الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تباطؤ حاد بالنمو.. أوروبا تواجه صعوبات في الاستغناء عن الغاز الروسي

أقوى تحذير من تأثيرات
أقوى تحذير من تأثيرات حرب الطاقة

قال خبراء اقتصاديون إن تعليق روسيا لخدمة الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا لن يلحق ضررا فوريا بالاقتصاد الأوروبي، لكن أوروبا قد تواجه تباطؤا حادا في النمو إذا امتد الانقطاع إلى دول أخرى، أو إذا فرضت أوروبا حظرا على الغاز الروسي. بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وذكرت الصحيفة أن حرب روسيا على أوكرانيا تمتد بالفعل عبر أوروبا، ما يخفض أسعار الطاقة ويضر بالمصنعين في الوقت الذي يتعافى فيه التكتل من الركود الناجم عن الوباء. وخفض صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي توقعاته لعام 2022 للدول التي تستخدم اليورو إلى 2.8 % من تقديرات بلغت 3.9 % في يناير مع تلقي ألمانيا أكبر اقتصاد ضربة كبيرة.

انخفض اليورو يوم الأربعاء إلى ما دون 1.06 دولار للمرة الأولى في خمس سنوات بسبب تزايد المخاوف بشأن أمن الطاقة وتباطؤ النمو الأوروبي. وتراجعت العملة بنحو 4 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي في أبريل وحده.

 

تحذيرات من شبح حرب الطاقة الصريحة 

وقال مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في UBS، في مذكرة للعملاء أنه من غير المرجح أن يؤدي الإجراء الذي اتخذته شركة جازبروم، وهي شركة روسية تحتكر النفط، هذا الأسبوع لإغلاق صنابير الغاز إلى دولتين في الاتحاد الأوروبي إلى دفع أوروبا إلى ركود جديد على الفور. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أوروبا لا يزال لديها العديد من استجابات السياسة الدبلوماسية والمالية المتاحة لمكافحة واحدة.

لكن شبح حرب الطاقة الصريحة - بما في ذلك الحظر الأوروبي المحتمل على الغاز والنفط الروسي - يلوح في الأفق في وقت صعب. وقال محللون إن الشركات الأوروبية تواجه بالفعل تكاليف طاقة أعلى، ما يهدد هوامش الربح ويضغط على القوة الشرائية للمستهلكين.

ويعكف الاتحاد الأوروبي على صياغة خطط لفرض حظر على النفط الروسي لكنه لم يشر إليه في الساعات التي تلت وقف إنتاج جازبروم. وفرضت أوروبا حظرا على الفحم الروسي هذا الشهر. وبينما قاومت ألمانيا على وجه الخصوص فرض حظر على النفط أو الغاز الروسي بسبب التكاليف الضخمة التي تتحملها صناعتها، أعاد المسؤولون النظر مؤخرا في الأمر.

وقال جوناثان هاكنبرويش، وهو زميل سياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية:"هذا تهديد مبطن لألمانيا، فبرلين تدرس حاليا إلى أي مدى يمكن أن تذهب هي والاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على صادرات الطاقة الروسية، والتهديدات الروسية موجهة لتغيير حساباتها".

ومع ذلك، فإن قطع الغاز الكامل عن ألمانيا "سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصادين الألماني والأوروبي". "سيتعين على المصانع كبح الإنتاج أو حتى إغلاقه. يمكن أن تضيع بعض الصناعات الرئيسية إلى الأبد، ومن الصعب في الواقع تقييم المجموعة الكاملة من العواقب. لكن روسيا تعتمد أيضا اعتمادا كبيرا على عائدات صادرات الطاقة، لأنها تمثل آخر شريان حياة كبير لها".

ومن المرجح أن يؤدي فرض حظر على الطاقة الروسية إلى ركود أوروبي، كما أن التضخم المرتفع "سيصبح تضخما أعلى"، حسبما قال كارستن بريزيسكي، الرئيس العالمي للأبحاث في بنك آي إن جي.

وقال:"من الواضح أن كل هذا سلبي بالنسبة للتوقعات على المدى القصير. لكن مما زاد الطين بلة، أن ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية وتعطل سلاسل التوريد سيعرضان القدرة التنافسية الدولية لأوروبا للخطر".

معاهد البحوث الألمانية يحذر من خفض النمو في أوروبا 

وقالت معاهد البحوث الاقتصادية الخمسة الرائدة في ألمانيا هذا الشهر إن فرض حظر كامل على الطاقة، إذا تم سنه على الفور، من شأنه أن يخفض النمو الاقتصادي السنوي في الاتحاد الأوروبي هذا العام والعام المقبل بنسبة تراكمية، مع رفع التضخم بنحو 1 نقطة مئوية في كلا العامين.

ويرجع ذلك إلى أنه من المحتمل أن يتم تقنين الغاز الطبيعي اعتبارا من بداية العام المقبل، وسيتعين بعد ذلك إيقاف تشغيل أجزاء من الصناعة الأوروبية لمدة أربعة أشهر لتمكين الأسر من الاستمرار في تدفئة منازلها خلال موسم البرد، حسبما قال هولجر شميدينج، كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرج.

وقال إنه "من الممكن على الأقل التصور' أن يبدأ التقنين في وقت أبكر في حالة انقطاع الغاز الروسي فورا".

وقال شميدينج:"يبقى أفضل تخمين لي أن الضرر الذي سيلحق بالنمو الأوروبي سيكون خطيرا للغاية. سواء كان ذلك سيكون ثمنا يستحق الدفع لتقييد قدرة روسيا على الحفاظ على حرب طويلة أم لا، فهو في نهاية المطاف حكم سياسي يتجاوز مجرد حسابات اقتصادية".