كل بيت فى مصر يعيش معارك الثانوية العامة أكثر من مرة، الاختيار بين العلمى والأدبى، والدروس الخصوصية، ثم تأتى معركة الامتحانات، وتتبعها معركة النتائج والمجاميع، أما المعركة الكبرى ففى اختيار الكلية والدراسة والمستقبل، وأولياء الأمور يبذلون جهدهم ويضحون ويسهرون ويخصمون من احتياجاتهم من أجل تعليم أبنائهم، وبعد الثانوية العامة والامتحانات والدرجات يأتى اختيار الكلية المناسبة، وهل تخرج طالبا يمكنه الالتحاق بسوق العمل.
قال الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوي والرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إذا نظرنا نظرة سريعة على خريطة توزيع الخريجين في الجامعات المصرية، تظهر أن غالبية تخصصات الطلاب الخريجين ليس لها أدنى علاقة بمتطلبات سوق العمل.
وأكد الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن الاتجاهات التربوية والتعليمية الحديثة التي تسعي الدولة المصرية في تطبيقها تؤكد أن الجامعات المصرية مطالبة بخدمة المجتمع، لأنها أقيمت لأجله، وهو ما يتطلب أن توجه الجامعات اهتمامها ونشاطاتها نحو تلبية الاحتياجات التي ترى ضرورة توافرها في المجتمع، وهذا ما تشير إليه فلسفة الجمهورية الجديدة وهي تحقيق تنمية المجتمع وتلبية متطلباته واحتياجاته.
وأشار الخبير التربوي، إلى أنه نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها البلاد أصبح جميع أو أغلب طلابنا يتجهون للدراسة الجامعية بغض النظر عن مستقبل الكلية أو التخصص الذي التحق به، وخلال سنوات سابقة كانت مجالات العمل والتوظيف متاحة لأغلب التخصصات إن لم يكن كلها، ومع استمرار تدفق الخريجين من الجامعات وتنوع متطلبات سوق العمل واحتياجاته قلت الفرص الوظيفية لخريجي الجامعات، وزادت معادلات البطالة بينهم.
وشدد الدكتور رضا مسعد، على أن جهة واحدة لا تتحمل مسؤولية ذلك، وإنما هي مسؤولية مشتركة بين جهات متعددة كما يتحملها الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، لذا فإنه لزاما على الجميع المشاركة الوطنية في إيجاد فرص وظيفية لأبناء وبنات الوطن، وذلك عبر اتخاذ الخطوات التالية:
الجامعات:
تهتم بفتح تخصصات جديدة يتطلبها سوق العمل.
التقليل من القبول في التخصصات التي ليس لها مجالات في سوق العمل.
أولياء الأمور:
توعية أبنائهم وبناتهم بالتخصصات المناسبة وتعزيز ميولهم نحوها.
تسهيل الظروف من أجل إن يبدعوا ويتفوقوا في تخصصاتهم.
الطلاب والطالبات:
اختيار التخصصات والمجالات التي تتناسب مع قدراتهم ويتطلبها سوق العمل.
إدراك أن الجامعات ليست هي المكان الوحيد للحصول على مستقبل واستقرار.