشأته داعش في الحقيقة ، والامر ذاته مع بيت الضيافة او بيت الارامل فقد كان موجودة فى الواقع وكانت تديره سيدة مغربية كما ظهر في المسلسل ، فقد حاولنا ان نمزج بين الخيال والواقع ، ولكن كل ما ظهر في أحداث العمل كان له أساس في الواقع كما تعمدنا ان تدور أحداث العمل الشهور القليلة التي سبقت معركة الرقة الأخيرة ، والتي انتهت بعدها دولة داعش ، وهذه الفترة لم يرصدها اى عمل درامي من قبل وقد أستعنت بصحفي وباحث في شئون الجماعات الإرهابية وكونا ورشة عمل وقد أفادني بالكثير من المعلومات.
تعد من المؤلفين القلائل الذين يقدمون على الشاشة شخصيات مركبة نفسياً مثل شخصية محمد حاتم في بطلوع الروح، فهل أستعنت بأطباء نفسيين قبل الكتابة؟
بنسبة كبيرة أغلب الشخصيات الموجودة في الحياة مركبة، وفى الدراما تلك النوعية من الشخصيات هي من تصنع دراما قوية، بالفعل شخصية محمد حاتم تعد من أكثر الشخصيات المركبة فهي من تصنع الاحداث، ولذا فقد استغرقت تلك الشخصية وقت طويل في النقاش بين صناع العمل، وقد استنعنا بطيب نفسي شهير، وفى الحقيقة أنها من أكثر الشخصيات المرهقة في العمل سواء في الكتابة أو التنفيذ وقد أجاد محمد حاتم أدائها.
هناك تفاصيل في العمل الشخصية جذبت انتباه المشاهدين ومنها الوشم ورمزيته، فهل كان هذا الامر في السيناريو؟
هناك بعض التفاصيل كانت موجودة في السيناريو، وهناك تفاصيل أخرى اضافتها المخرجة كاملة أبو ذكري مثل الوشم ورمزيته ، وهذا ما يفعله المخرج الموهوب دائماً.
هل ترى أن الهجوم على العمل في البداية كان بسبب مشاركة الفنانة إلهام شاهين فى العمل كما صرحت؟
دور أم جهاد كان يحتاج الى ممثلة مخضرمة مثل الهام شاهين، وقد سعدت بترشيح المخرجة كاملة أبو ذكري لها، وبلاشك ان جزءا من الهجوم كان بسبب وجود صراعات بينها وبين تيار متشدد، ولو ان أي ممثلة أخرى جسدت الدور ما كان الهجوم سيكون بهذا الشكل.
أنتقد قلة الاحداث داخل الحلقة، فما تعليقك؟
الأحداث في العمل ليست قليلة ، ولكن هناك شقين في هذا الامر ، الأول له علاقة بصعوبة التصوير مما أجربنا على ان تكون المدة للحلقة ليست كبيرة، أما الشق الثاني له علاقة بحالة المسلسل ، فهو ليس مسلسل مغامرات ومن الطبيعي ان تأخد كل شخصية حقها في إظهار ردود أفعالها.
واجهتم صعوبات داخل التصوير، فما هي؟
كان الكثير من الصعوبات التي واجهتنا، ومنها ان العمل بالكامل تم تصويره في لبنان الذي مر وقت تصوير المسلسل بأسوأ موجه برد منذ عشرات السنوات، وقد كان لدينا العديد من المشاهد الخارجية الليلية وفى بعض الأحيان كنا نضطر الى الغاء التصوير بسبب الثلج الذى كان يعيق الحركة ، هذا بجانب تنفيذ المعارك.
